السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة نرجو من جميع الاعضاء اللتزام بقوانين المنتدى وعدم نشر برنامج او فلم او اغنية او اي شئ له حقوق ملكية كما يمنع نشر السيريالات والكراكات للبرامج ومن يخالف تلك التعليمات سيتم حظر حسابة للابد والسلام عليكم ورحمة الله

أذكر بعض المواقف والعبر المستفادة من الهجرة النبوية المباركة !

0 تصويتات
سُئل أكتوبر 8، 2015 في تصنيف السيرة النبوية بواسطة إلياس (165,140 نقاط)
على أن تكون مواقف بسيطة مع ذكر العبرة المأخوذة منها
تحديث للسؤال برقم 1

شكراً للأخ سامح
اجابة وافية
تحياتى

تحديث للسؤال برقم 2

بارك الله فيك

2 إجابة

0 تصويتات
تم الرد عليه أكتوبر 29، 2015 بواسطة شذى (156,800 نقاط)
 
أفضل إجابة
الهجرة دروس وعبر
  إلى من تمكنت الدنيا من قلوبهم
                  فقيدتهم   بقيودها فاقعدتهم عن السير فى طريق الهجرة هجرة الذنوب والمعاصى فلم يلحقوا بالركب
 
 إلى من نام عن صلاة الفجر وقيام الليل      نام   عليا مضحيا بنفسه      فى ليلة الهجرة فشتان بين نومة ونومة
  الهجرة  نأخذ منها العبرة والعظة بعد مرور أربعة عشر قرنا على هذا الحدث
    ماتت الاشخاص ولكن الحدث باقى شاهد عليهم على عطائهم وتضحيتهم ويقينهم فى الله وثباتهم     عند المحن والشدائد  
     لعلنا إ ذا تدبرنا فى هذا الحدث العظيم    اقتدينا بهم   فى حياتنا وكنا معهم على الطريق طريق       الهجرة إلى الله  
     تعالوا لنقتفى أثرهم ونتبع الخطوات لنرى أن كل خطوة رسمت علامة على الطريق إلى الله            ولنهاجر بقلوبنا معهم
                              مع أول درس من الدروس والعبر
      الهجرة تضحية :    قال تعالى : " والذين هاجروا فى الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم فى الدنيا حسنة ولأجر الاخرة أكبر لو كانوا يعلمون (43) الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون
  (44)   "                                                  
 سورة النحل
              ها هو موقف صهيب الرومى
      لما أراد الهجرة إلى يثرب امتثالا لأمر رسول الله صلى الله علبه وسلم حاول الكفار منعه وقالوا     له :" أتيتنا صعلوكا حقيرا فكثر مالك عندنا ثم تريد أن تخرج بمالك ونفسك!
والله لا يكون ذلك".
 فقال لهم صهيب: " أرايتم إن جعلت لكم مالي أتخلوني سبيلي؟
 قالوا: نعم.
 فدلهم على ماله وخلوا سبيله.
 ولما علم الرسول القائد صلى الله علبه وسلم بالأمر قال: " ربح صهيب ربح صهيب...".
 هكذا ساوم صهيب الكفار بكل ما يملك من مال على أن يخلوا سبيله ويتمكن من الهجرة في سبيل الله ورسوله وليبرهن على أن   حبه لدينه أعظم من حبه لماله.
