السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة نرجو من جميع الاعضاء اللتزام بقوانين المنتدى وعدم نشر برنامج او فلم او اغنية او اي شئ له حقوق ملكية كما يمنع نشر السيريالات والكراكات للبرامج ومن يخالف تلك التعليمات سيتم حظر حسابة للابد والسلام عليكم ورحمة الله

كيف يُعقل كون الإسلام مرنًا مُتجدّدًا دون فقده لثوابته و قواعده و أسسه .. ؟!!

0 تصويتات
سُئل نوفمبر 9، 2014 في تصنيف مواضيع عامة بواسطة شذى (156,800 نقاط)
الإسلام دين ربّانى واسع يتّسع لجميع أحوال البشر .. ============================== وضع الله تبارك و تعالى للبشر عمومًا و للمُسلمين خصوصًا موازين و أسس و قواعد عقلية تقيهم شرّ الفساد من الإفراط أو التفريط فكانت تجلّيات عظمة هذه الموازين الربّانية ظاهرة بوضوح تام فى مدى تناسق و تنظيم رسالة الإسلام العظيمة بالموازنة بين التجديد الدينى لإستقبال كلّ جديد بلا إشكال و بين الثبات على الأسس دون ضياع أو إهدار القيم و المقاصد و المعانى الدينية الأصيلة .. فكانت البداية بتأكيد كون لفظ القرءان محفوظ يقينًا و مثله السُنّة معه فالله تبارك و تعالى قال ((إنّا نحن نزّلنا الذكر و إنّا له لحافظون)) و أثبت فى كتابه المحفوظ لزوم وجود السنّة مع القرءان فى قوله تعالى ((ما ءاتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا)) و هذا موافق لقوله صلّى الله عليه و سلّم ((أوتيت القرءان و مثله معه)) فبذلك ثبت لنا بفضل الله حفظ القرءان لفظًا بالتواتر و كذلك حفظ السنّة الشريفة بالتواتر و غلّب الظنّ فى فروع الفقه و الأحكام بأحاديث الآحاد التى تُفيد غلبة الظنّ و لزوم تقديمها عند الإستشهاد و الإحتكام للشرع .. فبعد حفظ النصّ بالسند الصحيح أكمل الله لنا صحّة الفهم الدينى الصحيح بحفظ قواعد و أسس و أصول الإسلام من خلال حفظ الله تبارك و تعالى لها بالإجماع مصداقًا لقوله تعالى ((و اعتصموا بحبل الله جميعًا و لا تفرّقوا)) و قوله أيضًا ((و من يُشاقق الرسول من بعد ماتبيّن له الهدى و يتّبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولّى و نصله جهنم و ساءت مصيرًا)) و قول رسوله الكريم ((لا تجتمع أمّتى على ضلالة)) فكان الإجماع تصريحًا من الله تبارك و تعالى بصحّة ثبوت الحُكم و الفهم بما لا يجوز الخروج عليه بعد تمام ثبوت صحّة شروط و أركان الإجماع و على ضوء ذلك أجمع الصحابة رضوان الله عليهم أصدق و أعلم الناس بالشرع و التابعون رضوان الله عليهم فى دربهم و من وراءهم على إثبات فهم موحّد فى تفسير الآيات الحاكمات أو الأحاديث الأمّهات و إثبات حُكم موحّد للمسائل الرئيسات و الأصوليات الحاكمات التى يسير عليها فهم الدين كلّه بفروعه و مسائله مُحكمه و مُتشابهه فأصبح القرءان بالكامل و السنّة (بمتواترها و ءاحادها) كلاهما محفوظًا نصًا و فهمًا فلم يعد هناك مجال للتشكيك بأسس و مبادئ الدين أو العبث و التلاعب فى مقاصده و مبانيه و أحكامه ممّا يضمن بقاء حقيقة الدين دون تحريف أو تلاعب كما تجلّى ذلك فى ثبوت الإجماع على كون القرءان 114 سورة و على ثبوت الإجماع على كون القرءان كلام الله و على كون الإجماع بوجوب تنزيه الله عن كلّ نقيصة و على كون الإجماع بأنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم هو سيّد المُرسلين و خاتم النبيين فلا نبى بعده و على كون الإجماع بأنّ الطهارة تلزم لصحّة الصلاة و على كون الإجماع بوجوب إلتزام الترتيب فى أداء الصلاة و على كون الإجماع بتحريم جماع الرجل زوجته أثناء وقت صيام شهر رمضان و ما غير ذلك من مواطن الإجماع التى حفظت أصول و أسس و قواعد و أحكام الدين من التلاعب و التحريف فى تفسير و تأويل و فهم الدين بالهوى أو الجهل أو العقل السقيم المُنفلت .. و لم يغفل الشارع تبارك و تعالى حاجة البشر للتجديد فى فهم الدين بما يحتاجونه حسب إختلاف الزمان و المكان و الظرف فأكمل لنا الدين و أتمّه علينا إذ ترك لنا الكثير من الآيات و الأحاديث الشريفة بلا تفسير موحّد مفتوحًا بها أبواب الإجتهاد و الفهم و التأويل و التفسير المُتجدّد دومًا حسب معارف العقول التى عجزت فى الماضى عن فهم كامل مقاصد و معانى النصّ الشريف و لا تزال عاجزة إلى أن يشاء الله و على ذلك يكون من المسموح لنا بل و من الواجب علينا أن نُعمل مبادئ التجديد و المواكبة للمُستجدّات و فى ضوء ذلك أعطانا الشرع الشريف مبدء إستعمال القياس العقلى لنُجارى النوازل و المُستجدّات العقلية و الطبيعية و الشرعية فنلحق الحُكم القديم على الشيئ الجديد حسب العلّة الرابطة بين الشيئين و صفتهما كما فى إلحاق حُكم شرب المُخدّرات على شُرب الخمر ..
...