نهاية حزينة وغير متوقعة لرجل الاعمال حازم البريكان بعد رحلة عمل ليست بالقصيرة امتدت لـ 14 عاما رغم صغر سنه 36 عاما الا انه استطاع خلال تلك الفترة بجهده وعرقه وخبرته ان يضع قدمه في السوق الكويتي معتمدا على خبرته التي اكتسبها من اسرته، بالاضافة الى دراسته في ادارة الاعمال التي تخرج منها بتقدير عام امتياز.

هذه المقدمة كانت ضرورية للحديث عن حازم البريكان الذي لاقى ربه بعد حادث مؤلم وظروف غامضة كما تؤكد الجهات الامنية بعد الضغوطات الاعلامية التي ازدادت عليه في الاونة الاخيرة نتيجة الاتهامات التي طالته حول بث شائعة مفبركة حول عزم صندوق استثماري الاستحواذ على شركة اميركية وجني ارباح من وراء ارتفاع اسهم هذه الشركة.

فلم يكن هذا الحادث الهاجس الذي يمكن ان يجعل من انسان مثل حازم البريكان عرف بسيرته الطيبة واستقامته وتدينه الفطري ومواظبته على الصلاة بشهادة جيرانه في الروضة يقدم على هذا الفعل خصوصا ان شركة الراية التي يتولى فيها منصب الرئيس التنفيذي اعلنت صراحة انها تقف بجواره وانها تؤيده في عمله، مؤكدة انها قامت بتكليف مكاتب محاماة في الولايات المتحدة الاميركية بمتابعة هذه الاتهامات.

المقربون من حازم البريكان اصابتهم الدهشة والاحباط فلم يكن البريكان الشخص الذي يقدم على الانتحار كما يردد البعض بفضل تدينه وثقته في ذاته وربه، بالاضافة الى ان هذه الاتهامات كان يمكن مواجهتها ودحضها في المحاكم خصوصا ان ابواب القضاء مفتوحة للجميع، وبالتالي فالامر لم يكن مؤثرا بالشكل الذي يمكن ان يدفعه الى الانتحار.

ولكن بعض وسائل الاعلام للاسف كعادتها وجدت في هذه الازمة مادة دسمة لترويج وكيل الاتهامات الى البريكان بل ان بعضها قام بتوجيه اتهامات واصدر احكام نهائية ضده وضد شركة الراية التي يتولى فيها منصب الرئيس التنفيذي بل انها سعت لاطلاق اوصاف يعاقب عليها القانون ضده وهو امر اثر نفسيا ومعنويا عليه الا انه حتى اللحظات الأخيرة قبل وفاته كان مؤمنا بان القادم افضل وان العبرة بخواتيمها وهو ما يؤكد ثقته في نفسه وقراراته.

الشيء الذي غفل البعض عنه ان الانسان الكويتي منذ الصغر وبفطرته عرف عنه تدينه ولجوءه الى الله في وقت الشدة والازمات وذلك امر طبيعي وبالتالي فلجوء رجل الاعمال حازم البريكان الى اطلاق النار من مسدسه امر – رغم حدوثه – الا انه يفتح الباب امام الكثير من التساؤلات حول الضغوطات التي تسببت في ذلك الامر خاصة مع التعرف على الـ C.V الخاص بحازم البريكان منذ تخرجه من جامعة الكويت حتى يوم وفاته «رحمه الله».

فحازم بدأ رحلته العملية بتولي العديد من المناصب بالشركات الاستثمارية من بينها شركة مشاريع الكويت القابضة ولكنه كان مؤمناً برحلته في العمل لن تكتمل الا بالدراسة والتدريب فسعى للحصول على العديد من الدورات التدريبية في الولايات المتحدة الأميركية في ادارة الاعمال والاقتصاد والبورصات العالمية وغيرها الامر الذي اثقله واصبحت افكاره بشهادة المقربين متجددة الامر الذي ساعده ان ترشحه شركة مشاريع الكويت الاستثمارية لادارة اصول كامكو لتعينه رئيس لجنة المؤسسين لشركة الراية للاستثمار في شهر نوفمبر 2007 التي يبلغ رأسمالها 17 مليون دينار وذلك للعمل في مجال تقديم الخدمات الاستثمارية والاستشارية في الاسواق العالمية وفق الشريعة الاسلامية.

وخلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته الشركة استعرض البريكان نشاط الشركة من خلال تقديم فكر جديد للاستثمار مغاير عن الفكر التقليدي السائد حيث اكد ان فكرة الشركة جاءت بناء على دراسة لواقع المؤسسات الاستثمارية الاسلامية العاملة في منطقة الخليج التي لوحظ تركز عملياتها ومعظم انشطتها في ايجاد وطرح فرص استثمارية محلية او اقليمية في فترة تميزت برواج اقتصادي واستقرار سياسي على صعيد دول المنطقة ككل الامر الذي صاحبه اغفال للفرص الاستثمارية في اسواق المال العالمية الرئيسة.

وبعد تأسيس الراية للاستثمار استطاع البريكان – رحمه الله – بما يملكه من رؤية جديدة ان تتقدم الشركة وان تكلل نجاحها عن طريق الدخول في شراكة مع مجموعة سيتي جروب العالمية التي سعت لشراء 10 في المئة من حصة الراية للاستثمار.

وكان الراحل يرى ان الازمة الاقتصادية الحالية تمت المبالغة بها محلياً بأكثر من اللازم وان بورصة الكويت تمر بأزمة حقيقية مدفوعة بفقدان الثقة مؤكداً ان الازمة لن تنتهي قبل عام 2011 خاصة ان بعض الشركة بالغت في تقييم اسعار اسهمها واصولها وهو ما ادى الى انكماشها عند العديد من الشركات بشكل خطير.

وطالب البريكان ان تكون الحكومة اكثر ترديا في التعامل مع الأزمة ولا تنصاع لصراخ ومطالبات البعض الذين يحاولون ان يأخذوا من المال العام بدعوى الازمة المالية.

مشدداً على ان البنك المركزي وسوق الكويت للاوراق المالية ووزارة التجارة عليهم مساندة الشركات بشكل عام لتطوير نظم الاوضاع الحالي لديها للسماح للجميع بالوقوف على مركزها الحالي.

البريكان دعا الحكومة الى ان تباشر فوراً اطلاق مشروعات تنموية عملاقة مثل استحداث مدن سكنية وتطوير قطاع الاتصالات والطيران والعودة الى برنامج الخصخصة الذي توقف لمدة طويلة وان تكون السلطة التنفيذية صاحبة المبادرة في خلق الفرص الاستثمارية للقطاع الخاص في الكويت.

وبالعودة الى الشارع الكويتي نجد ان اعلان وفاة حازم البريكان اصابه بصدمة حيث قامت بعض الصحف دون المهنية باصدار الحكم عليه قبل صدوره.

بل انها اليوم تسعى وراء الراحل مرة اخرى في محاولة ثانية لقتله بعد رحيله دون الانتظار لجهات التحقيق ان تقوم باستيضاح الحقائق حتى ان البعض اتخذه وسيلة لجذب القراء دون مراعاة لما اصاب اسرته من آلم وحزن جراء ما اصابها برحيل فقيدها رحمة الله عليه.

البريكان في سطور

مواليد عام 1972.

حاصل على شهادة بكالوريوس ادارة الاعمال بدرجة امتياز من جامعة الكويت عام 1995.

تولى العديد من المناصب الادارية في بعض الشركات من بينها شركة مشاريع الكويت القابضة.

تلقى العديد من الدورات التدريبية في الولايات المتحدة الاميركية.

رئيس اللجنة التأسيسية لشركة «الراية» عام 2007.