      وها هو موقف اسرة ابو سلمة وزوجته   تحكى ام سلمة رضى الله عنها القصة على لسانها
      لما أجمع أبو سلمة الخروج الى المدينة رحّل بعيراً له ، وحملني وحمل معي ابني سلمة ، ثم    خرج    يقود بعيره ، فلما رآه رجال بني المغيرة قاموا إليه فقالوا
 هذه نفسك غلبتنا عليها ، أرأيت صاحبتنا هذه ، على مَ نتركك تسير بها في البلاد ؟)000ونزعوا خطام البعير من يده ،
وأخذوني ، فغضب عند ذلك بنو عبد الأسد ، وأهووا الى سلمة وقالوا  والله لا نترك ابننا عندها ، إذا نزعتموها من صاحبنا )000فتجاذبوا ابني سلمة حتى خلعوا يده ، وانطلق به بنو عبد الأسد ،
  ورهط أبي سلمة ، وحبسني بنو المغيرة عندهم ، وانطلق زوجي أبو سلمة حتى لحق بالمدينة ،    ففرق بيني وبين زوجي وابني000 فكنت أخرج كلّ غداة ، وأجلس بالأبطح ، فما أزال أبكي حتى أمسي سبعاً
أو قريبها ، حتى مرّ بي رجل من بني عمي فرأى ما في وجهي ، فقال لبني المغيرة  ألا تخرجون من هذه المسكينة فرَّقتم بينها وبين زوجها وبين ابنها ؟)000فقالوا  الحقي بزوجك إن شئت )000وردّ علي بنو
عبد الأسد عند ذلك ابني000 فرحلت   ببعيري ، ووضعت ابني في حجري وخرجت تريد المدينة   رحلة تبلغ حوالى خمسمائة كيلو مترات بين شواهق الجبال من اجل ماذا وتخيل ماذا يمكنان يحدث لها كما قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم " من كان هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كان هجرته الى دنيا يصيبها أو امرة ينكحها فهجرته إلى ماهاجر اليه " هذه المراة لم يكن معها الا الله قال تعالى " أليس
الله بكاف عبده   "     سورة الزمر         فليقف كل منا عند نيته قبل أن يتحرك فى حياته هذان مثالان لتضحية الصحابة من اجل ماذا ؟ انه ايمان عميق تمكن من قلوبهم جعل
منهم من يضحى بماله   ومنهم من ضحى باسرته   فيا فتيات وشباب المسلمين لابد لنا من تضحية من أجل ارضاء الله   فهل ضحيت بساعات من اجل قيام الليل بين يدى الله عزوجل
 هل تركت   وضع      المكياج خارج البيت   من اجل ارضاء
 هل تركت   علاقة حرام مع زميل لك من اجل أرضاء الله أم ماذا تركت ليقول لك رسول الله صلى الله    عليه وسلم " ربح البيع   ربح البيع "
      قال تعالى " ومن الناس من   يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله والله روؤف بالعباد "  
     وهانحن أمام   تضحية سيدنا على رضى الله عنه يوم أن بات فى فراش النبى صلى الله عليه وسلم         وهو ابن ثلاثة عشر عام كيف جرا على ذلك الفعل ليضحى  
بنفسه ولنسال اين ابنائنا من ذلك الفتى اننا نرى الصبى يكبر ويدخل الجامعة وهو لا زال يستطيع تحمل المسئولية وحتى بعد أن يتخرج ويعمل لا يستطيع ان يتحمل مسئولية بيته فكيف بمن يتحمل مسؤلية الاسلام
 
