السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة نرجو من جميع الاعضاء اللتزام بقوانين المنتدى وعدم نشر برنامج او فلم او اغنية او اي شئ له حقوق ملكية كما يمنع نشر السيريالات والكراكات للبرامج ومن يخالف تلك التعليمات سيتم حظر حسابة للابد والسلام عليكم ورحمة الله

هل الملحد فاز بسعادة الدنيا والمؤمن فاز بالاوهام ؟

0 تصويتات
سُئل يونيو 21، 2015 في تصنيف مواضيع عامة بواسطة فادي (162,910 نقاط)
هل الملحد فاز بسعادة الدنيا والمؤمن فاز بالاوهام ؟ الكلام على لسان ملحد ......... -مهما اختلفنا ومهما طال بنا الجدل فلا شك أننا خرجنا من معركتنا معكم منتصرين فقد فزنا بسعادة الدنيا وخرجتم أنتم ببضعة أوهام فى رؤوسكم .. وماذا يجدي الكلام وقد خرجنا من الدنيا بنصيب الأسد .. فلنا السهرة والسكرة والنساء الباهرات والنعيم الباذخ واللذات التى لا يعكرها خوف الحرام .. ولكم الصيام والصلاة والتسابيح وخوف الحساب .. من الذى ربح ؟ ......... رد  د / مصطفى محمود & الحوار مع الملحد -هذا لو كان ما ربحتموه هو السعادة .. ولكن لو فكرنا معًا فى هدوء لما وجدنا هذه الصورة التى وصفتها عن السهرة والسكرة والنساء الباهرات والنعيم الباذخ واللذات التى لا يعكرها خوف الحرام .. لما وجدنا هذه الصورة إلا الشقاء بعينه. -الشقاء .. وكيف ؟ -لأنها فى حقيقتها عبودية لغرائز لا تشبع حتى تجوع، وإذا أتخمتها أصابها الضجر والملال وأصابك أنت البلادة والخمول .. هل تصلح أحضان امرأة لتكون مستقر سعادة، والقلوب تتقلب والهوى لا يستقر على حال والغواني يغرهن الثناء .. وما قرأنا فى قصص العشاق إلا التعاسة فإذا تزوجوا كانت التعاسة أكبر وخيبة الأمل أكبر لأن كلا من الطرفين سوف يفتقد فى الآخر الكمال المعبود الذى كان يتخيله .. وبعد قضاء الوطر وفتور الشهوة يرى كل واحد عيوب الآخر بعدسة مكبرة .. وهل الثراء الفاحش إلا عبودية إذ يضع الغنى نفسه فى خدمة أمواله وفى خدمة تكثيرها وتجميعها وحراستها فيصبح عبدها بعد أن كانت خادمته .. وهل السلطة والجاه إلا مزلق إلى الغرور والكبر والطغيان .. وهل راكب السلطان إلا كراكب الأسد يوما هو راكبه ويوما هو مأكوله .. وهل الخمر والسكر والمخدرات والقمار والعربدة والجنس بعيدًا عن العيون وبعيدًا عن خوف الحرام سعادة .. وهل هى إلا أنواع من الهروب من العقل والضمير وعطش الروح ومسئولية الإنسان بالإغراق فى ضرام الشهوة وسعار الرغبات .. وهل هو ارتقاء أم هبوط إلى حياة القرود وتسافد البهائم وتناكح السوائم .. صدق القرآن إذ يقول عن الكفار .. أنهم : (( يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكلُونَ كَمَا تَأْكلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ )) محمد – 12. فهو لم ينكر أنهم يتمتعون ولكن كما تتمتع الأنعام  وكما ترعى السوائم .. وهل هذه سعادة  وهل حياة الشهوة تلك إلا سلسلة من الشبق والتوترات والجوع الأكل والتخمة الخانقة لا تمت إلى السعادة الحقة بسبب .. وهل تكون السعادة الحقة إلا حالة من السلام والسكينة النفسية والتحرر الروحي من كافة العبوديات .. وهل هى فى تعريفها النهائى إلا حالة صلح بين الإنسان ونفسه وبين الإنسان والآخرين وبين الإنسان والله .. وهذه المصالحة والسلام والأمن النفسى لا تتحقق إلا بالعمل .. بأن يضع الإنسان قوته وماله وصحته فى خدمة الآخرين وبأن يحيا حياة الخير والبر نية وعملاً وأن تتصل العلاقة بينه وبين الله صلاةً وخشوعًا فيزيده الله سكينة ومددًا ونورا .. وهل هذه السعادة إلا الدين بعينه .. ألم يقل الصوفى لابس الخرقة .. نحن فى لذة لو عرفها الملوك لقاتلونا عليها بالسيوف .. والذين عرفوا تلك اللذة .. لذة الصلة بالله والصلح مع النفس .. يعلمون أن كلام الصوفى على حق. -ألم تكن مثلنا من سنوات تسكر كما نسكر وتلهو كما نلهو وتسعد هذه السعادة الحيوانية التى نسعدها وتكتب الكفر بعينه فى كتابك الله والإنسان فتسبق به إلحاد الملاحدة فماذا غيرك من النقيض إلى النقيض ؟ -سبحانه يغير ولا يتغير. -أعلم أنك تقول أن كل شىء بفضل الله ..ولكن ماذا كان دورك .. وماذا كان سعيك ؟ -نظرت حولى فرأيت أن الموت ثم التراب نكتة وعبثًا وهزلا ورأيت العالم حولى كله محكمًا دقيقًا منضبطًا لا مكان فيه للهزل ولا للعبث .. ولو كانت حياتى عبثا كما تصور العابثون ونهايتها لا شىء .. فلماذا أبكى ولماذا أندم ولما أتحرق وألتهب شوقًا على الحق والعدل وأفتدى هذه القيم بالدم والحياة. رأيت النجوم تجرى فى أفلاكها بقانون .. ورأيت الحشرات الاجتماعية تتكلم والنباتات ترى وتسمع وتحس .. ورأيت الحيوانات لها أخلاق .. ورأيت المخ البشرى عجيبة العجائب يتألف من عشرة آلاف مليون خط عصبى تعمل كلها فى وقت واحد فى كمال معجز .. ولو حدث بها عطل هنا أوهناك لجاء فى أثره الشلل والعمى والخرس والتخليط والهذيان وهى أمور لا تحدث إلا استثناء .. فما الذى يحفظ لهذه الآلة الهائلة سلامتها ومن الذى زودها بكل تلك الكمالات. ورأيت الجمال فى ورقة الشجر وفى ريشة الطاووس وجناح الفراش وسمعت الموسيقى فى صدح البلابل وسقسقة
تحديث للسؤال برقم 1
العصافير وحيثما وجهت عينى رأيت رسم رسام وتصميم مصمم وإبداع يد مبدعة. ورأيت الطبيعة بناءً محكمًا متكاملا تستحيل فيها الصدفة والعشوائية .. بل كل شىء يكاد يصرخ .. دبرنى مدبر .. وخلقنى مبدع قدير. وقرأت القرآن فكان له فى سمعى رنين وإيقاع ليس فى مألوف اللغة وكان له فى عقلى انبهار .. فهو يأتى بالكلمة الأخيرة فى كل ما يتعرض له من أمور السياسة والأخلاق والتشريع والكون والحياة والنفس والمجتمع رغم تقادم العهد على نزوله أكثر من ألف وثلاثمائة سنة .. وهو يوافق كل ما يستجد من علوم رغم أنه أتى على يد رجل بدوى أميَّ لا يقرأ ولا يكتب فى أمة متخلفة بعيدة عن نور الحضارات .. وقرأت سيرة هذا الرجل وما صنع .. فقلت .. بل هو نبى .. ولا يمكن أن يكون إلا نبى .. ولا يمكن لهذا الكون البديع إلا أن يكون صنع الله القدير الذى وصفه القرآن .. ووصف أفعاله. قال صاحبى  بعد أن أصغى باهتمام إلى كل ما قلت .. وراح يتلمس الثغرة الأخيرة: -فماذا يكون الحال لو أخطأت حساباتك وانتهيت بعد عمر طويل إلى موت وتراب ليس بعده شىء ؟ -لن أكون قد خسرت شيئًا فقد عشت حياتى كأعرض وأسعد وأحفل ما تكون الحياة .. ولكنكم أنتم سوف تخسرون كثيرًا لو أصابت حساباتى وصدقت توقعاتى .. وإنها لصادقة سوف تكون مفاجئة هائلة يا صاحبى. ونظرت فى عمق عينيه وأنا أتكلم فرأيت لأول مرة بحيرة من الرعب تنداح فى كل عين ورأيت أجفانه تطرف وتختلج. كانت لحظة عابرة من الرعب .. ما لبث أن استعاد بعدها توازنه .. ولكنها كانت لحظة كافية لأدرك أنه بكل غروره وعناده ومكابرته واقف على جرف من الشك والخواء والفراغ وممسك بلا شىء. قال لى بنبرة حاول أن يشحنها باليقين: -سوف ترى أن التراب هو كل ما ينتظرك وينتظرنا. -هل أنت متأكد. وللمرة الثانية انداحت فى عينيه تلك البحيرة من الرعب. قال وهو يضغط على الحروف وكأنما يخشى أن تخونه نبراته: -نعم. . . قلت: -كذبت .. فهذا أمر لا يمكن أن نتأكد منه أبدًا. وحينما كنت أعود وحدى تلك الليلة بعد حوارنا الطويل كنت أعلم أنى قد نكأت فى نفسه جرحًا .. وحفرت تحت فلسفته المتهاوية حفرة سوف تتسع على الأيام ولن يستطيع منطقه المتهافت أن يردمها. قلت فى نفسى وأنا أدعو له .. لعل هذا الرعب ينجيه .. فمن سد على نفسه كل منافذ الحق بعناده لا يبقى له إلا الرعب منفذًا. وآنت أعلم أنى لا أملك هدايته .. ألم يقل الله لنبيه.. ((إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء )) القصص- . 56 ولكنى كنت أتمنى له الهداية وأدعو له بها فليس أسوأ من الكفر ذنبًا ولا مصيرا. ..... تعالى الله عما يصفون تم بحمد الله
...