الرئيس التنفيذي لشركة الراية الاستثمارية من (2008- حتى وفاته).

البيان الأخير لـ «البريكان»

اليوم السابق لوفاته ارسل البريكان بيانا لوسائل الاعلام قال فيه انه «عطفا على الانباء التي تناولتها وسائل الاعلام بخصوص القضية التي وجهت من قبل هيئة سوق المال الاميركية ضد كل من: حازم البريكان، بنك الخليج المتحد، البحرين،. شركة مشاريع الكويت الاستثمارية لادارة الاصول وشركة الراية للاستثمار، أود ان أؤكد سلامة موظفي القانوني، وقد تم تعيين مكاتب للمحاماة في الولايات المتحدة الاميركية يتولى حاليا مراجعة القضية للوقوف على جميع الحقائق المتعلقة بتلك القضية، والدفاع نيابة عني، وفيما يخص وسائل الاعلام فانني احتفظ بحقي في الرد عليهم من خلال القانون، والعبرة في الامور تكمن في خواتيمها».

تصريحات سابقة للبريكان

نخطط للعب دور قيادي لتحقيق النجاح في الاقتصاد الكويتي ولدعم وتحقيق رؤية سمو الأمير بجعل الكويت مركزاً مالياً وتجارياً في المستقبل.

نحن على يقين من امكانية الاستفادة من الوعي المتزايد حول التمويل الإسلامي في جميع انحاء العالم، بالإضافة إلى مشاركتنا المتزايدة في أكبر فئات الأصول في العالم وهي الأسهم العالمية.

لا أؤيد تدخل الحكومة الكويتية في دعم السوق جراء الأزمة، مؤكدا أنه أمر غير جيد كونه يؤدي إلى ثقة غير واقعية لمجموع المستثمرين.

الحكومة غير مسؤولة عن مشاكل الشركات بل المساهمون مسؤولون عن محاسبة أو مكافأة إدارات تلك الشركات.

بعض الشركات غابت إدارتها عن الافصاح عن اوضاعها بشكل يسمح للجميع بالوقوف على وضعها بشكل دقيق خلال الأزمة.

العيار: وسائل الإعلام تخلت عن الموضوعية وأصدرت حكمها قبل القضاء

ببالغ الحزن والأسى تقدم فيصل حمد العيار نائب رئيس مجلس إدارة شركة مشاريع الكويت القابضة وجميع شركات المجموعة والعاملين بها بخالص العزاء والمواساة إلى أسرة الفقيد حازم خالد البريكان.

وصرح فيصل حمد العيار بأن خبر وفاة حازم البريكان كان بمثابة الفاجعة لنا جمعيا حيث كان يعد من أحد الكفاءات التي ترعرعت بالمجموعة منذ بداية مسيرته المهنية في عام 1995 حيث تدرج بالمناصب الوظيفية وساهم في تحقيق كثير من الانجازات وعرف عنه دماثة الأخلاق والالتزام والمثابرة وكان محل الإشادة من الجميع، حتى تأسيسه شركة الراية للاستثمار مع مستثمرين آخرين في منتصف عام 2007.

وبهذا الصدد يؤسفنا ما بدر من تسارع وتسابق وسائل الإعلام بالتعاطي مع الأحداث والوقائع التي جرت مؤخرا للسيد البريكان حيث تخلت وسائل الإعلام عن الموضوعية المهنية بالحكم مسبقا عليه حتى قبل بدء التحقيق فيما نسب إليه ودون إفساح المجال إلى أن يتخذ القضاء مجراه السليم.

وإذا آلمنا هذا المصاب الجلل فلا يوجد ما يقال ولا تسعنا كلمات الرثاء إلا أن نتقدم لأهل الفقيد بخالص العزاء وأن يلهمهم الصبر والسلوان.

حازم البريكان مترئساً الجمعية التأسيسية للراية للاستثمار البريكان متوسطاً وفد سيتي جروب