     الهجرة ورد الامانات :  
                         اتى جبريل جبريل إلى النبى صلى الله عليه وسلم ليخبره بأمر الهجرة وقال له     لاتبت على فراشك الذى
كنت تبت عليه فكان أول ما فكر فيه رسول الله صلى   الله عليه وسلم   هو أن يوصى على رضى الله عنه برد الامانات إلى اهلها   المشركين اعداءه كانوا قد وضعوها عنده فأى اخلاق هذه التى يتعامل
بها النبى الكريم انه صاحب رسالة حتى النهاية ولا ينتصر لنفسه وكيف ذالك وهو من قال " لا إيمان لمن لا أمانه له ولا دين لمن لا عهد له " ونحن قد يكون من اصدقاءنا ممن تركوا عندنا امانات ولكن تبقى عندنا
شهور وسنين ولا نردها لاهلها
   
     الهجرة اخذ بالاسباب :   قال تعالى " ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل    الله لكل شﺉ   قدرا   "          
   سورة الطلاق (3 )
                       عندما هاجر عمر بن الخطاب هاجر نهارا أمام اعين الناس وقال
   " من أراد أن تثكله أمه و يوتم ولده و يرمل زوجته ، فليلقني وراء    هذا الوادي "
  أما الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فيتحرى الحذر والحيطة يخرج هو وصاحبه ليلا من الباب    الخلفى وفى أتجاه الجنوب ويبعث من يمحوا أثار الاقدام ( عامر بن فهيرة ) مولاه وجعل من ينام
   فى   فراشه للتضليل ويمكث فى غار ثور ثلاثة ايام كل هذا   التخطيط والله قادر على أن يجعلهالا رحلة كما كانت رحلة الاسراء والمعراج فى لمح البصر ولكن ليعلمنا درس أن الرسول صلى الله
عليه وسلم هو المشرع وهو رجل يهتدى به الناس وليعلمنا ضرورة التخطيط والاخذ بالاسباب والتوكل على الله فى النهاية وليس التواكل عن العمل لا أن نسير فى الدنيا عبثا دون اتجاه
        قال تعالى "   أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم الينا لا ترجعون "      سورة المؤمنون
       نعصى الله ونفعل كل ما فى هوى انفسنا دون أن ندرى اننا لابد لنا من يوم نقف فيه اما م الله      يحاسبنا فيه فهل خططت لحياتك اسمع من يقول انا احب الله ورسوله
  واصلى واصوم واقرا القرآن اليس هذا كاف فنقول له لا أن هذة هى الرسالة ولكن دون رؤيه واضحة فى الحياة أنت تحب الاسلام والمسلمين ولكن بماذا تريد ان تخدم دينك ؟ فلتخطط لحياتك فى اى شى انت بارع
لتستخدمه لله منا من تريد ان تنجب جيل صالح فهل خططت لذلك   من اختيار زوج صالح وقراءة كتب فى تربية الاولاد   ومنا من تريد كذا وكذا ..... فهل خططت لذلك قبل ان تفعل أم تحسب اننا خلقنا  
هبا لا والله لم نخلق لهذا فهلم وخطط لحياتك لتلحق بالركب
 
  الهجرة .... اخوة :
        قال تعالى " الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين "
     نحن   اما مشهد تتجلى فيه الاخوة فى انقى معانيها هذا هو ابو بكر الصديق يهم بالهجرة فيطلب    منه رسول الله صلى الله عليه   وسلم ان ينتظر    وعندما جاءه
رسول الله   متخفيا ليخبره انه اذن له بالهجرة فيكون اول شى من رد فعل ابو بكر رضى الله عنه   " الصحبة يا رسول الله ط سبحان الله كل منهم حريص على صحبة الاخر ليعلمنا درس فى   اهمية الصحبة
على الطريق الى الله صحبة صالحة قل تواجدها فى هذا الزمان الا من حرص عليها  
 
        ونجد مشهد أخر عند دخولهم الغار لما وصلوا الى الغار    قال له ابو بكر   والله لا تدخله حتى   ادخله قبلك فان كان فيه شى اصابنى دونك   فدخله فوجد فيه
ثقبا فشق إزاره وسد به الثقب ثم قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم أدخل فدخل فوضع راسه فى حجره ونام فلدغ أبو بكر فى رجله ولم يتحرك مخافة أ نينتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم فسقطت دموعه على وجه رسول
الله صلى الله عليه    وسلم فاستيقظ فقال مالك   يا ابو بكر قال لدغت فداك ابى وامى   فذهب ما يجده   و ننتقل إلى موقف المهاجرين والانصار الذين قال الله     تعالى فيهم
"          للفقراء المهاجرين الذين خرجوا من ديارهم واموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً، اولئك هم الصادقون(8) والذين تبوأوا والدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم،
ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا، ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه، فأُولئك هم المفلحون( 9)، والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل
في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا انك رؤوف رحيم(10)."                               سورة الحشر       ها نحن
  أمام مثال أخر للاخوة لم تعرف له الانسانية مثيل ولنتأمل سويا هذا الموقف بين سعد بن الربيع الانصارى   وعبد الرحمن بن عوف من المهاجرين يقول سعد لعبد الرحمن بن عوف إنى أكثر الانصار مالا فأق
0 تصويتات
تم الرد عليه أكتوبر 29، 2015 بواسطة عاقلة (157,740 نقاط)
شكر الله لك  واليك المزيد
 
