أبريل 2009 ، 23 ربيع الآخر 1430هـ، العدد 10531
2009-04-12 00:12:22 UAE كيف نتلقى الخبر؟ الحياة مليئة بالعراقيل التي تقف سدا منيعاً أمام تحقيق غاياتنا فيها، ولو لم تكن كذلك لما كان لها طعم أو لون، فهي عبارة عن بركان يلقي بكرات اللهب خارجاً ويحرق بها الأخضر واليابس، وهي عبارة عن غيوم محملة بالمطر للأرض اليابسة التي تصحرت من جراء الجفاف.. الحياة هي هي.. كيفما شئت أن تراها، تراها وفصولها سلسلة من الحلقات الدرامية التي تشبه المسلسلات التي تبث عبر التلفاز لتروي لنا قصة كفاح أو أمل، أو تروي لنا قصة يأس أو ألم.
والدراما المتقلبة هي سمة تتسم بها جميع المسلسلات التي تبث عبر التلفاز وخط سيرها في الأغلب الأعم، واحد تبدأ سعيدة، ثم تمر بمرحلة من التقلبات المتأرجحة وقد تنتهي نهاية حزينة أو سعيدة. الشاهد أن حياتنا هي عبارة عن مسلسل مليء بالأحداث المتقلبة التي نحن من يصنعها، فالمستقبل صفحة نحن من يرسمها كيفما شاء، ومع هذا فليس جميع البشر يتقنون فن الرسم، إلا أننا نتفق بأنهم قادرون على رسم إبداعات ربما لم يسبقهم إليها أحد.
وذلك في رسم صورة المستقبل المتمثلة في كل ما هو مشرّف لهم ولوطنهم ولأسرهم. وكما المسلسل قد يعترينا أحيانا عثرات لانملك ردها لأنها خارجة عن إرادتنا، كالأحداث المقدّرة من الله التي لا نملك حيالها شيئاً، لأنها تكون مكتوبة علينا قبل ولوجنا هذه الدنيا، وإحدى هذه الأقدار متمثلة في صحتنا، يقولون بأنك لا تشعر بمعنى السعادة إلا عندما تفقدها، ويقولون بأنك لا تشعر بقيمة الصحة إلا عندما تمرض.
وهذه حقيقة لا نستطيع إنكارها، ولكن ما لا يعرفه البعض بأن في جسم الإنسان (ميكانزم) يعمل فقط عندما يتعطل العضو المسؤول عن القيام بوظيفة ما في الجسم، فلا يشعرنا بأننا مصابون بمرض ما، لأنه يعمل كما لو أننا لم نصب بأي مرض، وهذا هو عقلنا الباطن الذي يقف وراءه العقل الواعي الذي يكون سبباً رئيساً لتفاقم أعراض المرض، فالدافعية والرغبة والإصرار على تجاوز المحنة هي عبارة عن وحدات التشغيل الأساسية التي تعمل عندما ينفد الوقود الذي يعد العامل الرئيس للنقل.
ومع هذا فإن هناك طاقة تكمن وراءنا لا يعرفها الكثير من البشر ولا يحسنون استخدامها، فالسكري في ظاهره مرض مثله مثل أي مرض عادي إذا ما أحسنا التعامل معه والسيطرة عليه والتحكم فيه وفهم فسيولوجيته وآثاره ومضاعفاته، بخلاف من يستصغره ولا يتعامل معه بجدية، فإن المشكلة عندئذ تصبح غاية في الصعوبة، لأن آثاره تمتد لتصيب أجزاء الجسم بالتدريج إلى أن يتسبب في تعطيل خلاياه وتدمير وظائف بعض أعضائه،.
وقد يصل به الأمر إلى حد البتر لا قدر الله، لذا – أخي القارئ – أختي القارئة التعامل مع المرض بشكل واقعي يجنبنا الوقوع في مشكلات صحية عظيمة، فالمداومة على الرياضة والسيطرة على النفس واتباع إرشادات الطبيب، ومراجعته بشكل دوري يساعدنا على التكيف مع المرض من دون أي خطورة تذكر، خاصة وأن السكري واحد من الأمراض التي تؤثر وتتأثر بالحالة النفسية لذا السيطرة على النفس والتحكم في الانفعالات والمشاعر بلا شك سيساعدنا على زيادة قدرة التحكم به.
د.جاسم محمد عبدالله المرزوقي – (استشاري الإرشاد والصحة النفسية ـ رئيس جمعية الإمارات النفسية)
يسعدني تواجدي مع كوكبة جميلة من أمثالكم دكتورنا الكريم جاسم .. وأضيف خاطرة تعقيباً علي مقالكم : إن من أهم الميكانزيمات الدفاعية التي نستند عليها في الحياة للتغلب والتعايش مع كل ما تأتينا به من تقلبات هي:- المعرفه الداخلية بوجود من هو أكبر من الحياة يصرف أمورنا وأمورها بحكمة وعدل ، ما من شأنه أن يعيد للنفس توازنها وتناغمها مع الكون وتجديد الرغبة في الحياة و الدفع بحماس نحو العمل والإنتاج .. ولله الحمد والمنة وألف شكر مع فائق الاحترام والتقدير
د.جاسم المرزوقي بحث يستحق القراءه والاهتمام
الكثير منا يحتاج الى السيطره على انفعالاته ليقي نفسه الامراض العضويه والنفسيه
ولكن هل يمكننا فعل ذلك بسهوله …
كثرة العقبات والعثرات والازمات تفقد الانسان سيطرته على انفعالاته…
ولكن لدي قناعه كبيره جدا
بأننا نملك من القدرات والطاقات ما لانعمله
اذا قمنا بتوظيفها بطريقه صحيحه .. فإننا سننجح بكل تأكيد
تسلم د.جاسم على هذه المقاله وننتظر منك المزيد
اذا كانت هناك تدريبات أتمنى طرحها هنا في المنتدى للاعضاء
ما شاء الله عليك قواك الله على الموضوع