التحليل الأساسي / التحليل الفني وإستخدام نماذج الشارتات :

التحليل الفني :
التحليل الفني هي طريقة أساسية بسيطة للإستثمار , وهي عبارة عن دراسة الأسعار وإستخدام الرسم البياني ( الشارت ) كأداة أساسية .

أساسيات التحليل الفني تم إستخلاصها من نظرية داو , طورت تقريبا عام 1900 من قبل تشارلز داو . هذه الأساسيات تشمل طبيعة إتجاه الأسعار , إهمال الأسعار لكل المعلومات المعلنة , تأكيد الإتجاه والتناقض , تأثير أحجام التداول على سعر السهم والدعم والمقاومة . وطبعا المؤشر الأكثر إتباعا وهو مؤشر داو جونز للمتوسط الصناعي يعتبر نتيجة مباشرة من قبل نظرية داو وأهميتها .

تركيز تشارلز داو على أساسيات تحرك أسعار الأسهم أدت إلى إستنباط علم تحليلي جديد لتحليل أسواق المال.

دور عامل البشرية في تحديد سعر الأسهم :

سعر السهم في هذه اللحظة هو السعر اللذي يدفعه طرف ويوافق على بيعه الطرف الآخر. السعر اللذي يدفعه المستثمر مقابل الحصول على السهم يعتمد بصورة أساسية على توقعاته المستقبلية للسهم . إذا كان يتوقع إن السهم سوف يرتفع فيقوم بالشراء وإذا كان يتوقع إن السهم سوف ينخفض فيقوم بالبيع .

هذه المعطيات البسيطة هي سبب لتحدي كبير, وهو عملية التنبؤ بالسعر المستقبلي للسهم لأنها في الأصل تعود إلى توقعات البائع والشاري . الكل يعلم بصورة مباشرة إن البشر لا يمكن قياس تصرفاتهم أو توقع هذه التصرفات بسهولة . وهذه الحقيقة كافية بذ اتها أن تؤكد لك إنه لا يوجد طريقة تداول تعمل بشكل جيد دائما .

لأن البشر لهم علاقة في أسواق المال أغلب قرارات الإستثمار ليست لها معايير ثابتة بل هي متغيرة دائما ولا يمكن معرفة هذه المعايير أو قياسها . علاقتنا مع العائلة , طبيعة العمل , الملل, المرح , الدخل والنجاحات والأخطاء السابقة وغيرها الكثير كلها تؤثر على ثقتنا وتوقعاتنا والقرارات المختلفة من بيع وشراء .

سعر الأسهم يحدد من قبل البشر , رؤوس الأموال , الغني , الفقير , وكل من له القدرة أو الرغبة للدخول لسوق المال . هذه الشريحة العريضة التي تشارك في السوق تضمن لك عامل من المفاجئة والحماس .

التحليل الأساسي :

إذا كنا في غاية المنطقية وإستطعنا فصل العواطف عن القرارات الإستثمارية فالتحليل الأساسي وهو تحديد سعر السهم بناء على الأرباح والعوائد المستقبلية سوف يعمل بشكل رائع وبالغ الدقة , وبما إننا نملك هذا التوقع المنطقي العقلاني فإن أسعار الأسهم سوف تتغير فقط عند إعلان الأرباح أو الخسائر الربعية والأخبار الأخرى ومن خلاله يجد المستثمرون في عملية البحث عن الأسهم التي تعتبر قيمتها أقل من سعرها في الوقت الحالي .

بالطبع النظرية المهمة وهي نظرية السوق الكفؤ (efficient market theory) تنص إن سعر السهم في الوقت الحالي يمثل كل المعلومات والبيانات المعلنة على السهم عند لحظتها . هذه النظرية تبين إنه لا يمكن التنبؤ بالسعر المستقبلي للسهم لأن السعر الحالي يعكس كل المعلومات المعلنة عن السهم وإنك كفرد لا تستطيع التغلب على السوق إلا إذا كنت تعلم معلومات لا أحد يعلمها فتسبق الجميع .