عنوان الخطبة  دروس من الهجرة النبوية رقم الخطبة  2533
الموضوع الرئيسى  سيرة وتاريخ  الموضوع الفرعى  السيرة النبوية  
اسم الخطيب  عبد الرحمن السديس إمام الحرم اسم المدينة  مكة المكرمة
تاريخ الخطبة(هـ)  5/1/1422 اسم المسجد  المسجد الحرام
ملخص الخطبة: 1- إقبال عام جديد. 2- الحدث الذي غير مجرى التاريخ. 3- دروس الهجرة. 4- تذكر المسلمين في العالم. 5- دور الشباب والمرأة في الدعوة إلى الله تعالى. 6- التأريخ بالهجرة النبوية. 7- التذكير بنصر
الله موسى على فرعون. 8- فضل شهر الله المحرم. 9- فضل صيام يوم عاشوراء.
الخطبة الأولى
أما بعد: فأوصيكم ـ عباد الله ـ ونفسي بتقوى الله، فهي أربح المكاسب، وأجزل المواهب، وأسمى المناقب، وبها تُنال أعلى المراتب، وتتحقق أعظم المطالب.
عباد الله، تعيش الأمة الإسلامية هذه الأيام إشراقة سنة هجرية جديدة، وإطلالة عام مبارك بإذن الله، بعد أن أَفَلَت شمس عام كامل، مضى بأفراحه وأتراحه، فقوِّضت خيامه، وتصرّمت أيامه، فالله المستعان عباد
الله، ما أسرع مرور الليالي والأيام، وتصرّم الشهور والأعوام، لكن الموفَّق الملهم من أخذ من ذلك دروسا وعبرا، واستفاد منه مدَّكراًً ومزدجراً، وتزود من المَمَرِّ للمقر، فإلى الله سبحانه المرجع والمستقر،
والكيس المُسَدَّد من حاذر الغفلة عن الدار الآخرة حتى لا يعيش في غمرة، ويؤخذ على غرة، فيكون بعد ذلك عظة وعبرة، والله نسأل أن يجعل من هذا العام نصرة للإسلام والمسلمين، وصلاحا لأحوالهم في كل مكان، وأن
يعيده على الأمة الإسلامية بالخير والنصر والتمكين إنه جواد كريم.
إخوة الإسلام، حديث المناسبة في مطلع كل عام هجري ما سطّره تأريخنا الإسلامي المجيد من أحداث عظيمة، ووقائع جسيمة، لها مكانتها الإسلامية، ولها آثارها البليغة في عزِّ هذه الأمة وقوتها وصلاح شريعتها لكل
زمان ومكان، وسعيها في تحقيق مصالح العباد في أمور المعاش والمعاد.
معاشر المسلمين، ما أجمل أن نشير إشارات عابرة لعدد من القضايا المهمة الجديرة بالإشادة والتذكير ونحن في بداية هذا العام الجديد، علها تكون سببا في شحذ الهمم واستنهاض العزمات للتمسك الجاد بكتاب الله وسنة
رسوله ، وحاملة على الاتعاظ والاعتبار، ووقفاتِ المحاسبة الدقيقة، ونظرات المراجعة المستديمةِ في الأمة تجديدا في المواقف وإصلاحا في المناهج وتقويما للمسيرة في كافة جوانبها.
إخوة العقيدة، وأول هذه الإشارات مع حدث الساعة وحديثها، الحدث الذي غير مجرى التأريخ، الحدث الذي يحمل في طياته معاني الشجاعة والتضحية والإباء، والصبر والنصر والفداء، والتوكل والقوة والإخاء، والاعتزاز
بالله وحده مهما بلغ كيد الأعداء، إنه حدث الهجرة النبوية الذي جعله الله سبحانه طريقا للنصر والعزة، ورفع راية الإسلام، وتشييد دولته، وإقامة صرح حضارته، فما كان لنور الإسلام أن يشع في جميع أرجاء
المعمورة لو بقي حبيسا في مهده، ولله الحكمة البالغة في شرعه وكونه وخلقه.
إن في هذا الحدث العظيم من الآيات البينات والآثار النيرات والدروس والعبر البالغات ما لو استلهمته أمة الإسلام اليوم وعملت على ضوئه وهي تعيش على مفترق الطرق لتحقق لها عزها وقوتها ومكانتها وهيبتها،
