الغيبـــــــــه

الغيبــــــــه

أخي المسلم : الغيبه ، ذلك الخلق القبيح ، الذي يجب على كل مسلم أن يحذره ، ويبتعد عنه … إذ أنها تنافي ما ينبغي أن يكون عليه المسلم من الاخلاق القويمه …..

تعريف الغيبه

قال الجرحاني : ( الغيبه ذكر مساوئ الانسان في غيبة وهي فيه )

وقال الكفوي : ( أن يتكلم خلف إنسان مستور بكلام هو فيه )

وقال التهانوي : ( الغيبه أن تذكر أخاك بما يكره لو بلغه ، سواءذكرت نقصانا في بدنه ، أو في لبسه ، أو في خلقه ، أو في فعله ، أو في دينه ، أو في ولده ، أو في ثوبه ، أو في داره ، أو في دابته )

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أتدرون ما الغيبه ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قل : ذكرك أخاك بما يكره ، قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال : إن كان فيه ما تقول ، فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه فقد بهته. ( رواه مسلم )

حكم الغيبه

لقد عد العلماء الغيبه من كبائر الذنوب ، وهي بذلك خطر عظيم على صاحبه إن لم يتب منها……….

قال ابن حجر الهيتمي : ( الذي دلت عليه الدلائل الكثيره الصحيحه الظاهره ، أنها كبيرة ، لكنها تختلف عظما وضده بحسب اختلاف مفسدتها ، وقد جعلها من أوتي جوامع الكلم ، عديله غصب المال وقتل النفس ، بقوله عليه الصلاه والسلام : (( كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه )) والغصب والقتل كبيرتان إجماعا ، فكذا ثلم العرض.

أخي المسلم : الغيبه داء خطير…..فقد كتب سلمان الفارسي لأبي الدرداء-رضي الله عنهما: (( أما بعد : فإني أوصيك بذكر الله ، فإنه دواء ، وأنهاك عذ ذكر الناس فإنه داء ))

وعن عمرو بن العاص-رضي الله عنه- : أنه مر عله بغل ميت ،فقال لبعض أصحابه : (( لأن يأكل الرجل من هذا ، حتى يملأ بطنه ، خير له من أن يأكل لحم رجل مسلم ))

قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((من أربى الربا ،الاستطاله في عرض المسلم بغير حق ))

قال تعالى ((ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه…..)) (الحجرات 12 )

* الغيبه بلاء على صاحبها.

* الغيبه تفسد الدين. قال الحسن البصري رحمه الله : (( والله للغيبه أسرع في دين الرجل من الأكله )) .

* الغيبه تنافي الايمان. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الايمان في قلبه، لا تغتابوا المسلمين ، ولا تتبعوا عوراتهم ، فإنه من اتبع عوراتهم ، يتبع الله عورته ، ومن يتبع الله عورته ، يفضحه في بيته )).

* الغيبه سبب في عذاب القبر. قال قتادة رحمه الله : (( ذُكر لنا أن عذاب القبر ثلاثه أثلاث : ثلث من الغيبه ، وثلث من البول ، وثلث من النميمه ))

* الغيبه سبب في العذاب يوم القيامه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( لما عرج بي،مررت بأقوام لهم أظفار من نُحاس ،يخمشون وجوههم وصدورهم،فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم ))

* الغيبه سبب في ذهاب الحسنات يوم القيامه. جاء رجل الى الحسن البصري فقال له : ان فلانا قد اغتابك. فبعث إليه الحسن طبقا من الرطب .وقال: (( بلغني أنك أهديت إلي حسناتك ، فأردت أن أكفئك عليها ، فاعذرني ،فإني لا أقدر أن أكافئك بها على التمام )).

قال يحيى بن معاذ رحمه الله : (( ليكن حظ المؤمن منك ثلاث خصال ، لتكون من المحسنين ، إحداها : إنك إن لم تنفعه ، فلا تضره ،والثانيه إن لم تسره فلا تغمه ، والثالثه : إن لم تمدحه فلا تذمه )).

قال سفيان بن الحسين : كنت جالسا عند إياس ين معاويه ، فمر رجل ، فنلت منه .فقال : اسكت

ثم قال لي : يا سفيان هل غزرت الروم ؟ قلت : لا.

قال : غزوت الترك؟ قلت : لا.

قال : سلم منك الروم ، وسلم منك الترك ، ولم يسلم منك أخوك المسلم ، قال فما عدت الى ذلك بعد.

أخي المسلم : احذر مجالس الغيبه ، وان قدر لك شهودها فعليك أن تنكر ولك الاجر العظيم الذي

قال عنه الني صلى الله عليه وسلم ( من ذب عن عرض أخيه بالغيبه ،كان حقا على الله أن يعتقه من النار )).