الحاضر ممكن رؤيته من الماضي:

إذا كانت أسعار الأسهم تعتمد على توقعات المستثمرين فإن معرفة القيمة الحقيقية للسهم ( التحليل الأساسي ) لا يعتبر مهم , بل المهم هو معرفة ما هو الثمن اللذي سوف يوافق البائع عليه للتخلص من سهمه . هذا لا يعني بأن معرفة القيمة الحقيقية للسهم غير مهمة , ولكن هنالك إجماع تاريخي أن المستثمر المتوسط لا يستطيع معرفة القيمة الحقيقية للسهم .
فالتحليل الفني هو أداة لتحليل السند ات عن طريق التحليل التاريخي لسعر السهم في محاولة لتحديد الإتجاه المستقبلي للسهم عن طريق مقارنة تصرف السهم وسعره الحالي مع نفس التصرف في الماضي لتوقع السعر المستقبلي للسهم .
من يثق في التحليل الفني ثقة عمياء يعرف عملية المقارنة التاريخية مع الأسعار الحالية بأن التاريخ يعيد نفسه وهنالك طرف آخر من المحللين الفنيين يذكرون إن التاريخ لا يعيد نفسه ولكن يجب علينا التعلم من التجارب السابقة .

لعبة المقامرة ( الروليت) :

جزء قليل من المحللين الفنيين يستطيعو تحديد الأسعار المستقبلية بصورة دقيقية ومستمرة . ولكن إن كنت لا تستطيع أن تحدد الأسعار المستقبلية فالتحليل الفني ممكن إستخدامه بصورة دائمة ومستمرة لتخقيض نسبة المخاطرة وزيادة نسبة الربح .

أفضل تشبيه كيف ممكن أن يساعدك التحليل الفني في تعظيم أرباحك هو لعبة الروليت مع التحفظ بالطبع , فتحكم المقامر يعتبر جزء بسيط جدا مقارنة بالمستثمر , ولكن إذا إنتبهنا إلى أعلب المستثمروين فنستنتج بأن كلمة المقامرة تنطبق تماما .

الكازينو يربح نقود ليس عن طريق معرفة الرقم القادم , أو التوقعات المستقبلية , ولكن يزيد من فرصة ربحه عن طريق إضافة الرقم 0 والرقم 00 فيأخذ فرصة أعلى من المقامر .

نفس الشيء عندما يقوم المستثمر في الشراء أو البيع لا يستطيع معرفة إذا السعر سوف يصعد أو ينخفض . ولكن إذا إشترى السهم وهو في إتجاه صاعد بعد عملية تصحيح صغيرة وكان السهم يتداول فوق المتوسطات المتحركة وكان الإقتصاد قوي والشركة لها أرباح فهو يحسن من نسبة ربحه ويقلل من المخاطرة . هذا لا يسملى قمار ولكن هو ذكاء .
ومع ذلك أغلب المستثمرين يقومون بالشراء من دون التحكم بنسبة المخاطرة وزيادة فرص ربحهم بإستخدام التحليل الفني .

وبعكس الإعتقاد السائد في الأسواق , إنه عليك معرفة السعر المستقبلي للسهم لكي تحقق أرباح , بل يجب أن يكون هدفك هو زيادة نسبة فرصة الربح وتقليل معامل الخطورة تزيد من إحتمالات التداولات الناجحة . حتى لو كان تحليلك بسيط عن طريق رسم خطوط الإتجاه القصيرة المدى أو الطويلة منها أو المتوسطة فإنك تكون قد خففت من عامل المخاطرة وإرتفعت فرصة الدخول الصحيح على السهم وإكتسبت ميزة كنت سوف تفقدها لو ما إستخدمت التحليل الفني .

لننظر إلر رسم إعمار البياني , فالإتجاه هابط وحتى هذه اللحظة لم نرى أي إشارة على تغير أو إنعكاس هذا الإتجاه الهابط مع إن الشركة أرباحها رائعة والأرباح المستقبلية المتوقعة مرتفعة ولكن ليس من المنطق شراء السهم حتى يظهر لدينا بعض الدلائل الفنية على تغير الإتجاه فلا يوجد أي قانون يمنع السهم من مواصلة الهبوط .

http://www.phroon.com/up/file1/EMAR_2007_8_6218.png

التداول الأوتوماتيكي :

إذا إقتنعنا إن العواطف والتوقعات الصادرة عن المستثمرين تؤثر على سعر الأسهم فعلينا الإقتناع إن عواطفنا تؤثر على قراراتنا الشخصية . الكثير من المستثمرين يعزلون عواطفهم وتوقعاتهم عن قراراتهم عن طريق إستخدام الحاسوب لكي يأخذ القرار .

