ومن الاستدلالات الشيعية على نظرية وجود المهدي الغائب الادعاء بوجود السفراء الأربعة الذين يقال: إن المهدي وكّلهم تباعًا ليكونوا صلة الوصل بينه وبين
الشيعة, ومهمة هؤلاء السفراء كانت تتلخص بجمع الأموال والإجابة على الأسئلة الفقهية. وإذا ما تمعن الباحث في قصة "إمام الزمان أو المهدي الغائب" الشيعية, وأسطورة المسيح اليهودي الموعود, سوف يتبن له بوضوح
أن فكرة إمام الزمان الشيعية ليست سوى نسخة أخرى من أسطورة المسيح اليهودي المنتظر. ويتبين ذلك التماثل من خلال النقاط التالية:
1- تقول الرواية اليهودية: إن المسيح المزعوم بعد أن يظهر يقوم بتجميع يهود العالم في القدس. وتقول الرواية الشيعة: حين يظهر إمام الزمان يقوم بجمع الشيعة في مسجد الكوفة.
2- تزعم الرواية اليهودية, عند ظهور المسيح يخرج الموتى من قبورهم ويلتحقوا بجيشه. وهكذا الأمر بالنسبة لإمام الزمان الشيعة, فعند ظهوره يقوم بإحياء موتى الشيعة ليلتحقوا بجيشه.
3- يقوم مسيح اليهود المزعوم بإخراج جثث المذنبين من قبورهم ليشهد اليهود تعذيبهم. وهكذا يعمل إمام زمان الشيعة؛ فهو يقوم بإخراج جثث صحابة النبي (أبي بكر وعمر) من قبورهم ويبدأ بتعذيبهم ويحرق مسجد النبوي.
(بحار المجلسي 52/386 ودلائل الإمامة: محمد بن جرير بن رستم الطبري ص242, والرجعة: الإحسائي ص186-187).
4- المسيح المزعوم يقوم بمحاكمة جميع الذين اضطهدوا اليهود وظلموهم. وهذا ما يفعله إمام زمان الشيعة؛ فهو أيضًا يحاكم ويقتص من جميع الذين اضطهدوا الشيعة.
5- مسيح اليهود المزعوم عند ظهوره يقتل ثلثي العالم, ومهدي الشيعة المزعوم يقوم بقتل ثلثي العالم أيضًا.
6- عند خروج المسيح المزعوم تتغير أجسام اليهود وتطول أعمارهم. (التلمود وتاريخه: ظفر الإسلام خان ص60). وعند ظهور القائم (المهدي) تتغير أجسام الأمامية وتصبح قوة الواحد منهم تعادل قوة أربعين رجلاً (روضة
الكافي، الكلينى 8/241, وبحار المجلسي 52/317).
7- حين ظهور المسيح اليهودي تنتشر الخيرات والنعماء في الأرض, ويسيل من الجبال لبن وعسل, ويخرج الحرير من الأرض! وعندما يظهر المهدي يجري في مدينة الكوفة نهر من لبن يشرب منه شيعته.
ومن الدلائل الأخرى التي تثبت ترابط هاتين القصتين "اليهودية والشيعية" ببعضهما هي كثرة الروايات الواردة في كتب الشيعة التي تأكد أنها ترجمة حرفية للنسخة اليهودية, ومنها على سبيل المثال:
1- حين يخرج المهدي يناجي الله باللغة العبرية وليس العربية!
2- يفتح المدن بالتابوت اليهودي وبيده عصى موسى, ويقوم بتوزيع المن والسلوى.
3- يحكم بين الناس بحكم آل داود, وليس بحكم القرآن! (الكافي ص156) ولم تنس الروايات الشيعية أن تساوي بين أرقام عدد الذين يقتلون على يد المسيح اليهودي المزعوم وعدد من يقتلون على يد مهدي الشيعة
المنتظر.