السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة نرجو من جميع الاعضاء اللتزام بقوانين المنتدى وعدم نشر برنامج او فلم او اغنية او اي شئ له حقوق ملكية كما يمنع نشر السيريالات والكراكات للبرامج ومن يخالف تلك التعليمات سيتم حظر حسابة للابد والسلام عليكم ورحمة الله

كيف عرف العرب أنّ القرءان ليس بكلام شعرى بشرى .. ؟!!

0 تصويتات
سُئل ديسمبر 24، 2014 في تصنيف مواضيع عامة بواسطة هل اليمين (155,700 نقاط)
القرءان ليس شعرًا بشريًا .. =============== كان العرب يُجيدون العربية و يُجيدون الفنون الشعرية فهم يعرفون الشعر و النثر و يتبارون به فى الأسواق و يألفون فيه متعتهم و يحفظون حياتهم و سجلّاتهم من خلاله و كانوا ينتقدون و يُحلّلون الشعر و كذلك الشعراء .. فأمّا النقد للشعراء فالعرب كانوا مثلًا يقولون بأنّ كلّ شاعر يُحسن كلامه فى فن و يضعف كلامه فى غير ذلك الفن اشعر امرء القيس الذى يُحسن عند الطرب و ذكر النساء و صفة الخيل و أيضًا شعر النابغة عند الخوف و كذلك شعر الأعشى عند الطلب و وصف الخمر و بالطبع شعر زهير عند الرغبة و الرجاء كذلك قالوا فى شعراء فارس فالنظامى و الفردوسى يُحسنان بيان الحرب و شعر السعدى فريد عند الغزل .. و أمّا فى نقدهم للشعر فلقد كانوا يعيبون أو يثنون على الشعر فى القصيدة التى يُسيئ فيها الشاعر أو يُجيد و يُحاسبونه على السياق و البيت و اللفظ و مثال ذلك قول امرء القيس ((قفا نبك من ذكرى حبيب و منزل .. بسقط اللوى بين الدخول فحومل)) فهنا فى الشطر الأوّل أجاد امرء القيس حيث جمع بين عذوبة اللفظ و سهولة السبك و كثرة المعانى فلقد بيّن أنّه وقف و استوقف و بكى و استبكى و ذكر الحبيب و المنزل بينما انتقد أشدّ النقد فى الشطر الثانى حيث لا يوجد فيه شيئ من ذلك و كأنّه بلا هدف أو إنتاج فنّى و كذلك عُيّب على جرير و إسحاق الموصلى و غيرهم بما لا يتّسع المجال لذكره و هذا كلّه فقط لتبيين أنّ العرب يعرفون النقد الفنّى و يُميّزونه و يبيّنون مواطن القوّة فيه من مواطن الضعف .. فلمّا كان العرب يألفون الشعر و يعرفونه فهم يعرفون أنّ مع كثرة الشعر كثرة الخطء و الزلل و مع كثرة الإبداع يكثر الكذب لذلك قالوا أنّ ((أعذب الشعر أكذبه)) و لذلك من يقرء فى شعر حسّان بن ثابت رضى الله عنه قبل الإسلام يجد شعره أكثر إمتاعًا و جمالًا فنيًا من شعره بعد الإسلام لأنّه فى شعره الجاهلى كان مليئًا بالكذب و الخيال بينما بعد الإسلام امتنع عن ذلك و كذلك يعرفون العرب أنّ اللفظ المُختصر المُعبّر عن المعنى المُراد بعناية يصعب و يندر الوصول إليه فمثلًا فى قولهم ((قتل البعض إحياء للجميع)) و ((أكثروا القتل ليقلّ القتل)) و ((القتل أنفى للقتل)) فكلّ هذه الألفاظ هدفها إيصال فكرة العدالة بقتل القاتل ليقلّ القتل فى ألفاظ بلاغية فكان اللفظ القرءانى ((لكم فى القصاص حياة)) فامتاز اللفظ القرءانى من وجه كونه أكثر إختصارًا بكلمتين فقط ((القصاص حياة)) و من وجه كونه راعى السببية فالقصاص هو سبب الحياة بينما فى قول العرب جعلوا القتل سببًا لإنتفاء القتل فهو سببًا لنفسه و من وجه ثالث عدم تكرير اللفظ حيث أنّ تكرير اللفظ يُنقص من البلاغة و يدلّ على عجز اللفظ و من وجه ءاخر الإشباع للمعنى فكلمة القصاص تشمل القتل و الجرح بينما عند أقوال العرب كانت قاصرة على القتل فقط و ليس الجرح أو مُحاولة القتل .. و فوق ذلك تعرف العرب يقينًا بأنّ الجزالة و العذوبة نقيضان لا يجتمعان فى الكلام الطويل و القرءان كلامه طويل مع جذل و عذب و لا يُملّ منه و لا يُناقض بعضه بعضًا فمع كثرة الكلام يحدث النسيان و يكثر الخطء و يُصاب المُستمع بالملل و يحدث التصنّع و تقلّ البلاغة فى المعنى بينما القرءان عكس ذلك محتويًا على الأخبار و الترهيب و الترغيب و الإستدلال و التدليل و النقاش و الجدل و التشبيه و الإستعارة و المعانى و المقاصد بدون أدنى خطء لغوى أو بلاغى أو حتّى فى النحو و الصرف و كذلك بلا رغى و تصنّع دون مضمون أو محتوى يُضيف معنى جديد .. أخيرًا العرب يألفون اللفظ فيستخدمونه فى شعرهم بينما القرءان لم يستخدم فى كثير من المواضع ألفاظ العرب المألوفة فى الشعر بل أبدع لفظًا جديدًا من لغتهم و استخدمه بسلاسة و بتعبير بلاغى تستسيغه الأذن رغم قلّة سماعه و قلّة تداوله ليُثبت لديهم بما لا يدع مجالًا للشكّ أنّ هذا الكلام ليس من لفظ الشعر و لا جنسه بل و الأكثر من ذلك أنّ القرءان ليس من مثيل الشعر و لا النثر فى رجزه و قواعده و أساليبه المألوفة فهذا شيئ جديد بلفظ عجيب و أسلوب غير معروف من أصل كلامهم ببلغة فريدة يستحيل تكرارها .. لذلك صدق الله تعالى فى تحدّيه لهم حين قال ((و إن كنتم فى ريب ممّا نزّلنا على عبدنا فأتوا بسورةٍ من مثله و ادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين)) فلازال إلى الآن يعجز الجميع عن التحدّى و لهذا استسلم العرب فقالوا فى مُجمل أقوالهم عند إتهامهم لرسول الله بأنّه شاعر بأنّ هذا الإتهام غير صحيح قائلين ((ما هو بشاعر قد عرفنا الشعر كلّه رجزه و هزجه و قريضه و مبسوطه و مقبوضه)) ..
...