التكنولوجيا هى طريقة للتفكير وحل المشكلات ، وهى أسلوب التفكير الذى يوصل الفرد إلى النتائج المرجوة أى أنها وسيلة وليست نتيجة ، و أنها طريقة التفكير فى
استخدام المعارف والمعلومات والمهارات بهدف الوصول إلى نتائج لإشباع حاجة الإنسان وزيادة قدراته ، لذا يري اللقاني والجمل أن التكنولوجيا تعني الاستخدام الأمثل للمعرفة العلمية وتطبيقاتها وتطويعها لخدمة
الإنسان ورفاهيته.
ويعرفها البعض بأنها " العلم الذي يعنى بعملية التطبيق المنهجي للبحوث والنظريات وتوظيف عناصر بشرية وغير بشرية فى مجال معين ، لمعالجة مشكلاته ، وتصميم الحلول العلمية المناسبة لها ، وتطويرها ، واستخدامها
وإدارتها وتقويمها لتحقيق أهداف محددة " .
ويرى آخرون أنها العلاقة بين الإنسان والمواد والأدوات كعناصر للتكنولوجيا وأن التطبيق التكنولوجي يبدأ لحظة تفاعل هذه العناصر معًا ، وتعرفها كوثر كوجك على أنها جهد وفكر إنساني، وتطبيق المعلومات
والمهارات لحل مشكلات الإنسان ، وتوفير احتياجاته وزيادة قدراته.
ويري آخر أن التكنولوجيا هي التطبيق المنظم للمعرفة ، والعلوم الأخرى المنظمة ، في مجال معين أو التطبيق العلمي التي تتعلق بالعلوم الطبيعية بهدف الحصول على نتائج علمية محددة ، بمعني أنها الجانب
التطبيقي للمعرفة والنظريات العلمية لتحقيق أهداف محددة .
والخلاصة لمفهوم التكنولوجيا
" إن التكنولوجيا فكر وأداء وحلول للمشكلات قبل أن تكون مجرد اقتناء معدات " ، ويعتقد كل من ماهر إسماعيل صبري وصلاح الدين محمد توفيق أن التكنولوجيا ليست مجرد علم أو تطبيق العلم أو مجرد أجهزة بل هي أعم
وأشمل من ذلك بكثير فهي نشاط إنساني يشمل الجانب العلمي والجانب التطبيقي.
من خلال هذا العرض يمكننا تعريف التكنولوجيا على أنها:
" جهد إنساني و طريقة للتفكير فى استخدام المعلومات والمهارات والخبرات و العناصر البشرية وغير البشرية المتاحة فى مجال معين وتطبيقها فى اكتشاف وسائل تكنولوجية لحل مشكلات الإنسان وإشباع حاجاته وزيادة
قدراته " .
خصائص التكنولوجيا :
1. التكنولوجيا علم مستقل له أصوله وأهدافه ونظرياته.
2. التكنولوجيا علم تطبيقي يسعى لتطبيق المعرفة .
3. التكنولوجيا عملية تمس حياة الناس.
4. التكنولوجيا عملية تشتمل مدخلات وعمليات ومخرجات .
5. التكنولوجيا عملية شاملة لجميع العمليات الخاصة بالتصميم والتطوير والإدارة.
6. التكنولوجيا عملية ديناميكية أى أنها حالة من التفاعل النشط المستمر بين المكونات .
7. التكنولوجيا عملية نظامية تعنى بالمنظومات ومخرجاتها نظم كاملة أى أنها نظام من نظام
8. التكنولوجيا هادفة تهدف للوصول إلى حل المشكلات.
9. التكنولوجيا متطورة ذاتيًا تستمر دائمًا فى عمليات المراجعة والتعديل والتحسين .
يمكن تحديد المكونات الثلاثة التالية للتكنولوجيا :
المدخلات Inputs : وتشمل جميع العناصر والمكونات اللازمة لتطوير المنتج ، من : أفراد ، نظريات وبحوث ، أهداف ، آلات ، مواد وخامات ، أموال ، تنظيمات إدارية ، أساليب عمل ، تسهيلات.
العمليات Processes : وهى الطريقة المنهجية المنظمة التى تعالج بها المدخلات لتشكيل المنتج.
المخرجات Outputs : وهى المنتج النهائي فى شكل نظام كامل وجاهز للاستخدام كحلول للمشكلات .
التربية التكنولوجية Technology Education
§ عرف اليونسكو التربية التكنولوجية على أنها تلك الحاجات الإنسانية المعرفية و المهارية التي يعتمد عليها الفرد فى حياته ، وهى ذاتها تعتمد بدورها على نظم التربية وأساليب التكنولوجيا ، بينما عرفها جراى
Gray على أنها خطة لتنفيذ حاجات المجتمع ومتطلباته ، بداية من التدريب على مهارات التفكير ومرورًا بعمليات تطوير المهارات المطلوبة لقوة العمل ، وانتهاءً بتحقيق أهداف تنمية الفرد والمجتمع ، وهى مسئولية
المؤسسات التربوية ؛ لأنها مجال من المجالات النوعية فى الميدان التربوي ، لذا يجب تطبيق مناهج التربية التكنولوجية فى مدارسنا بعد اختيار ما يناسب مجتمعنا ، كما أجمع الباحثون على ذلك, وعرفها كل من ماهر
صبري وصلاح الدين توفيق بأنها: " عملية هادفة ومنظمة يتم من خلالها تزويد الفرد بالقدر اللازم من الخبرات التكنولوجية من معارف ومهارات واتجاهات وسلوك وأخلاقيات والتي تعمل علي تنوير هذا الفرد وتثقيفه
تكنولوجيا ، بينما يعرفها كل من أحمد اللقاني وعلي الجمل علي أنها نوع من الفكر يركز علي كفايات الفرد من حيث تناول المواد الدراسية وتبسيطها وتنويعها ، وبالشكل الذي يتناسب مع كل متعلم ، ويهتم هذا الفكر
بوسيلة نقل محتوي المادة العلمية والأجهزة والمعدات والمواقف التعليمية .