أنظمة التداول الأوتوماتيكية تساعدنا في التخلي عن الرأي الشخصي والعواطف في إتخاذ القرارات . فحص الحاسوب التلقائي يساعدنا أيضا في تحديد ما حدث في الماضي وسط الظروف المختلفة ويساعدنا في تحديد أسلوب تداول خاص .
ولكن بما إننا نحلل تصرفات تعتبر غير منطقية بالكامل ( عواطف وتوقعات المستثمرين) فعلينا إن لا ننخدع في النظام الأوتوماتيكي للتداول وعلينا الإقتناع إن النظام لا يقيس عواطف المستثمرين بل هو يظهر ما يحصل في هذه اللحظة .

أنظمة التحليل الفني هي أكبر ميزة تم إضافتها للمستثمرين للمنافسة في سوق المال ولكن علينا بعدم الإنخداع والإعتقاد إن السوق منطقي وعقلاني كما يبينه لنا النظام .

نماذج الشارتات :

النموذج هو معلومات محددة على الرسم البياني للسهم ويعطي إشارات دخول وخروج من الأسهم أو يتنبأ بحركة السهم المستقبلية . من يستخدم الرسم البياني للأسهم يستخدم نماذج الشارتات ليحدد الإتجاه الحالي وإنعكاسات الإتجاه ولمعرفة نقاط الدخول والخروج على السهم .

المبدأ خلف نماذج الشارتات وهو إن التاريخ يعيد نفسه , والفكرة إن هذه النماذج ممكن رؤيتها أكثر من مرة وهي تعطي فرصة وإحتمالية أعلى للربح .

ومع وجود قواعد خاصة ومعطيات محددة للنماذج إلى إنه لا يوجد نموذج يستطيع أن يتنبأ بإتجاه السهم بنسبة 100% .
فهذا يجعل هنالك إختلاف على أنواع النماذج من القوي والضعيف وهو سبب من الأسباب المهمة التي تجعل الرسم البياني للنماذج أقرب إلى الفن من العلم .

هنالك نوعان من النماذج : نموذج إستمراري والنموذج الإنعكاسي .

للمستثمرين المحترفين نماذج الشارتات لا تعتبر رسوم على الأسهم , ولكن تعتبر بصمة الأموال الذ كية وهذه البصمة كافية لإتباع الأموال الذكية فهم من يضعون قوانين وأصول اللعبة .

إذا كنت تستخدم التحليل الأساسي أو التحليل الفني في إتخاذ قرارات البيع والشراء فمن المحبذ معرفة فكر السوق . يجب عليك البحث عن البصمات فهذه البصمات سوف تنقذك في الكثير من الأوقات وتجعلك تتخلص من أسهمك , وهذه البصمات هي أيضا نفس البصمات التي سوف تجعلك تريد السهم وبشدة .

نموذج الإنتفاخ والركض ( Bump And Run Pattern ) من النماذج التي نراها في بعض الأحيان في سوقنا وهو ناتج عن المضاربات المبالغة و القوية جد ا على السهم فبعد الإرتفاع الكبير عن طريق عملية النفخ ينكسر خط الإتجاه الصاعد ومن ثم تبدأ عملية الركض للأسفل وهكذا يكون قد تخلصت الأموال الذكية من السهم عند القمة وتعلق به صغار المستثمرين لاحظ سهم دو :

http://www.phroon.com/up/file1/DU_2007_8_624.png

الخلاصة :

•المزج الصحيح بين التحليل الفني والتحليل الأساسي يؤكد لك إن نسبتك في التداولات الصحيحة سوف ترتفع .
•السهم الجيد عبارة عن حركة سعر السهم في الوقت الحالي , أحجام التداول , نماذج الشارتات , والأرباح والعوائد المميزة.
•تداول الأسهم السليم هو عبارة عن أي الأسهم جيدة للإستثمار ( التحليل الأساسي ) وما هو الوقت الصحيح لشراء هذا السهم ( التحليل الفني) وما هي مخططات الأموال الذكية في السهم ( نماذج الشارتات ) .

