بسم الله الودود الرحيم الرحمن الرحيم الغفور الرحيم الحي القيوم الرحيم
عندما تضيق بك جميع المسالك وتعتقد أن الطرق كلها مغلقه بل هي محكمة الإغلاق والأضواء أطفئت أنوارها والظلام الحالك حل مكان الضياء الساطع
عندما تحس بمرارة الغربة ومرارة البعد عن الأهل والذوي
عندما تحس بأنك عاجز عن فعل أي شيئ
وتحس بأن الكل استغنى عنك وتخلى عنك وأنك لوحدك تمشي بلا اهتداء بلا دليل بلا معنى وبلا هدف
عندما تحيط بك الدوائر من كل النواحي وتعلم أنه لا منجى لك وأنه لا منقذ لك وأنه لا مغر لك وأنه لا خلاص لك وأنه لا عزوة لك وأنه آخر المطاف
عندما تحاول وتحاول وتحاول ولكن بدون جدوى
عندما تيئس ويصيبك الملل ويصيبك اليأس ويبدأ الشيطان بث سمومه من أفكار القنوط الى رأسك
عندما تفقد الأمل بل وحتى بصيص الأمل
عندما تحس بمدى صغرك وحقارتك ومدى ضعفك البشري اللامنتهي من البداية إلى النهاية
عندما تنظر بأم عينيك إلى كل الأشياء التي لا تستطيع أن تنالها أو حتى تفكر الإقتراب منها
عندما تشم كل أنواع الروائح من الروائع التي لا تحلم حتى في الحلم بها
عندما تتفكك كل خلاياك لتعبر عن مدى قساوة الحياة الدنيا وإن كانت بزينتها
عندها تعلم أنه لا حول ولا قوة لك إلا بالله العلي العظيم
فتسجد شكراً لله وحمداً أنك مسلم مؤمن موقن
عندها يتبدد اليئس بالأمل
عندها يحل الضياء مكان الظلام
عندها تشعر بالطمأنيية التي لا تباع ولا تشترى
عندها تحس وتشعر وتشم وتنعم بنعمة الرضا
وتتذوق أحلى طعم في هذه الدنيا القذره وإن كانت بزينتها
تتذوق وتتمتع بطعم حلاوة الإيمان
وتعلم علم اليقين أن الله على كل شيئ قدير
وأن الأمر بيد الله يقول للشيئ كن فيكون
فيتقطع حبل الشيطان وبثه لوساوسه وتهدأ روحك وتأنس بحسبي الله ونعم الوكيل
وتيقن أنه لا مفر منه إلا إليه
فتقول اللهم إني أسألك رضاك والجنه وما قرب إليها من قول أو عمل
وأعوذ بك من سخطك والنار وما قرب إليها من قول أو عمل