السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة نرجو من جميع الاعضاء اللتزام بقوانين المنتدى وعدم نشر برنامج او فلم او اغنية او اي شئ له حقوق ملكية كما يمنع نشر السيريالات والكراكات للبرامج ومن يخالف تلك التعليمات سيتم حظر حسابة للابد والسلام عليكم ورحمة الله

ما هو تصوّر العلاقة بين المخلوق و الخالق فى العقيدة الإسلامية .. ؟!!

0 تصويتات
سُئل يناير 3، 2015 في تصنيف مواضيع عامة بواسطة حنان (161,790 نقاط)
تصوّر العلاقة بين المخلوق و الخالق فى العقيدة الإسلامية هو تصوّر متكامل الأركان .. =============================================== الله تبارك و تعالى أصل الوجود فهو الواجد للوجود كلّه من كلّ مكوّناته فخلق الخلق و هو غنىٌ عنهم و هنا يسأل السائل لماذا خلقهم .. ؟!! - خلقهم لأنّه واهب كريم خالق يُعطى و يمنح الأفضال بلا سبب له إنّما بسبب منه بمعنى أنّه يُعطى و يمنح لأنّ السبب هو ذاته و حقيقته الكريمة المانحة لمُجرّد المنح و العطاء و ليس لتحصيل سبب يرجع بالعائد له و لذلك هو فى خلقه للمخلوقات مُبدع لا يخلق شيئًا عبثيًا و لا تابعًا تبعية عمياء فكلّ ما فى الكون من مكوّنات إختار الله سُبحانه و تعالى بمحض إرادته أو أنكره كذلك بمحض إرادته إذ أنّه من صفاته سُبحانه و تعالى الإبداع و التفرّد و الإرادة و الفعل للإرادة فهو السيّد بحقيقة استحقاقه للسيادة و ليس منّة منك أو غيرك و ليس بإدّعاء كاذب منه أو تحايل معاذ الله .. فمن البديهى أن يكون كلّ مخلوق مسئول عن نفسه بحسب إختياراته التى قدّمها لنفسه فالكافر اختار شهوة نفسه على تصديق الحقيقة و المؤمن اختار تصديق الحقيقة على حساب شهوة نفسه و بالتبعية يكون كلّ شيئ فى الكون من جماد و حيوان و جان و شياطين و ملائكة و بشر أحرار مُخيّرون فمنهم من اختار سلب نفسه و تسخيرها كالجماد و منهم من اختار الطاعة عن قصد لا عن تسخير كالملائكة و منهم من اختار الكفر شهوةً فى نفسه كالشياطين و منهم الإنسان (و من وراءه الجان الذى سلك طريق بين طريق الإنسان و طريق الشيطان فكان ينتمى للوسطية المُركّبة هو الآخر مع الفارق بالطبع بين الطبيعتين و مدى أفضلية الإنسان على الجان فى تمثيل هذه الوسطية) أفضل من يستلم التكليف إذ أنّه الوسط المُركّب بين كلّ هؤلاء المُعايش و المُتعايش معهم جميعهم بين وسوسة الشيطان و نفحات الملائكة بإذن الرحمان و تسخير الجماد و إستخدام الحيوان و بالبديهة من الطبيعى أن يكون كلّ مسئول مُخيّر مُتحمّلًا لنتائج إختياره من عواقب الطاعة أو عواقب الكُفر التى هى معلومة لله تبارك و تعالى بدون أن يخلقك أصلًا .. فوجود الإنسان ليس بجديد على الله تبارك و تعالى إنّما هو جديد على نفسه التى تفاجئ بها بعد ولادته فى الدنيا فالله يعلم كلّ شيئ بعلمه الذى ليس له حدود زمنية أو مكانية فهو تبارك و تعالى خارج هذه القيود التى وضعها للبشر كقيود عليهم و ليست قيودًا عليه فالله يعلم ما سيفعله كلّ إنسان و ما ستؤول إليه خاتمة الأمور و لذلك ليس هناك جدوى من تبرير الكُفر أو هدم الإيمان إذ لم يُجبرك عليه أحد و لسوف يُعاقب المُسيئ و يُجازى المُحسن حتّى لو لم تكن قد خُلقت لأنّ التكريم أو العقاب هو لحقيقة نفسك المعلومة مُسبقًا عند الله و التى ستعلمها أنت بإختبار نفسك فى الدنيا فبالتالى ما الحياة الدنيا إلّا تدليل و إثبات لك أو إستدلال و إدانة عليك و من هنا يسقط سؤال السائل لماذا خلقنى و هو سيُعاقبنى .. ؟!! - لأنّه ببساطة حتّى لو لم تُخلق فى هذا الوجود الدنيوى كنت ستُعاقب لسوءك و قُبحك الذى اخترته أنت من وحى إرادتك و العقوبة هنا لازمة لأنّه لا يُمكن السماح بالوجود لمُفسد خارج عن حدود الله المتصف بصفات الكمال إذ لا يرضى الله بالفساد و التضليل و الكذب و الكفر و الظُلم فى ملكوته الواسع و العظيم لأنّ ذلك سينُاقض صفات الكمال إذ أنّ السماح بالجريمة أو بالمُجرمين يُناقض كمال البراءة و العدالة و الرحمة و لهذا الحياة الدنيا يجب أن تنتهى و تعتدل كفّة الميزان بالآخرة ليتحقّ العدل الكامل و ينتهى الظُلم بفرز الظالمين عن المُحسنين ..
تحديث للسؤال برقم 1
فهنا قد يسأل السائل و كيف لا يُدركنى الله و هو من أتى بى .. ؟!! - الجواب على ذلك أنّ الله أتى بك مفطورًا على الخير موصولًا بنوره من فطرة البحث عن الصدق و الحقّ و الجمال و كلّنا هكذا ليس فينا من تكون فطرته البحث عن الظلم و التفنّن فيه أو البحث عن القُبح و الإبداع فيه بل نحن من نُعدّل على فطرتنا و نتحدّى الكون و طبيعته فنُغلق النور عن أنفسنا و نتحوّل لكائنات ظلامية فنحن من قبلنا الشر الذى خلقه الله ليس من أجل إرادة الله الشر أو ليس كما يُقال الشيطان فى مواجهة الله أو الله يتنازع مع الشر بل الله خلق الخير و الشر كذلك فالخير غمر الوجود و الشر خلقه كما خلق الظلام يظهر بتظليل الخير تمامًا كالنور الذى يشعّ بالمكان كلّه و لا يأتى الظلام إلّا بمنع النور و حجبه فليس هناك من يُنازع الله و ليس هناك تخاذل من الله عن إدراكك بل هو تبارك و تعالى أعطاك فطرة سليمة و هداك بعد ذلك برسالات سماوية إعجازية غير قابلة للتكذيب عند البحث الصادق الأمين فضلًا منه و ليست واجبة عليه فأنت لديك نفسك حرّة مُطلقة بها مبادئ و قواعد الخير و الصواب و هذا يكفيك و لكنّه تبارك و تعالى زيادة فى الفضل و المنّة أعطاك رسالات سماوية تُرشدك و تهديك إن كان فيك ذرّة من رغبة الخير و الصواب و ليس العناد و الإستكبار فأنت من تُظلّل النور و تمنعه فتتبع الشرّ .. !!
...