وإرتأيت أن أقتبس مشاركة سابقة لتعم الفائدة على الجميع :

ما هو تعريف الإستثمار ؟ ما هو تعريف المضاربة ؟

بنجمين جراهام صاحب أشهر كتب التحليل ( تحليل السندات Security Analysis و المستثمر الذكي The Intelligent ( Investor يعتبر إحدى مؤسسي التحليل المالي , ودائما وارين بوفيت المستثمر العالمي يذكر دائما إن كتاب المستثمر الذكي هو أفضل كتاب لتحليل الأسهم على الإطلاق . يقول جراهام إن الإستثمار يكون ناجح عندما يتم التعامل معه كالعمل بإحترافية. عملية الإستثمار هي الدراسة المبنية على التحليل وتعد بخواطر قليلة وعائد مالي مرض . أي عملية لا تجمع الثلاث صفات التالية تعد مضاربة .

يقول جراهام إن السعر هو ما تدفعه ( ما يدفع ), والقيمة هي ما تستلم إذا بعت ( الإستلام ) ويقول إن السعر والقيمة تتجاذب نحو بعضها البعض ولكن في أي لحظة في المستقبل قد تتباعد القيمة عن السعر وأحيانا بأسعار مرتفعة أو منخفضة , الأغلبية العظمى من المستثمرين أو المضاربين لا يدركون والجزء المتبقي يهمل هذه الطبيعة وهي التمييز الأساسي ما بين القيمة والسعر ( Value VS Price ) .

جراهام يطالب من المشاركين في الأسواق المالية إهمال طبيعة السوق ككل من صاعد أو هابط والتركيز على القيمة الحقيقة للسهم . يعتبر جراهام إن السهم هو جزء من شركة أعمال قيمتها مع الزمن تتناسب تناسبا طرديا مع قيمة الشركة ككل .

هذا المبدأ أدى إلى إيجاد مبدأين جديدين . الأول , وسط ظروف معينة تستطيع شراء السهم بسعر أقل من قيمته الحقيقية وكلما كان السهم أقل من قيمته الحقيقية كلما قل عامل المخاطرة وكلما تزيد نسبة الأرباح .
ثانيا : إبهام العلاقة بين القيمة والسعر , مثلا : شراء سهم على أساس شهرته الحالية أو الترند الصاعد للسهم أو الهابط والأمل إن سعره سوف يرتفع بسبب الظروف المتغيرة هو مضاربة والأغلبية العظمى من العمليات في أسواق المال هي مضاربات وليست إستثمار .

لكي تتأهل العملية كإستثمار يجب أن تكون أولا : مبنية على تحليل سليم.
ثانيا : تخفيض معامل الخطورة قدر المستطاع والمحافظة على رأس المال .
ثالثا : تواجد عائد مرض.
رابعا : سعر الشراء أقل من القيمة الحقيقية الحالية أو المستقبلية الناتجة عن الدراسات التحليلية .
خامسا : لا تتأثر في العوامل الطبيعية المتغيرة للأسواق بل يتم التركيز على قيمة السهم أساسيا .

أي عميلة شراء تفقد جزء من هذه الشروط فهي مضاربةأو مغامرة.

9 thoughts on “التحليل الأساسي / التحليل الفني وإستخدام نماذج الشارتات :

  1. أخي العزيز وولفرين

    بالفعل أنت محلل فني كفء (مثقف وصاحب عقلية فذة) ما شاء الله عليك

    أنا عن نفسي أحاول استفيد منك بقدر الإمكان

    الله يبارك لك في علمك وعملك

    أدعو لك بالتوفيق الدائم وبإذن الله تعالى في ميزان حسناتك

  2. ماشاء الله ….. تبارك الرحمن

    لدينا في منتدانا شخصيات يتشرف المرءأ ن يتعلم من علمهم وينهل من معرفتهم وخبرتهم …..

    فكيف إذا كان هذا الشخص علامه في الأسواق الماليه وخفاياها وسراديبها التي توصل بنهاية ممراتها المظلمة إلى النور …

    بارك الله بأخي الكبير Wolverine …. وبارك الله تعالى له بصحته وعلمة اللامتناهي ….

