للصحابية اسماء بنت ابي بكر الصديق رضي الله عنها,قالتها لابنها عبد الله بن الزبير
وقصة هذه المقولة هي :
يـَــذكر التاريخ أن عبد الله بن الزبير وقف في وجه يزيد بن معاوية حين ورث الحكم عن أبيه , فلما مات يزيد ونــُّحي ابنه وتولى مروان بن الحكم ، استفحل أمـــر(عبد الله بن الزبير) وامــتد سلطانه حتى ضم
الحجاز واليمن والعراق وخراسان ، إلى أن مات مروان بن الحكم ودعا ابنه عبد الملك لنفسه وأجابه أهل الشام فخطب على المنبر وقال (من لابن الزبير منكم) ..؟
فقال الحجاج بن يوسف الثقفي : أنا يا أمير المؤمنين فأسكته ، ثم عاد فأسكته ثم عاد فقال : أنا يا أمير المؤمنين , فإني رأيت في النوم أني انتزعت جبــّته فلبستها , فوافق عبد الملك وعقد لــُه القيادة
.
ولــقد رُوى أن الحجاج حاصر ابن الزبير في الحرم سبعة أشهر تــقريباً وكـان يرميه بالمنجنيق .
فتفرق الناس عنه , فدخل عبدالله على أمه قائلاً : يا أماه قد خذلني الناس حتى ولدي وأهلي ولم يبق معي إلا اليسير ومن ليس عنده أكثر من صبر ساعة والقوم يعطونني ما أردت من الدنيا .. فما رأيك ..؟
(يقصد أن بني أمية يساومونه على أن يترك لهم الأمر ويوفرّون له ما أراد من أمر الدنيا) .
فقالت أمه: يا بني أنت أعلم بنفسك ، إن كنت تعلم أنك على حق وإليه تدعو (فامــــضِ) لــه فقد قتل عليه أصحابك (ولا تمـّكن من رقبتك فيتلاعب برأسك غلمان بني أمية) وإن كنت إنما أردت الدنيا (فبئس العبد أنت)
.. أهلكت نفسك ومن قتل معك ، وإن قلت : كنت على الحق فلما وهن أصحابي ضعفت فهذا ليس فعل الأحرار ولا أهل الدين ، كم خلودك في الدنيا ..؟ القتل أحسن ..!!
لم تبـقِ أسماء لابنها خياراً أو قولاً إلاّ بسطته ووزنته وهي في ذلك الوقت في سنتها المئة ولم يسقط لها سن ولم ينكر لها عقل .
فقال عبد الله يا أماه : أخاف إن قتلني أهل الشام أن يمّثلوا بي ويصلبوني !.
عندها قالت قولتها المشهورة : يا بني (لا يضر الشاة سلخها بعد ذبحها) .. فامضِ على بصيرتك واستعن بالله .
فقال لها : هذا رأيي الذي قمت به داعياً إلى يومي هذا ، ما ركنت إلى الدنيا وما أحببت الحياة فيها وما دعاني إلى الخروج على القوم إلا (الغضب لله أن تستحل حرماته) ولكني أحببت أن أعلم رأيك فقد زدتني بصيرة
فانظري يا أماه فإني مقتول في يومي هذا فلا يشتدن حزنك وأنشد يقول :