السلام عليكم
اختي العزيزة
ما هي الغزوات التي شارك فيها رسول الله (ص) و لم يحدث فيها قتال ؟
الإجابة للشيخ صالح الكرباسي
الغزوات التي وقعت بين المسلمين و الكفار و شارك فيها رسول الله (ص) و لم يحدث فيها قتال هي حسب تسلسلها الزمني كالتالي :
1 - غزوة قرقرة الكُدْر :
قرقرة الكدر ناحية بين المعدن و المدينة يسكنها قبيلة بني سلم حيث بلغ النبي (ص) أنَّ القبيلة المذكورة تتهيّأ للهجوم على يثرب فخرج ( ص) بنفسه لتأديبهم ، إلاّ أنّهم تفرقوا
2 - غزوة ذي أمّر :
ذي أمّر وادٍ بطريق المدينة ، و قد جرت هذه الغزوة عندما أعدّت قبيلة غطفان هجوماً على المدينة ، فخرج الرسول (ص) لمحاربتهم ، و لكنّهم فرّوا و هربوا .
و من أحداث هذه الغزوة أن أحد الكفار أراد إغتيال النبي ( صلى الله عليه و آله ) و هو مستريح تحت شجرة في وادي ذي أمر إلا أن النبي (ص) تمكّن من السيطرة عليه بفعل معجزة إلهية ، فأسلم الرجل
3 - غزوة حمراء الأسد :
وقعت هذه الغزوة بعد معركة أحد بأيام فهي في الواقع تكملة لمعركة أحد ، حيث أن معركة أحد وقعت في يوم السبت السابع من شهر شوال من السنة الثالثة للهجرة ، و غزوة حمراء الأسد وقعت في يوم الجمعة الثالث عشر
من شهر شوال من السنة الثالثة للهجرة ذاتها .
و سبب هذه الغزوة هو أن الرسول المصطفى (ص) لمَّا عَلِم بنوايا العدو بمعاودة الهجوم على المدينة استغلالا لحالة المسلمين و لما لحق بهم من الأذى و الضرر ، و حسب تقدير العدو فإن المسلمين ليس لديهم
الاستعداد للدفاع عن المدينة ، و إن هو داهمه فسوف يقضي عليهم .
لكن النبي (ص) أفشل خططهم و باغتهم ، حيث أنه (ص) أمر بملاحقة العدو في نفس تلك الليلة ليرهب العدو و يلقنه درساً لا ينساه ، فخرج الرسول
(ص) مع المسلمين إلى " حمراء الأسد " مخلفاً على المدينة ابن أُمّ مكتوم .
و أفلح الرسول (ص) بتخويف العدو و صرفه عن مهاجمة المدينة مرّة أُخرى .
4 - غزوة دومة الجندل الأولى :
دومة الجندل منطقة خضراء كثيرة المياه تقع بين تبوك و المدينة المنورة و تبعد عن الشام 50 فرسخاً ، كما تبعُد عن المدينة 10 أميال .
خرج الرسول (ص) في ألف نفر من المسلمين إلى هذه المنطقة في بعض أيام شهر ربيع الثاني من السنة الخامسة للهجرة ، و ذلك بعد أن تلقى أخباراً عن ظلم أهالي هذه المنطقة للناس و التجار ، و بعد أن عَلِم بعزمهم
على الإغارة على المدينة ، لكن الأهالي تركوا منطقتهم و هربوا منها عندما علموا باقتراب المسلمين منها ، فأقام بها النبي أيّاماً ثمّ عاد إلى المدينة في العشرين من شهر ربيع الثاني دون حدوث قتال .
5 - غزوة تبوك :
هي آخر معركة اشترك فيها الرسول (ص) حيث أنه لم يشارك بعدها في أيّة معركة أو غزوة .
و قصة هذه الغزوة هي أن رسول الله (ص) لمَّا علَم بأن إمبراطور الروم قد أعدّ قوّة عسكرية عظيمة لمهاجمة المسلمين ـ تحسباً لخطرهم المستقبلي على الدولة الرومانية ـ قوامها أربعون ألف فارس معززين بأحدث
الأسلحة و المعدات ، و كان جيش الروم قد تقدم إلى منطقة البلقاء ، لذلك أمر النبي
(ص) عندها المسلمين بالاستعداد لمجابهة جيش الروم ، و رغم أن الظروف لم تكن موافقة لمثل هذه الغزوة حيث أن الحرارة كانت شديدة و كان المسلمون يعانون من الجدب ، و رغم كل ذلك فقد شارك ثلاثون ألف من المسلمين
في هذه الغزوة ، و نظراً لما لقيه الجيش الإسلامي في طريقه من المتاعب سُمِّيَ بجيش العُسرة ، إلا أن هذه الغزوة كان لها درواً كبيراً في تمييز المؤمنين من المنافقين ، و المجاهدين الصادقين من الجبناء
المتقاعسين و كشف عدد من المنافقين .
و في مطلع شهر شعبان من السنة التاسعة من الهجرة وصل الجيش الإسلامي إلى أرض تبوك ، لكن المسلمين لم يجدوا أثراً لجيش الروم و ذلك لأنه كان قد انسحب إلى داخل بلاده مفضلاً عدم مواجهة المسلمين و معلناً
حياده تجاه المسلمين و ما يجري على أرض الإسلام .
6 - غزوة دومة الجندل الثانية :
أرسل رسول الله (ص) لدى رجوعه من غزوة تبوك قوة من المسلمين إلى رجلٌ مسيحي يُسمَّى " أكيدر بن عبد الملك " كان يحكم منطقة دومة الجندل ، فتمكن المسلمون من السيطرة عليه و أحضروه إلى الرسول (ص) ، فأعلن
خضوعه و قبل دفع الجزية و البقاء على دينه ، و كتب عهداً بذلك ، فصالحه الرسول (ص) و أهداه ، ثمّ أوصله إلى بلده بحراسة خاصة .
والله اعلم
http://eljnoub.com/vb/showthread.php?t=17132