من الموقع الذي كان يدعو من خلاله ..
رحل إلى جوار ربه الأربعاء الماضي الداعية الشاب إبراهيم ناصر ذو الأربع والعشرين ربيعاً بعد معاناة مع مرض ضمور في العضلات كان يعاني منه منذ صغره ..الكثير من المواطنين والمشاهدين العرب تعرفوا على إبراهيم لأول مرة حين أجرى الشيخ الفاضل نبيل العوضي معه لقاء تلفزيونياً في رمضان الماضي، اللقاء الذي أبكى المشاهدين، بينما كان إبراهيم معروفاً للكثيرين بسبب نشاطه الإلكتروني، وموقعه على الشبكة العنكبوتية والذي يشترك فيه أناس كثر من العالم العربي ..”الوطن ” زارت بيت إبراهيم في منطقة البحير والتقت والده وشقيقه وشقيقته، وأجرينا معهم هذا الحوار حول إبراهيم (مرضه، حياته، دعوته للشباب عبر الإنترنت، ورحيله ).
التقينا والده ناصر محمد إبراهيم في بيته، وكان في حالة طيبة وبشوشة وكان يشكر الله على كل حال، وسرد لنا نبذة عن حياة إبراهيم، يقول ”كان في صغره يتحرك ويمارس حياته ولكن بشكل بطيء، وكنا نظن أن لديه مشكلة في العظام، لكن تبين بعد الفحوصات التي أجريت له أولاً في مستشفي السلمانية وبعد ذلك في المستشفي العسكري تبين بعدها أن إبراهيم مصاب بمرض ضمور في العضلات، وقال لنا الأطباء أن لا علاج حالياً لهذا المرض في العالم، وشرحوا لنا عن المرض وعرفنا أنه سيتطور إلى الأسوأ ”. ويضيف الوالد ”درس إبراهيم بالمدرسة حتى صف الخامس حيث كان يستطيع أن يتحرك، بعد ذلك لم يكن يستطيع التحرك إلا بكرسي متحرك، فطلب إبراهيم مني أن آخذه إلى معهد لتعلم الكمبيوتر، وكنا نأخذه إلى هناك حتى أصبح بفضل الله خبيراً بأمور الكمبيوتر، وصار لا يفارقه .
وتقول شقيقة إبراهيم إن ”شقيقها كان مهتماً ومولعاً بالدعوة وحث الشباب على الصلاة عبر الإنترنت حتى قام بتأسيس موقع إسلامي عمل على تأسيسه وتطويره بنفسه، حتى وصل عدد المشتركين في الموقع من البحرين والخليج والدول العربية إلى أعداد كبيرة، وصار للموقع أبواب وانتشار ”، مضيفة ”لم نكن نعرف حجم الموقع وزواره، حتى مرض إبراهيم ودخل العناية القصوى في المستشفي العسكري، فاختفي عن الموقع، وافتقده الزوار، ثم اتصلوا على البيت يسألون عنه، وما إن عرفوا حتى جاءه زواره من السعودية وغيرها من الدول الخليجية في المستشفي والبيت، وكان هناك شيوخ دين كبار يأتون لزيارته فعرفنا أن لإبراهيم معارف كثيرة عبر النت ”. صبر إبراهيم على المرض ويلتقط الوالد الحديث ”كان إبراهيم رحمه الله صبوراً على مرضه محتسب، برغم أن رأسه وبعض أجزاء جسمه تتحرك فقط، إلا أن الابتسامة لا تفارقه، وكان بشوشاً ولا يتذمر ولا يغضب، برغم آلامه، فقد كان يتنفس عن طريق جهاز صناعي للتنفس بفتحة أجريت له في عنقه، وكان يتغذى عن طريق فتحة أخرى أجريت له في بطنه، برغم كل ذلك لم يكن يتذمر، أو يشكو، كان يحمد الله على كل حال، وعلى كل نعمة ”.
يضيف والد إبراهيم أن ”ولده قد أخبره بقصة الشاب الخليجي الذي عجز المشايخ في دعوته للخير، فما كان من المشايخ إلا أن قالوا لإبراهيم حاول معه قد يسمع منك، فأخذ إبراهيم يتحدث معه عبر الإنترنت، ويوم بعد آخر يحاول معه من أجل أن يأتي الشاب لزيارة إبراهيم في البحرين، إلا أن الشاب كان يرفض، ثم قال إبراهيم للشاب، أنا شاب مقعد ولا يتحرك إلا رأسي وجزءاً بسيطاً من جسدي، وأدعوك للخير، وأنت قد أنعم الله عليك بالخير والصحة والعافية، ألا تشكر الله على ذلك؟، أخذت كلمات إبراهيم تجول في خاطر الشاب، فكان يفكر في كلامه كل ليلة، حتى اهتدى إلى طريق الخير بفضل من الله ”.
يقول الوالد ”سبحان الله كانت لديه خبرة وفطنة في أجهزة الكمبيوتر، حتى إن شقيقه وشقيقته لديهما بكالوريوس في الحاسوب من جامعة البحرين، لكنهما حين يستعصي عليهما أمر، يذهبان إلى إبراهيم، ويحل المشكلة في ثوانٍ معدودة ”.