ولعلمت علم اليقين أنه لا حل لمشكلاتها ولا صلاح لأحوالها إلا بالتمسك بإسلامها والتزامها بعقيدتها وإيمانها، فوَالذي بعث محمدا  بالحق بشيرا ونذيرا ما قامت الدنيا إلا بقيام الدين، ولا نال المسلمون
العزة والكرامة والنصر والتمكين إلا لما خضعوا لرب العالمين، وهيهات أن يحل أمن ورخاء وسلام إلا باتباع نهج الأنبياء والمرسلين. إذا تحقق ذلك أيها المسلمون، وتذكرت الأمة هذه الحقائق الناصعة وعملت على
تحقيقها في واقع حياتها كانت هي السلاح الفاعل الذي تقاتل به والدرع الحصين الذي تتقي به في وجه الهجمات الكاسحة والصراع العالمي العنيف، فالقوة لله جميعا، والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين.
أمة التوحيد والوحدة، لقد أكدت دروس الهجرة النبوية أن عزة الأمة تكمن في تحقيق كلمة التوحيد، وتوحيد الكلمة عليها، وأن أي تفريط في أمر العقيدة أو تقصير في أخوة الدين مآله ضعف الأفراد وتفكك المجتمع
وهزيمة الأمة، وإن المتأمل في هزائم الأمم وانتكاسات الشعوب عبر التأريخ يجد أن مردّ ذلك إلى التفريط في أمر العقيدة والتساهل في جانب الثوابت المعنوية مهما تقدمت الوسائل المادية، وقوة الإيمان تفعل
الأعاجيب وتجعل المؤمن صادقا في الثقة بالله والاطمئنان إليه والاتكال عليه، لا سيما في الشدائد، ينظر أبو بكر الصديق رضي الله عنه  إلى مواضع أقدام المشركين حول الغار فيقول: يا رسول الله، لو نظر
أحدهم إلى موضع قدميه لأبصرنا، فيجيبه  جواب الواثق بنصر الله: ((يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما))[1]. الله أكبر، ما أعظم لطف الله بعباده ونصره لأوليائه، وفي هذا درس بليغ لدعاة الحق وأهل
الإصلاح في الأمة أنه مهما احلولكت الظلمات فوعد الله آت لا محالة، حَتَّىٰ إِذَا ٱسْتَيْـئَسَ ٱلرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا [يوسف:110].
أمة الإسلام، ودرس آخر من دروس الهجرة النبوية يتجلى في أن عقيدة التوحيد هي الرابطة التي تتضاءل أمامها الانتماءات القومية والتمايزات القبلية والعلاقات الحزبية، واستحقاق الأمة للتبجيل والتكريم مدين
بولائها لعقيدتها وارتباطها بمبادئها، يقال ذلك ـ أيها المسلمون ـ وفي الأمة في أعقاب الزمن منهزمون كُثر أمام تيارات إلحادية وافدة ومبادئ عصرية زائفة ترفع شعارات مصطنعة وتطلق نداءات خادعة، لم يجنِ أهلها
من ورائها إلا الذلّ والصغار، والمهانة والتبار، والشقاء والبوار، فأهواء في الاعتقاد، ومذاهب في السياسة، ومشارب في الاجتماع والاقتصاد، كانت نتيجتها التخلف المهين والتمزق المشين، وفي خضم هذا الواقع
المزري يحق لنا أن نتساءل بحرقة وأسى: أين دروس الهجرة في التوحيد والوحدة؟! أين أخوة المهاجرين والأنصار مِن شعارات حقوق الإنسان المعاصرة ومدنيته الزائفة؟! فقولوا لي بربكم، أي نظام راعى حقوق الإنسان
وكرمه أحسن تكريم وكفل حقوقه كهذا الدين القويم؟! فلتصخ منظمات حقوق الإنسان العالمية إلى هذه الحقائق، وتطَّرِح الشائعات المغرضة عن الإسلام وأهل الإسلام وبلاد الإسلام إن أرادت توخي الصدق
والموضوعية.
