علافة الزواج مثلها مثل أى علاقة بين طرفين من الضرورى أن تقام على التكافؤ والاحترام والرحمة والمودة والتقدير، فالزواج معادلة شديدة الحساسية. وكما شرع الله سبحانه وتعالى الزواج لاستمرار الحياة على الأرض ولما فيه من مودة ورحمة، كذلك شرع الله سبحانه وتعالى الطلاق إذا استحالت العشرة بين الزوجين.
شرع الطلاق فى حالة مخصوصة للتخلص من المكاره الدينية والدنيوية، وذلك لأن الطلاق أبغض الحلال إلى الله تعالى. لم يشرع إلا فى حالة الضرورة والعجز عن إقامة المصالح بينهما لتباين الأخلاق وتنافر الطباع.
الطلاق لايعنى الفشل وكذلك لايعنى أننا لن تستطيع بداية حياة جديدة.. كل المطلوب هو أن نعتبر أن هذه تجربة صعبة مرت بحياتنا تحتاج لوقفة ليس للألم والبكاء على اللبن المسكوب ولكن لكى نقيم موقفنا وأخطاءنا، ليس من أجل الوصول لنتيجة هى أننا فشلنا، ولكن لنصل لنتيجة هى أننا سنتدارك هذه الأخطاء فى تعاملاتنا فى ماهو آت.
وأن نحسم الصراع داخل أنفسنا، بمعنى أن هذه التجربة قد تم تجاوزها، المطلوب منا هو النظر والتفكير بموضوعية وإيجابية خصوصا إذا كان نتاج هذه العلاقة أطفالاً أبرياء، حينئذ يجب النظر إلى مصلحة ومستقبل أطفالنا، بحيث لا يحرم الطفل من أمه أو من أبيه ولا يساء إلى أى منهما أمامه وأن يتم الاتفاق على وسيلة لتفعيل ذلك بعيداً عن العناد، وبعدها نستطيع النظر إلى المستقبل بإيجابية وتفاؤل.
الطلاق فى حال حدوثه يمكن النظر إليه والتعامل معه على أنه طريق جديد تستطيع المرأة الذكية أن تسير فيه للخروج من هذه التجربة الصعبة إلى مرحلة جديدة نحو بناء شخصية قوية قادرة على مواجهة الآخرين وتحويل كل نقاط الضعف إلى نقاط قوة.
وبعد ذلك نصل إلى منطقة هامة جداً فى هذا الحديث تتطلب منا الشجاعة فى مواجهة النفس بالأخطاء التى حدث بسببها الطلاق وأن تعالج هذه الأخطاء بمنتهى الموضوعية حتى لاتتكرر فى حالة الخوض فى تجربة جديدة، فالماضى قد يكون إما حافزاً وإما عائقًا لو عشنا على ذكرى الماضى الحزين. وتكرار تجربة الزواج أمر يبدو بدهياً وضرورياً، ولكن يجب أن نعطى النفس هدنة حتى تهدأ وتستعيد توازنها وأن يكون لديها القدرة على الاختيار بعيداً عن التسرع فى اتخاذ القرارات التى من شأنها أن تتسبب فى تكرار تجربة الفشل مرة أخرة.
وفى النهاية يجب التعامل مع الأب وأخطائه بمنتهى الإيجابية والتسامح وقبوله كما هو فكثرة العتاب تورث الخلافات، لذلك يجب عليك أن تتنازلى قليلاً وتقبلى لزوجك بعض العثرات، تذكرى أوقات الصفاء معه حتى ولو كانت قليلة والابتعاد عن كل مايعكر صفو العلاقة بين الطرفين. ويجب أن نخلص إلى عدة نتائج نوجزها فى:
■ أن تقدرى نفسك حق قدرها وإعطائها الاحترام اللائق بها مع وضع رسالة لحياتك وأهداف تسعين نحو تحقيقها.
■ عدم أخذ قرارات متسرعة غير مقتنعة بها.
■ أن تكونى شخصية متزنة تعترفى بمميزاتك بقدر اعترافك بعيوبك.
■ أن تقومى بممارسة أنشطة مختلفة (رياضة – سفر – قراءة – دراسة) تستطيعين من خلالها الخروج من حالة الكآبة التى قد تمرين بها إلى مرحلة جديدة مليئة بالتفاؤل والنجاح.
الحياة الزوجية هى أساس السعادة أو الشقاء ومن لا يجد السعادة فى بيته فلن يجدها فى مكان آخر.
المصري اليوم المصرية 6/11/2009

2 thoughts on “البداية أم النهاية ؟

Comments are closed.