عناصر التربية التكنولوجية:
القدرة التكنولوجية Technological Capability
وهذا يعنى قدرة الاشتراك فى العمليات النشطة للتكنولوجيا بمعنى :
معرفة الاحتياجات والفرص للحلول التكنولوجية .
التصميم والتنفيذ والتصنيع والبيع والتشغيل والصيانة واستخدام المنتجات التكنولوجية.
الاكتساب والتطبيق للمعرفة والفهم والمهارات.
الاختبار والتقييم للمنتجات التكنولوجية .
مصادر التكنولوجيا: Technological Resources
أي المعرفة والمهارات العقلية والجسمية المتاحة أثناء تنفيذ الأنشطة التكنولوجية بمعنى:
المهارات والطرق العملية.
المعرفة العلمية والنظرية وفهم الموارد والعناصر والأدوات.
المهارات العقلية المتاحة لتعريف الاحتياجات وتحليل المشكلات وتطوير الحلول وتقييم المخرجات.
القدرة على الاتصال الفكري الشفهي والجغرافي مثل استخدام التكنولوجيا المعلوماتية.
الصفات الشخصية للتضامن والتعاون والمرونة والإدراك المطلوب.
الوعي التكنولوجي : Technological Awareness
بمعنى أن التكنولوجيا تتضمن المسئولية الإنسانية تجاه القرارات والأحداث وضرورة معرفة:
وجود التكنولوجيا فى المنهج ليست هدفًا فى ذاتها ، بل ليمارسها الطلاب بأنفسهم .
الطرق التى تستخدم ملامح التكنولوجيا ، والتى ظهرت فى العالم الاجتماعي لها أسبابها وتأثيراتها معًا
من المهم أن يفهم الطلاب أساليب العمل المنظم فى عشرة مجالات تصف الأنواع المختلفة من المعرفة والمهارات التكنولوجية ، وهذه هي العشرة نقاط التى تسهم فى تفعيل العمل بالتعليم التكنولوجي:
التركيب : الأجزاء الطبيعية الضرورية من المنتج ، العملية أو النظام المتضمن و الطريقة التى تنظم بها الأجزاء .
المواد الخام : المواد المستخدمة لصنع التركيب .
التصنيع: عملية تكوين المواد الخام أو التراكيب.
الميكانيكية : الأجزاء من التراكيب التى تسمح لها بالعمل .
القوة والطاقة : المصادر التى تمكن من صنع العمل .
التحكم : الوسائل التى بواسطتها تصبح الميكانيكية نشطة .
الأنظمة: دمج الأجزاء لتكوين نظام.
الوظائف : موضوعات المنتجات والعملية التى تجعلها مناسبة للنظام الإنساني
الفنيات: تنمية المنتجات والعمليات.
التقويم : المنتجات التى تمكن الناس من استخدامها .
لماذا مادة دراسية للتكنولوجيا ؟
ترى كوثر كوجك أن المتتبع للاتجاهات الحديثة فى تطوير المناهج يلحظ أنها قد تحولت من التركيز على الإجابة عن سؤال : ماذا نعلم تلميذ اليوم؟ إلى الاهتمام يكيف نعلمه ؟ وكيف نكسبه اتجاهات التفكير العلمي،
واتجاهات التفكير الابداعى فى حل المشكلات ؛ لأن المعلومات تتغير ، فلا جدوى من تخزينها فى عقول التلاميذ ، وأن اكتساب التلاميذ لمهارات التفكير والبحث والاطلاع وتحديد وحل المشكلات ، يكون أبقى أثرًا وأكثر
رسوخًا ، وقد دعي ذلك لبعض النظم التعليمية إلى استحداث مادة دراسية لتحقيق هذه الأهداف والتركيز على تنمية القدرات العقلية ، وتنمية التفكير العلمى والإبداعى فى حل المشكلات ، والتعلم الذاتى ،
ولأن العالم أصبح معتمدًا اعتمادًا تامًا على التكنولوجيا من نواح عديدة رغم أن هذه التكنولوجيا فى الوقت ذاته تحمل خطر تدمير المجتمع والمعضلة هى أن نتجنب تدمير المجتمع مع الحفاظ على منافع الاعتماد على
التكنولوجيا . أضف إلى ذلك أن التطور السريع فى تكنولوجيا المعلومات والاتصال وتطبيقاتها يقدم للعالم تحديات جديدة ، والاتجاه نحو ما يسمى " الطريق السريع للمعلومات " والآثار الاقتصادية والاجتماعية
والتربوية المرتبطة به ، مما دعي مؤتمر السياسات والتكنولوجيات الجديدة المنعقد فى موسكو 1996م إلى التأكيد على متابعة الأهداف التالية :
تحليل الاتجاهات والخبرات الوطنية والإقليمية والدولية فى إدخال واستخدام المعلومات الجديدة وتكنولوجيات الاتصال فى النظم التعليمية .
مراجعة آخر التطورات فى مجال المعلومات وتكنولوجيات الاتصال وفحص تطبيقاتها فى التعليم