    ودمتم

    أخوي الغالي إبن البادية ,
    والله خجلتني بكرمك يا رجال .
    تسلم يالغالي وإن شاء الله يستفيد من الموضوع أكبر عدد ممكن من أعضاء وزوار المنتدى لأنه في الحقيقة موضوع مهم جدا , البعض قد يذكر إن الأمثلة على إعمار ودو فنية , فنذكر الجميع إن سهم إعمار إنطلق عندما تضاعفت أرباحه بشكل سريع جدا وخيالي لينطلق من ال 7 درهم نحو ال 29 وهذا دليل على قوة التحليل الأساسي . ولكن علينا بالمزج السليم ويد واحدة لا تصفق , فالتحليل الأساسي والفني يجب تطبيقهم يد بيد.

  3. بارك الله فيك وفي علمك عزيزى ومنك الجميع يستفيد بأذن الله تعالى تسلم يا الغالى على الدروس القيمه

  4. التحليل الأساسي / التحليل الفني وإستخدام نماذج الشارتات :

    التحليل الفني :
    التحليل الفني هي طريقة أساسية بسيطة للإستثمار , وهي عبارة عن دراسة الأسعار وإستخدام الرسم البياني ( الشارت ) كأداة أساسية .

    أساسيات التحليل الفني تم إستخلاصها من نظرية داو , طورت تقريبا عام 1900 من قبل تشارلز داو . هذه الأساسيات تشمل طبيعة إتجاه الأسعار , إهمال الأسعار لكل المعلومات المعلنة , تأكيد الإتجاه والتناقض , تأثير أحجام التداول على سعر السهم والدعم والمقاومة . وطبعا المؤشر الأكثر إتباعا وهو مؤشر داو جونز للمتوسط الصناعي يعتبر نتيجة مباشرة من قبل نظرية داو وأهميتها .

    تركيز تشارلز داو على أساسيات تحرك أسعار الأسهم أدت إلى إستنباط علم تحليلي جديد لتحليل أسواق المال.

    دور عامل البشرية في تحديد سعر الأسهم :

    سعر السهم في هذه اللحظة هو السعر اللذي يدفعه طرف ويوافق على بيعه الطرف الآخر. السعر اللذي يدفعه المستثمر مقابل الحصول على السهم يعتمد بصورة أساسية على توقعاته المستقبلية للسهم . إذا كان يتوقع إن السهم سوف يرتفع فيقوم بالشراء وإذا كان يتوقع إن السهم سوف ينخفض فيقوم بالبيع .

    هذه المعطيات البسيطة هي سبب لتحدي كبير, وهو عملية التنبؤ بالسعر المستقبلي للسهم لأنها في الأصل تعود إلى توقعات البائع والشاري . الكل يعلم بصورة مباشرة إن البشر لا يمكن قياس تصرفاتهم أو توقع هذه التصرفات بسهولة . وهذه الحقيقة كافية بذ اتها أن تؤكد لك إنه لا يوجد طريقة تداول تعمل بشكل جيد دائما .

    لأن البشر لهم علاقة في أسواق المال أغلب قرارات الإستثمار ليست لها معايير ثابتة بل هي متغيرة دائما ولا يمكن معرفة هذه المعايير أو قياسها . علاقتنا مع العائلة , طبيعة العمل , الملل, المرح , الدخل والنجاحات والأخطاء السابقة وغيرها الكثير كلها تؤثر على ثقتنا وتوقعاتنا والقرارات المختلفة من بيع وشراء .

    سعر الأسهم يحدد من قبل البشر , رؤوس الأموال , الغني , الفقير , وكل من له القدرة أو الرغبة للدخول لسوق المال . هذه الشريحة العريضة التي تشارك في السوق تضمن لك عامل من المفاجئة والحماس .

    التحليل الأساسي :

    إذا كنا في غاية المنطقية وإستطعنا فصل العواطف عن القرارات الإستثمارية فالتحليل الأساسي وهو تحديد سعر السهم بناء على الأرباح والعوائد المستقبلية سوف يعمل بشكل رائع وبالغ الدقة , وبما إننا نملك هذا التوقع المنطقي العقلاني فإن أسعار الأسهم سوف تتغير فقط عند إعلان الأرباح أو الخسائر الربعية والأخبار الأخرى ومن خلاله يجد المستثمرون في عملية البحث عن الأسهم التي تعتبر قيمتها أقل من سعرها في الوقت الحالي .

