تعارف أغلب الناس على أن ثماني ساعات من النوم يوميا، هي الأفضل لصحة الإنسان؛ للتمتع بصحة جيدة وعقل سليم، بيد أن تلك المعلومة يغشاها الكثير من الغبار علميا؛ إذ
إن الدراسات الحديثة تؤكد أن الجسم يحتاج إلى أقل من ذلك بكثير لإراحة البدن والذهن.
ونقلت جريدة "الاقتصادية" عن الدكتور "وليد بن سعيد الزهراني" (اختصاصي علم النفس الإكلينيكي)، أن ما يعتقده الناس في الوقت الصحي للنوم هو ثماني ساعات لمن تجاوزت أعمارهم الـ 50 غير صحيح، مبينا أنه ـ وفي
هذا العمر بالتحديد ـ يفضل فيه كثرة الحركة والنشاط، لاستمرار الأجهزة الحيوية في الجسم على العمل.
وأضاف الدكتور الزهراني أن النوم لمدة ست ساعات تكفي للحصول على الراحة أفضل من النوم ثماني ساعات تماما، بل إن النوم لفترة قليلة لا تتعدى ست ساعات تحقق أكبر فائدة ممكنة لصحة الإنسان، مضيفا أن هناك دراسة
جديدة تعارض هذا الاعتقاد الشائع عند الكثير من الناس، حيث أظهرت أن النوم ست ساعات أثناء الليل قد يمثل وضعاً طبيعياً صحيحاً للجسم.
ولفت إلى أنه ومن خلال الدراسة التي أجريت لعدد من الأشخاص في الـ 50 من أعمارهم، والتي استمرت لست سنوات حول المدة الطبيعة للنوم لدى كبار السن، أثبتت أن الأشخاص الذين ناموا لثماني ساعات يومياً كانوا
أكثر تعرضاً لتدهور حالتهم الصحية، وزيادة نسبة وفاتهم بنسبة تقدر بنحو 12 في المئة، مقارنة بمن ناموا لست ساعات يومياً.
ولفت الدكتور الزهراني إلى أن الأشخاص الذين ناموا ست ساعات ويقضون باقي اليوم في الحركة والعمل، يتمتعون بصحة جيدة، مشيرا إلى أن النوم ثماني ساعات يؤثر في بنيتهم إذا لم يكن هناك أي مبرر للنوم مدة
أطول.
وأشار الدكتور إلى أن النوم لمدة أقل من ست ساعات في الليل تكون مرهقة وضارة للإنسان، مبينا أن الدراسات والأبحاث لا تزال في بداياتها، حيث يسعى الباحثون والعلماء إلى إجراء مزيد من تلك الدراسات لإثبات ما
إذا كان النوم ساعات طويلة يسبب الوفاة فعلا، أو أن تقصيرها يحسن الصحة.
