َ وهناك أخت كريمة تحضر معنا الدروس في جامع النابلسي ، هكذا سمعت وعلمت أنها كانت معارةً إلى بلد نفطي للتدريس ، واختصاصها رياضيات ، عُيّنت في مدرسة في
أطراف المملكة ، والمديرة أمرتها أن تُدرّس تفسيراً وفقهاً ، فقالت لها معتذرةً : اختصاصي رياضيات ، فكيف تريدينني أن أدخل إلى صف ثالث ثانوي وأدرسهنَّ تفسيراً وفقهاً ؟ وأنا لا أفقه شيئاً من هذه الموضوعات
، قالت لها : إما أن تدخلي وتدرسي هذه المواد أو نلغي عقدك ، فدخلت هذه المدرسة ، وفتحت كتاب التفسير ، وأول آيات التفسير آيات الحجاب ، ولم تكن الفتاة تؤمن بالحجاب فقرأت الآيات و قرأت التفاسير ، فانهمرت
عيناها بالدموع : اعتذرت من الطالبات ، وقالت لهن دعنني هذه الساعة مع نفسي واقرأن ما بدا لكن ، وكانت توبتها حينما أُجبرت أن تقرأ هذه الآيات وأن تُفسِّرها للطالبات ، إذاً حُمقُ هذه المديرة وظفه الله عز
وجل لصالح هذه المُدرِّسة.
( من محاضرة للدكتور : محمد راتب النابلسي)