    بالطبع النظرية المهمة وهي نظرية السوق الكفؤ (efficient market theory) تنص إن سعر السهم في الوقت الحالي يمثل كل المعلومات والبيانات المعلنة على السهم عند لحظتها . هذه النظرية تبين إنه لا يمكن التنبؤ بالسعر المستقبلي للسهم لأن السعر الحالي يعكس كل المعلومات المعلنة عن السهم وإنك كفرد لا تستطيع التغلب على السوق إلا إذا كنت تعلم معلومات لا أحد يعلمها فتسبق الجميع .

    الحاضر ممكن رؤيته من الماضي:

    إذا كانت أسعار الأسهم تعتمد على توقعات المستثمرين فإن معرفة القيمة الحقيقية للسهم ( التحليل الأساسي ) لا يعتبر مهم , بل المهم هو معرفة ما هو الثمن اللذي سوف يوافق البائع عليه للتخلص من سهمه . هذا لا يعني بأن معرفة القيمة الحقيقية للسهم غير مهمة , ولكن هنالك إجماع تاريخي أن المستثمر المتوسط لا يستطيع معرفة القيمة الحقيقية للسهم .
    فالتحليل الفني هو أداة لتحليل السند ات عن طريق التحليل التاريخي لسعر السهم في محاولة لتحديد الإتجاه المستقبلي للسهم عن طريق مقارنة تصرف السهم وسعره الحالي مع نفس التصرف في الماضي لتوقع السعر المستقبلي للسهم .
    من يثق في التحليل الفني ثقة عمياء يعرف عملية المقارنة التاريخية مع الأسعار الحالية بأن التاريخ يعيد نفسه وهنالك طرف آخر من المحللين الفنيين يذكرون إن التاريخ لا يعيد نفسه ولكن يجب علينا التعلم من التجارب السابقة .

    لعبة المقامرة ( الروليت) :

    جزء قليل من المحللين الفنيين يستطيعو تحديد الأسعار المستقبلية بصورة دقيقية ومستمرة . ولكن إن كنت لا تستطيع أن تحدد الأسعار المستقبلية فالتحليل الفني ممكن إستخدامه بصورة دائمة ومستمرة لتخقيض نسبة المخاطرة وزيادة نسبة الربح .

    أفضل تشبيه كيف ممكن أن يساعدك التحليل الفني في تعظيم أرباحك هو لعبة الروليت مع التحفظ بالطبع , فتحكم المقامر يعتبر جزء بسيط جدا مقارنة بالمستثمر , ولكن إذا إنتبهنا إلى أعلب المستثمروين فنستنتج بأن كلمة المقامرة تنطبق تماما .

    الكازينو يربح نقود ليس عن طريق معرفة الرقم القادم , أو التوقعات المستقبلية , ولكن يزيد من فرصة ربحه عن طريق إضافة الرقم 0 والرقم 00 فيأخذ فرصة أعلى من المقامر .

    نفس الشيء عندما يقوم المستثمر في الشراء أو البيع لا يستطيع معرفة إذا السعر سوف يصعد أو ينخفض . ولكن إذا إشترى السهم وهو في إتجاه صاعد بعد عملية تصحيح صغيرة وكان السهم يتداول فوق المتوسطات المتحركة وكان الإقتصاد قوي والشركة لها أرباح فهو يحسن من نسبة ربحه ويقلل من المخاطرة . هذا لا يسملى قمار ولكن هو ذكاء .
    ومع ذلك أغلب المستثمرين يقومون بالشراء من دون التحكم بنسبة المخاطرة وزيادة فرص ربحهم بإستخدام التحليل الفني .

    وبعكس الإعتقاد السائد في الأسواق , إنه عليك معرفة السعر المستقبلي للسهم لكي تحقق أرباح , بل يجب أن يكون هدفك هو زيادة نسبة فرصة الربح وتقليل معامل الخطورة تزيد من إحتمالات التداولات الناجحة . حتى لو كان تحليلك بسيط عن طريق رسم خطوط الإتجاه القصيرة المدى أو الطويلة منها أو المتوسطة فإنك تكون قد خففت من عامل المخاطرة وإرتفعت فرصة الدخول الصحيح على السهم وإكتسبت ميزة كنت سوف تفقدها لو ما إستخدمت التحليل الفني .

