تشمل اللحوم والحلويات والعصائر سلوكيات غذائية خاطئة أيام العيد قد تسبب الوفاةالجمعة ,27/11/2009 تحقيق: يمامة بدوان
يكثر الناس من تناول لحوم أضحية العيد محضرة مع أطباق أخرى دسمة من الحلويات المحتوية أيضا على نسبة عالية من الدهون كالكعك والمعمول أو الشوكولاتة بأنواعها، إضافة الى تناول العصائر المحلاة بنسب عالية من السكر العالي نسبيا، الأمر الذي قد يتسبب بمشاكل صحية جمة ليس لدى المصابين بأمراض مزمنة كالسكري أو الضغط أو القلب بل لدى الأصحاء أنفسهم، أهمها التخمة وحموضة المعدة، إلا ان الخطورة تكمن لدى مرضى السكري الذين تشكل نسبة عدم انتظام السكر في الدم لديهم من 40 50% . “ الخليج” التقت بمجموعة من الأطباء المتخصصين الذين تحدثوا عن السلوكيات الغذائية الخاطئة والخطيرة أيام عيد الأضحى والتي قد تتسبب بالوفاة .
يقول الدكتور عادل اسكندر عبدالرحمن استشاري الصحة العامة وخبير العلاج بالأوزون إن زيادة تناول اللحوم أيام العيد وما يصاحبها من أغذية أخرى يشكل عبئاً مفاجئاً على الجهاز الهضمي وصعوبة قيام المعدة بوظيفتها الطبيعية حيث يعاني الكثير من نوبات قيء خاصة من لديه الاستعداد أو كان يعاني من التهاب بالمعدة سابقا أو ممن يعاني من الحصوات المرارية، كما أنه وفي بعض الحالات قد يمر الطعام عبر الأمعاء والقولون دون ان تتم عملية الهضم بشكل جيد في المعدة، الأمر الذي يتسبب بانتفاخ القولون والإمساك أو الإسهال الشديدين، في حين ان مرضى الكبد قد يدخلون في غيبوبة كبدية نتيجة الافراط في تناول اللحوم .
وأضاف أن الاكثار من تناول اللحوم أيضا يسبب مشاكل صحية أخرى منها النقرس وزيادة الآلام الروماتيزمية والمفاصل، وانسداد في الأوعية الدموية وأزمات قلبية قد تسبب الوفاة نتيجة زيادة الكوليسترول والدهون الثلاثية .
أما الدكتور عامر حلباوي أخصائي الأمراض الباطنية فيوضح ان من السلوكيات الغذائية الخاطئة أيام عيد الأضحى هي الاكثار من تناول اللحوم والتي تسبب حموضة في المعدة نتيجة التخمة . ومن اعراضها آلام في أعلى البطن وحرقة في الصدر وأحيانا الغثيان وفي حالات نادرة التقيؤ، كما ان البعض يكثر من تناول المأكولات المحضرة خارج المنزل والتي قد تكون غير محفوظة بطريقة صحيحة مسببة اضطرابات معوية وارتفاعاً في درجات الحرارة والقيء والاسهال وآلام البطن .
وشدد على ضرورة توخي مرضى السكري بالتحديد لكمية ونوعية الأطعمة أيام العيد حيث ان الإفراط في تناولها يؤدي الى عدم انتظام مستوى السكر في الدم، حيث إن النسبة تبلغ من 40 50% الأمر الذي يتسبب بارباك لهؤلاء المرضى، الأمر ذاته ينطبق على مرضى ضغط الدم والذين يكثرون من تناول المكسرات والملح الذين يعانون فيما بعد من عدم انتظام معدل الضغط لديهم .
ومن جانبها تقول الدكتورة رشا خليل الهريدي اخصائية التغذية العلاجية ان تناول الأفراد لأنواع من الأطعمة في فترة زمنية قصيرة احتفالا بالعيد وفق عاداتنا وتقاليدنا يسبب للكثيرين ارتباكاً شديداً في عملية الهضم وحدوث انتفاخ، وقد يقود ذلك إلى الإصابة بالإسهال، كما أن تناول اللحوم بكثرة يؤدي إلى ارتفاع دهون الدم والكوليسترول مما يؤثر بدوره في الشرايين .
وتضيف ان البعض يحرص على تناول لحم الضأن تحديداً، الذي يعد من أهم أنواع اللحوم الحمراء، التي يتزايد عليها الطلب، خاصة في عيد الأضحى حيث إن قطعة لحم ضأن وزنها 80 جم تحتوي على الأقل على 260 سعراً حرارياً وحوالي20 جرام بروتين، و20 جراماً دهوناً، وبعض الفيتامينات خاصة مجموعة “ب”، كذلك بعض المعادن مثل الحديد والفوسفور والكالسيوم والبوتاسيوم، وتساعد البروتينات في تنقية مكونات الدم وتقوية سعة الذاكرة .
وبهدف التخلص من الدهون الموجودة في اللحوم قبل طهيها تقول إن لها أهميه كبيرة حيث إنها تحتاج مجهوداً كبيراً من الجهاز الهضمي ليكتمل هضمها واذا لم يتم ذلك بالشكل السليم، تخزن في الجسم وتتسبب في حدوث بعض الأمراض مثل تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، ولذلك ينصح دائماً بتناول اللحوم مسلوقة وليست محمرة، لأن عملية التحمير يجعلها تتشبع بالدهون لتصبح قطعة اللحم دسمة جداً وعالية السعرات، خاصة بالنسبة لمرضى القلب حيث تمثل عبئاً على عضلة القلب .
كما ينصح عند تناول اللحم بعدم شرب الماء وسط الأكل أو بعده حتى لا يتسبب في إعاقة عملية الهضم بل يجب الانتظار ساعة على الأقل لشرب ما لا يزيد على نصف كوب كأقصى تقدير، ومن الضرورة الحرص على عدم تناول قطعة اللحم بمفردها بل مع كمية كافية من النشويات مثل الفتة أو الأرز أو البطاطس، لكي يستفيد الجسم من الوظائف الحيوية المهمة لبروتين اللحوم بدلا من استخدامه لإنتاج الطاقة التي يجب صحيا الحصول عليها من النشويات، اضافة الى أنه ينصح بضرورة تناول الفجل مع وجبات العيد، ودائما مع الأغذية النشوية لأنه هاضم طبيعي لها بسبب محتواه العالي على أنزيم الإميليز الضروري لهضمها، كما أنه غني بمواد مضادة لما يتكون في اللحوم المشوية والمحمرة من مركبات ضارة، في حين من الضروري مراعاة الا يصل لون اللحم الى درجة عالية من القتامة عند شيه تفادياً لإرباك الجهاز الهضمي .
وتوضح أنه وبسبب تقاليد العيد فإن العديد يفضلون تناول الحلويات بعد وجبة اللحوم إلا أن بعضها يعد صحيّة ومفيدة لما تحتويه من نسبة كبيرة من الحليب مثل “الكاسترد والمهلبية”، ولكن ما يعيبها هو نسبة السكر التي تدخل في إعدادها، حيث يفضّل التقليل من مقدار السكر فيها أو الاستعاضة عنه بالعسل أو التمر .