تُجَّار الأسهم ثلاثة
جريدة الرياض ـ عبدالله الجعيثن 21/05/2009
هناك قول نجدي شائع وقديم، عن التجارة والتجار، صدقته التجارب ووقّعت عليه الليالي والأيام، وهو ينطبق على كل تجارة، بما فيها تجارة الأسهم، بل هو أكثر انطباقاً على الأخيرة لسرعة تأثرها وشدة تقلبها وحساسيتها المفرطة وأجوائها المضطربة.
القول النجدي القديم يقسم التجار إلى ثلاثة أقسام:
١- قسم يعمل بكل رأس ماله ويسمونه (تويجر) للتصغير، لأنه عرضة لخسارة كبيرة مع المتغيرات..
٢- وقسم يعمل بنصف رأس ماله وهذا هو التاجر الحقيقي..
٣- قسم يعمل برأس ماله وبالديون وهذا نفاية التجار لا تكاد تهب العواصف حتى تهوي به الريح في مكان سحيق..
هذا التقسيم القديم ينطبق على التجار الذين أسسوا وصار لديهم رؤوس أموال كبيرة فمن يغامر منهم برأس ماله الكبير كله ويستدين إلا طماع قد يخسر كل ثروته وهو في عز، وأسرته تعيش في مستوى راق، والتزاماته كثيرة، فإذا ركبه شيطان الطمع واستدان كثر رأس المال وقذف نفسه في بحار الأسهم فقد يصبح على الحديدة فجأة ويكون عزيز قوم ذل، ولا يعرف قيمة ثروته إلا بعد أن يفقدها، ولا يدرك خدعة الطمع إلا بعد أن تقضي عليه، فالطمع هو الذي يجعل الأغنياء فقراء.. علماً بأن ذلك الغني لن يبلغ الجبال طولاً لو كسب الضعف بل لن يتغير لديه سوى أرقام، أما حين يخسر الكل فإنه يصبح على حافة الجنون فلا يوجد أمر من فقر بعد غنى شديد، ولا يوجد أسوأ من ذل بعد عز..
يعطيك العافية على النقل
افا طلعت تويجر
كانوا سته
ضيعت بيدي لا بيد غيري اربعه
الباقي اثنان .. قليل من الرماد وكثر من العبره والاتعاظ