    لننظر إلر رسم إعمار البياني , فالإتجاه هابط وحتى هذه اللحظة لم نرى أي إشارة على تغير أو إنعكاس هذا الإتجاه الهابط مع إن الشركة أرباحها رائعة والأرباح المستقبلية المتوقعة مرتفعة ولكن ليس من المنطق شراء السهم حتى يظهر لدينا بعض الدلائل الفنية على تغير الإتجاه فلا يوجد أي قانون يمنع السهم من مواصلة الهبوط .

    http://www.phroon.com/up/file1/EMAR_2007_8_6218.png

    التداول الأوتوماتيكي :

    إذا إقتنعنا إن العواطف والتوقعات الصادرة عن المستثمرين تؤثر على سعر الأسهم فعلينا الإقتناع إن عواطفنا تؤثر على قراراتنا الشخصية . الكثير من المستثمرين يعزلون عواطفهم وتوقعاتهم عن قراراتهم عن طريق إستخدام الحاسوب لكي يأخذ القرار .

    أنظمة التداول الأوتوماتيكية تساعدنا في التخلي عن الرأي الشخصي والعواطف في إتخاذ القرارات . فحص الحاسوب التلقائي يساعدنا أيضا في تحديد ما حدث في الماضي وسط الظروف المختلفة ويساعدنا في تحديد أسلوب تداول خاص .
    ولكن بما إننا نحلل تصرفات تعتبر غير منطقية بالكامل ( عواطف وتوقعات المستثمرين) فعلينا إن لا ننخدع في النظام الأوتوماتيكي للتداول وعلينا الإقتناع إن النظام لا يقيس عواطف المستثمرين بل هو يظهر ما يحصل في هذه اللحظة .

    أنظمة التحليل الفني هي أكبر ميزة تم إضافتها للمستثمرين للمنافسة في سوق المال ولكن علينا بعدم الإنخداع والإعتقاد إن السوق منطقي وعقلاني كما يبينه لنا النظام .

    نماذج الشارتات :

    النموذج هو معلومات محددة على الرسم البياني للسهم ويعطي إشارات دخول وخروج من الأسهم أو يتنبأ بحركة السهم المستقبلية . من يستخدم الرسم البياني للأسهم يستخدم نماذج الشارتات ليحدد الإتجاه الحالي وإنعكاسات الإتجاه ولمعرفة نقاط الدخول والخروج على السهم .

    المبدأ خلف نماذج الشارتات وهو إن التاريخ يعيد نفسه , والفكرة إن هذه النماذج ممكن رؤيتها أكثر من مرة وهي تعطي فرصة وإحتمالية أعلى للربح .

    ومع وجود قواعد خاصة ومعطيات محددة للنماذج إلى إنه لا يوجد نموذج يستطيع أن يتنبأ بإتجاه السهم بنسبة 100% .
    فهذا يجعل هنالك إختلاف على أنواع النماذج من القوي والضعيف وهو سبب من الأسباب المهمة التي تجعل الرسم البياني للنماذج أقرب إلى الفن من العلم .

    هنالك نوعان من النماذج : نموذج إستمراري والنموذج الإنعكاسي .

    للمستثمرين المحترفين نماذج الشارتات لا تعتبر رسوم على الأسهم , ولكن تعتبر بصمة الأموال الذ كية وهذه البصمة كافية لإتباع الأموال الذكية فهم من يضعون قوانين وأصول اللعبة .

    إذا كنت تستخدم التحليل الأساسي أو التحليل الفني في إتخاذ قرارات البيع والشراء فمن المحبذ معرفة فكر السوق . يجب عليك البحث عن البصمات فهذه البصمات سوف تنقذك في الكثير من الأوقات وتجعلك تتخلص من أسهمك , وهذه البصمات هي أيضا نفس البصمات التي سوف تجعلك تريد السهم وبشدة .

    نموذج الإنتفاخ والركض ( Bump And Run Pattern ) من النماذج التي نراها في بعض الأحيان في سوقنا وهو ناتج عن المضاربات المبالغة و القوية جد ا على السهم فبعد الإرتفاع الكبير عن طريق عملية النفخ ينكسر خط الإتجاه الصاعد ومن ثم تبدأ عملية الركض للأسفل وهكذا يكون قد تخلصت الأموال الذكية من السهم عند القمة وتعلق به صغار المستثمرين لاحظ سهم دو :

    http://www.phroon.com/up/file1/DU_2007_8_624.png

    الخلاصة :

    •المزج الصحيح بين التحليل الفني والتحليل الأساسي يؤكد لك إن نسبتك في التداولات الصحيحة سوف ترتفع .
    •السهم الجيد عبارة عن حركة سعر السهم في الوقت الحالي , أحجام التداول , نماذج الشارتات , والأرباح والعوائد المميزة.
    •تداول الأسهم السليم هو عبارة عن أي الأسهم جيدة للإستثمار ( التحليل الأساسي ) وما هو الوقت الصحيح لشراء هذا السهم ( التحليل الفني) وما هي مخططات الأموال الذكية في السهم ( نماذج الشارتات ) .

