بعض المفسرين لسورة الاسراء قالوا ان بنى اسرائيل وقع عليهم العقاب من الله بسبب الافسادان وانتهى .. ((وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ
لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا ))صدق الله العظيم (4) الاسراء .
اي حصل لهم الافسادان ,(واحد) زمن البابلي نبوخذنصر و( الثاني) في زمن الرسول الكريم عند فتحه خيبر ودليل المفسرين كلمة(( قضينا)) أي حكمنا بصيغة الماضي الذي حصل و انتهى ,,و لم
يبقى الا وعد الاخرة (( جئنا بكم لفيفا )) .. و هذا التفسير حسب ما ارى ضعيفا .. حيث ان الافساد ارتبط بشرط العلو الكبير (( لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا
كَبِيرًا )).والقضاء هو ما حكمة الله عليهم من القدم اي وضح لهم ما ذا سيحصل لهم وليس المطلوب ان يكون تحقق مسبقا فربما القضاء يبقى مخبأ لوقته المناسب . حيث زمن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يكن لبنى
اسرائيل علوا ورفعة , بل كان العلو و الرفعة لقريش و قبائل الجزيرة .. و العلو يزداد و لا ينقص ,, فايام الافساد الاول زمن البابليين, كان لبنى اسرائيل علوا كبيرا مملكتا (( يهوذا والسامرة)) و
مملكة ((اسرائيل)) التي عمرتا 70 عاما و في التاريخ لم يثبت بانهم وصلوا لدرجة هذا العلو الكبير الا في تلك الفترة ..إذن معنى الكلام العلو يزيد و لا ينقص ... و لم يتكرر لهم علوا (كبيرا) مرة أخرى
على مر التاريخ الا بعد قيام دولتهم في الوقت المعاصر ((اسرائيل )) و لاينكر احد ما لهم من مكانة و تحكم في العالم (( وهذا هو العلو الكبير الثاني )) الذي ذكرة الله في كتابة العزيز..
ناتي للاية التي بعدها و تقول ((إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ
أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا)) صدق الله العظيم (7).
هنا تخيير الله لبني اسرائيل بانهم سيجنون ما زرعته ايديهم ,, ناتي الى كلمة ((وعد الاخرة)) فربما يفسرها البعض في هذه الاية بانها يوم القيامة او يوم الاخرة , و في هذا استعجال بعض الشي ,, تفسير الاية
يرتبط بعلوين كبيرين و افسادين , و قد حصل الاول باجماع كل العلماء و لكن اختلفوا في الافساد الثاني .,, و انا ارجح ان الرأي الثاني هو الاصح رغم ان بعض المفسرين المعاصرين يتجنب الخوض في هذا
الامر لا ادري ما السبب لذلك ؟؟ و يعتمدوا على تفسيرات علماء السلف و الذين لم يعاصروا وقتنا و لم يشهدوا ظهور دوله اسرائيل ..اعود للب الموضوع /جائت كلمة ((وعد الاخرة)) بمعنى الوعد الثاني و
الاخير , حيث لن يتكرر لهم العلو مرة اخرى . ووعد الاخرة هنا ارتبط ببداية السورة و بقصة العلو و الافساد و الدليل على ذلك ما ورد في الاية التالية ..((عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ
عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا )) 8 .وهذا يتناقض مع الحديث الشريف (((لا تقوم الساعة حتى يقاتل المؤمنون اليهود فيقول الحجر و الشجر يا عبد الله ورائي يهودي تعال فاقتله)).. اذن
كلمة ((وعد الاخرة)) في هذه الاية ارتبطت بالوعد الثاني للافساد و ليس معناها يوم القيامة و هناك تاكيد اخر ساذكرة لاحقا ... و هذا يناقض ما يعتقدة البعض من المسلمين بان نهاية اسرائيل ستكون في نهاية
الزمان و عند نزول سيدنا عسيى او ظهور المهدي المنتظر , وفي هذا نوع من الاتكال والتراخي .. المتتبع لسير الايات و ترتيبها يجد افساد بنى اسرائيل لن يترك بدون عقاب من الله و لكن الله لن يسقط عليهم حجارة
من سجيل او يخسف بهم الارض , و لكن سيعاقبهم بما قدمت ايديهم و ببشر مثلهم وهذا ما جرى لهم زمن السبي البابلي وهو ما اسماهم الله بكتابة ((عباد لنا )) ليس شرط ان يكون البابليون مؤمنون
لكنهم في الاخر عباد لله و ايضا فرعون وقارون كلهم عباد لله فكل البشر هم عباد الله ..ولكن تاتي المفاجأة في الوعد الثاني // يتبع
تحديث للسؤال برقم 1
سيسبق عقاب الله الثاني عليهم شئ أخر يصيبهم هو (( لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ )) اي ستسود وجوههم ويسنظر لهم البشر بنظرة استهجان وازدراء و سيلومهم كل العالم على
افعالهم قبل نزول عقابهم الثاني على ايدى المؤمنين لذلك الله لم يذكر كلمة عباد لنا مرة اخري , لأن المعرف لا يعرف , و بيان معرفتهم في نفس الاية بانهم المسلمون (و ليدخلوا المسجد ) فهم اول من
فتح المسجد الاقصى و دخلوه اول مره و ارجاعه لدار الايمان و تخليصة من الكفر زمن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهم اي المسلمون هم من اتخذوه مسجدا من دون البشر و لا ننسى بان الصليبيون
حولوه اصطبلات لخيلهم , اسم المسجد هي الصفة المتداولة فقط عند المسلمين ...بسم الله الرحمن الرحين ((إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ
وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا))..صدق الله العظيم ..و ذلك سيكون انتهاء علوهم
الكبير و دولتهم المسخ ..على يد المسلمين . ثم سيتشتتوا مرة اخري في الارض و لن تقوم لهم قائمة , الى ان ياتي و عد الاخرة الذي هو يوم القيامة بجمعهم مرة اخرى في فلسطين و لكن وعدالاخرة مختلف هذه المرة
فليس له ارتباط بالعلو و الافساد و العقاب , و هذا موجود يفي اخر السورة ((وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا
)))الاية 104... اذن نهاية اسرائيل حتمية قرانية و تاريخية.
