صورة هندسية لأول محطة للطاقة الهجينة عالميا
شرعت الجزائر في إنشاء محطة للطاقة الهجينة تعتبر الأولى من نوعها في العالم، تعمل بالغاز والطاقة الشمسية. ومن المنتظر أن تدخل المحطة حيز الاستغلال في حدود 2010.
وذكر المدير العام للشركة الجزائرية للطاقة الجديدة والمتجددة حسني توفيق -في تصريح للجزيرة نت- أن الجزائر تمتلك أكبر نسبة من الطاقة الشمسية في حوض البحر المتوسط تقدر بأربع مرات مجمل الاستهلاك العالمي للطاقة، ما يعادل 37 ألف مليار متر مكعب من الغاز في السنة.
وتسعى الجزائر للاستفادة من الطاقة الشمسية كمكمل للغاز بإنشاء محطة حاسي رمل (500 كم جنوب الجزائر) ذات طاقة 150 ميغاوات منها 34 طاقة شمسية لإنتاج الكهرباء على مدار السنة.
وحسب توفيق لا يمكن للطاقة الشمسية أن تكون منافسة للغاز إلا في السنوات القادمة 2015-2020 غير أن ارتفاع أسعار الغاز قد يقرب هذه الآجال.
وأوضح أن إنشاء محطة حاسي رمل سيكون بالشراكة مع خبراء ألمانيين وإسبانيين وشركات جزائرية مثل سوناطراك وسونالغاز، واعتبر توفيق أن نجاح هذا المشروع يحتاج إلى إرادة سياسية وتقديم الدعم المادي لإنشاء عدة محطات للطاقة الهجينة، موجهة للاستهلاك المحلي بالدرجة الأولى.
أهداف تصديرية
ومن بين الأهداف الطموحة للمشروع تصدير الكهرباء إلى أوروبا، إذ تتوقع الشركة الجزائرية للطاقة المتجددة أن يصل الطلب إلى ستة ألاف ميغاوات شمسي بحلول 2020 وهو ما يعادل 10% من احتياجات ألمانيا.
وهذا بفضل برنامج وصل الكهرباء نحو إسبانيا التي ستكون مدخلا لسوق الكهرباء الأوروبية. واعتبر توفيق اهتمام الأوروبيين والمستثمرين بهذا البرنامج الواعد كفيلا بتحقيق الأهداف المسطرة. وما يؤكد اعتماد الطاقة الشمسية كحل أمثل هو ارتفاع تكلفة الكهرباء المنتجة بالغاز.
والطلب المتزايد للطاقة يجعل من الطاقة الشمسية منافسة للغاز والبترول. إذ يرى المدير العام للشركة الجزائرية للطاقة الجديدة والمتجددة أن الطاقة النووية لا يمكنها أن تكون بديلا مناسبا إلا بعد خمسين سنة.
ومن جهته أوضح الخبير الاقتصادي أرسلان شيخاوي في تصريح للجزيرة نت أن الجزائر مجبرة اليوم لحماية مخزونها من الغاز والمبدأ هو تطوير الطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء.
وأشار شيخاوي إلى أن سبب المزج بين الغاز والطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء هو الحد من استعمال الغاز الطبيعي وتثمينه واستكماله بالطاقة الشمسية.
واعتبر شيخاوي هذه الخطوة بمثابة الوقاية فإذا تعذر استعمال الطاقة الشمسية يتم الاستعانة بالغاز، لكونها محطات مزدوجة للطاقة ومزيجا من الغاز والطاقة الشمسية.
فرص الاستثمار
وركز شيخاوي على عدم تفويت الجزائر فرصة الاستثمار في الطاقة الشمسية وتطويرها خاصة أنها تمتلك كل المؤهلات، مشيرا إلى أن محطات توليد الكهرباء بالجزائر تعمل بالغاز وهو ما يكلف خزينة الدولة مبالغ باهضة.
وقال “إن الجزائر أمام تحد كبير رغم أنها تمتلك الثروات والإمكانيات، يجب أن تبحث عن مصادر أخرى للطاقة ولا تركز فقط على الغاز والبترول والطاقة الشمسية”.
بدورها ذكرت أدامو عائشة المكلفة بالإعلام في الشركة الجزائرية للطاقة الجديدة والمتجددة NEAL المختصة في تطوير وترقية الطاقات المتجددة أن الهدف من النمط الهجين هو استغلال الطاقة الشمسية دون تخزينها لأن هذه الأخيرة مكلفة جدا زيادة على ذلك توفير الغاز والحفاظ عليه أطول فترة من الزمن إضافة إلى استعمال طاقة نظيفة.
وتحدثت أدامو عن الطموحات فأشارت إلى أنه من المنتظر إنجاز ثلاث محطات أخرى منها محطة النعامة بقوة أربعمئة ميغاوات شمسي، وإنشاء قاعدة صناعية وتكنولوجية بالقرب من محطة حاسي رمل أواخر 2007. واعتبرت أن الجزائر لا تكتفي بإنجاز المشاريع وإنما امتلاك التكنولوجيا.
ِ