    وإرتأيت أن أقتبس مشاركة سابقة لتعم الفائدة على الجميع :

    ما هو تعريف الإستثمار ؟ ما هو تعريف المضاربة ؟

    بنجمين جراهام صاحب أشهر كتب التحليل ( تحليل السندات Security Analysis و المستثمر الذكي The Intelligent ( Investor يعتبر إحدى مؤسسي التحليل المالي , ودائما وارين بوفيت المستثمر العالمي يذكر دائما إن كتاب المستثمر الذكي هو أفضل كتاب لتحليل الأسهم على الإطلاق . يقول جراهام إن الإستثمار يكون ناجح عندما يتم التعامل معه كالعمل بإحترافية. عملية الإستثمار هي الدراسة المبنية على التحليل وتعد بخواطر قليلة وعائد مالي مرض . أي عملية لا تجمع الثلاث صفات التالية تعد مضاربة .

    يقول جراهام إن السعر هو ما تدفعه ( ما يدفع ), والقيمة هي ما تستلم إذا بعت ( الإستلام ) ويقول إن السعر والقيمة تتجاذب نحو بعضها البعض ولكن في أي لحظة في المستقبل قد تتباعد القيمة عن السعر وأحيانا بأسعار مرتفعة أو منخفضة , الأغلبية العظمى من المستثمرين أو المضاربين لا يدركون والجزء المتبقي يهمل هذه الطبيعة وهي التمييز الأساسي ما بين القيمة والسعر ( Value VS Price ) .

    جراهام يطالب من المشاركين في الأسواق المالية إهمال طبيعة السوق ككل من صاعد أو هابط والتركيز على القيمة الحقيقة للسهم . يعتبر جراهام إن السهم هو جزء من شركة أعمال قيمتها مع الزمن تتناسب تناسبا طرديا مع قيمة الشركة ككل .

    هذا المبدأ أدى إلى إيجاد مبدأين جديدين . الأول , وسط ظروف معينة تستطيع شراء السهم بسعر أقل من قيمته الحقيقية وكلما كان السهم أقل من قيمته الحقيقية كلما قل عامل المخاطرة وكلما تزيد نسبة الأرباح .
    ثانيا : إبهام العلاقة بين القيمة والسعر , مثلا : شراء سهم على أساس شهرته الحالية أو الترند الصاعد للسهم أو الهابط والأمل إن سعره سوف يرتفع بسبب الظروف المتغيرة هو مضاربة والأغلبية العظمى من العمليات في أسواق المال هي مضاربات وليست إستثمار .

    لكي تتأهل العملية كإستثمار يجب أن تكون أولا : مبنية على تحليل سليم.
    ثانيا : تخفيض معامل الخطورة قدر المستطاع والمحافظة على رأس المال .
    ثالثا : تواجد عائد مرض.
    رابعا : سعر الشراء أقل من القيمة الحقيقية الحالية أو المستقبلية الناتجة عن الدراسات التحليلية .
    خامسا : لا تتأثر في العوامل الطبيعية المتغيرة للأسواق بل يتم التركيز على قيمة السهم أساسيا .

    أي عميلة شراء تفقد جزء من هذه الشروط فهي مضاربةأو مغامرة.

    ماشاء الله ….. تبارك الرحمن

    لدينا في منتدانا شخصيات يتشرف المرءأ ن يتعلم من علمهم وينهل من معرفتهم وخبرتهم …..

    فكيف إذا كان هذا الشخص علامه في الأسواق الماليه وخفاياها وسراديبها التي توصل بنهاية ممراتها المظلمة إلى النور …

    بارك الله بأخي الكبير Wolverine …. وبارك الله تعالى له بصحته وعلمة اللامتناهي ….

    ودمتم

Comments are closed.