إن هذه الإلماحة إلى درس الهجرة في التضحية والبذل والفداء ومراعاة كرامة الإنسان والحفاظ على حريته وحقوقه يجر ـ يا رعاكم الله ـ إلى تذكر أحوال إخواننا في العقيدة في بقاع شتى من العالم، حيث حلت بهم
مصائب وبلايا، ونكبات ورزايا، سائلوا أرض النبوات ومهد الحضارات ومنطلق الرسالات وبلاد المعجزات فلسطين المجاهدة: ماذا تعاني من صلفٍ يهوديٍّ سافر ومن حقد صهيونيٍّ أرعن؟! سائلوا الشيشان وكشمير وغيرها عن
الأوضاع المأساوية علَّ دروس الهجرة النبوية تحرِّك نخوة وتشحذ همة وتستنهض عزما، وما ذلك على الله بعزيز.
إخوة الإيمان، وفي مجال تربية الشباب والمرأة وميدان البيت والأسرة يبرز الأثر العظيم في حدث الهجرة المصطفوية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم، ففي موقف عبد الله بن أبي بكر رضي الله عنهما في خدمة
ونصرة صاحب الهجرة عليه الصلاة والسلام ـ بأبي هو وأمي ـ ما يجلِّي أثر الشباب في الدعوة ودورهم في الأمة ونصرة الدين والملة، أين هذا مما ينادي به بعض المحسوبين على فكر الأمة وثقافتها من تخدير الشباب
بالشهوات وجعلهم فريسة لمهازل القنوات وشبكات المعلومات في الوقت الذي يعدُّون فيه للاضطلاع بأغلى المهمات في الحفاظ على الدين والقيم، والثبات على الأخلاق والمبادئ أمام المتغيرات المتسارعة ودعاوَى
العولمة المفضوحة؟!
أيها الإخوة والأخوات، وفي موقف أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها ورضي الله عن آل أبي بكر وأرضاهم ما يجلِّي دور المرأة المسلمة في خدمتها لدينها ودعوتها، فأين هذا من دعاة المدنية المأفونة الذين أجلبوا
على المرأة بخيلهم ورجلهم زاعمين زوراً وبهتانا أن تمسك المرأة بثوابتها وقيمها واعتزازها بحجابها وعفافها تقييد لحريتها وفقد لشخصيتها وبئس ما زعموا؟! فخرجت من البيت تبحث عن سعادة موهومة وتقدميّة مزعومة
لتظنها في الأسواق والشوارع والملاهي والمصانع، فرجعت مسلوبة الشرف مدنسة العرض مغتصبة الحقوق عديمة الحياء موءودة الغيْرَة، وتلك صورة من صور إنسانيات العصر المزعومة وحريته المأفونة ومدنيته المدعاة، ألا
فليعلم ذلك اللاهثون واللاهثات وراء السراب الخادع والسائرون خلف الأوهام الكاذبة.
أيها الأحبة في الله، وإشارة أخرى إلى أمر يتعلق بحدث الهجرة النبوية في قضية تعبر بجلاء عن اعتزاز هذه الأمة بشخصيتها الإسلامية، وتثبت للعالم بأسره استقلال هذه الأمة بمنهجها المتميز المستقى من عقيدتها
وتأريخها وحضارتها، إنها قضية إسلامية وسنة عُمرية أجمع عليها المسلمون في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، إنها التوقيت والتأريخ بالهجرة النبوية المباركة، وكم لهذه القضية من مغزًى عظيم يجدر بأمة الإسلام
اليوم تذكره والتقيد به، كيف وقد فتن بعض أبنائها بتقليد غير المسلمين والتشبه بهم في تأريخهم وأعيادهم، أين عزة الإسلام؟! وأين هي شخصية المسلمين؟! هل ذابت في خضم مغريات الحياة؟! فإلى الذين تنكروا
لثوابتهم وخدشوا بهاء هويتهم وعملوا على إلغاء ذاكرة أمتهم وتهافتوا تهافتا مذموما وانساقوا انسياقا محموما خلف خصومهم، وذابوا وتميعوا أمام أعدائهم ننادي نداء الم
...