سألت والد إبراهيم : ماذا كان يتمنى ..؟، فأجاب ”كانت تشغله أمنيتان، الأولى أن يستطيع المشي ليذهب إلى المسجد، والثانية أن يتزوج وتكون لديه أسرة، فقد كان يحلم بذلك كباقي الشباب الذين في سنه، لكن وضعه الصحي حال دون زواجه ”.
أخبرني والده أنه قبل وفاته بأيام كان يريد أن يقيم حملة تبرع إلى أهل غزة، وكان يسأل عن طريقة إدخال المساعدات إلى غزة . وكان يعرف أناس كثر من أهل غزة، ويتحدث معهم عبر الإنترنت، فقد كان يتحدث عن هذه الحملة قبل أن يتوفي بأيام .
عانى إبراهيم قبل وفاته من عارض صحي، غير أنه كانت أموره طبيعية جداً، ولم يكن يظهر أن به شيئاً، وكان شقيقه بجانبه، فشعر ببعض التحول في حالة إبراهيم فقال له شقيقه : تشهد يا إبراهيم، قل لا إله إلا الله محمد رسول الله . فنطق بها إبراهيم ثم شعر من حوله أنه نام . يقول والده، والله لم نعلم أنه توفي شعرنا أنه نام، فالحمد لله على كل شيء وللـــــــه ما أخـــــــذ ولـــله ما أعطى ولا نقول إلا ما يرضي ربنا .
قال ناصر محمد إبراهيم (والد الداعية إبراهيم ) أود أن أتقدم بالشكر إلى جميع الجهات التي قدمت لنا المساعدة على رأسهم قائد الخدمات الطبية العميد خالد بن علي آل خليفة الذي لم يقصر معنا بتاتاً، وكان خير داعم ومساند من خلال تقديم الأجهزة الطبية لإبراهيم في البيت، أو من خلال تقديم المساندة الطبية من ممرضين وممرضات لزيارة إبراهيم بالبيت، فجزاه الله عنا كل خير . كما أتقدم بالشكر الجزيل إلى وكيل وزارة الصحة السابق الدكتور عبد العزيز حمزة، الذي قدم لنا ما يستطيع من مساعدة لحالة إبراهيم، وكان متعاوناً معنا لأقصى درجة، فله منا كل الشكر . ويضيف والد إبراهيم، الشكر لأهل الخير من البحرين من رجال ونساء فلم يقصروا معنا إطلاقاً، وأهل الخير في هذا الوطن كثيرون، لهم منا كل الشكر، وجزاهم الله خيراً .
قبل وفاة إبراهيم ببضعة أيام، قال إبراهيم لوالده ”أريد أن أرحل يا أبي فقد أتعبت والدتي كثيراً ” كانت هذه الكلمات بسبب شعور إبراهيم أنه أتعب والدته كثيراً، فقد كانت تنام فوق فراش على الأرض جنب سريره، ولا تفارقه أبداً، ولم تتعب ولم تتذمر من خدمته، بل كانت تعمل له كل ما يريد، فقد كان يقول لها، بين فترة وأخرى، أريد أن أحرك رجلي، فتحركها، وكان يقول لها أريد كذا .. وكذا، وكان ذلك لا يتعب والدته أبداً . وكانت فقرة شكر إبراهيم لوالدته من خلال برنامج الشيخ نبيل العوضي هي من أبكت الناس .
رحم الله زميلنا
إبراهيم
رحمة واسعة
و أسكنه فسيح جناته
مشكور اخويه في انتظار الموقع عالخاص
رساله خاصه الى أخي الداعيه إبراهيم ناصر – ولد البحرين
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي ابراهيم شاهدت لقاء الشيخ نبيل العوضي معك كما شاهده الكثيرين
انتابتني مشاعر كثيره عندما رأيتك ورأيت جهودك الدعويه المباركة
هل أحزن أم أفرح
هل أحزن عليك أم أحزن على نفسي وعلى شباب هذه الأمه الأصحاء جسمياً والمرضى فكرياً ؟؟
لايسعني هنا إلا أن أعبر لك عن عميق سعادتي بمعرفتك ومشاهدة قصتك وجهودك في الدعوة إلى الله وبإذن الله بأني لن أنساك من دعائي
وتذكر أخي الفاضل :
إبراهيم دائماً ان الضمور الحقيقي والخطير هو ضمور العقل والفكر
وليس الضمور في العضلات أو الجسم
أسال الله لك الشفاء العاجل والصحه الدائمة
والسلام عليكم
آمين يارب
العفو اختي .. هذا واجبنا كمسلمين تجاه أخ و زميل
بارك الله فيج اختي يورسول
بخصوص الموقع بطرش لج اياه عالخاص اختي
الله يرحمه يا ربي قلبي عورني
حد عنده الموقع ماله ؟
مشكور اخويه فارس بلا جواد