السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة نرجو من جميع الاعضاء اللتزام بقوانين المنتدى وعدم نشر برنامج او فلم او اغنية او اي شئ له حقوق ملكية كما يمنع نشر السيريالات والكراكات للبرامج ومن يخالف تلك التعليمات سيتم حظر حسابة للابد والسلام عليكم ورحمة الله

ما هو تصوّر الله فى العقيدة الإسلامية .. ؟!!

0 تصويتات
سُئل أغسطس 27، 2014 في تصنيف مواضيع عامة بواسطة ذات السمرة (151,370 نقاط)
تصوّر الله فى العقيدة الإسلامية هو تصوّر للكمال المُطلق .. ================================= صنّف علماء الأشاعرة و الماتريدية (أهل السنّة و الجماعة) التصانيف فى ذكر ما هو واجب لله و ما هو منفى عنه و ما هو جائز له و بالطبع أمثال هذه الكتب اليوم صعبة على المُتلقّى البسيط لذا وصف الله حسب العقيدة الإسلامية سينقسم لقسمين قسم نصّى من المنقول و قسم عقلى من المعقول المُنضبط بالنصّ طبعًا و سبب التقسيم هنا هو الزيادة فى التبسيط و الرغبة فى الإفهام بأسلوب التنويع و فى النهاية كلاهما واحد فى المعنى و المضمون .. القسم الأوّل القسم العقلى .. ================= الله تبارك و تعالى هو الكائن الأوّل فى الوجود فهو الوجود ذاته على الحقيقة و البقية عوارض توصف بالوجود مجازًا (بمعنى تكون معدومة لا وجود لها ثمّ توجد من العدم إلى أن يشاء الله أن تبقى أو تنعدم) فكان الله بلا بداية و لا أول و ليس له مكان أو نقطة أو أبعاد فهو سُبحانه خارج إطار الزمان و المكان و ذلك الأمر يصعب تصوّره على عقل الإنسان إذ كيف يوصف بالوجود شيئ بلا مكان و بلا زمان .. ؟!! - للتسهيل على القارئ فلنعتبر أنّ هناك عروسة بالزمبلك أصبح لديها عقل و لديها بيئة من العرائس التى تسير بالزمبلك فأصبح كلّ إدراكها و كلّ عقلها أنّه لا يُمكن أن يسير أحد بغير زمبلك فاستحال عليها أن تتصوّر كائن يسير بلا زمبلك إذ كيف سيفعلها و كيف سيسير خارج حدود الزمبلك .. ؟!! بالتالى عجز عقل الإنسان عن تصوّر كيفية وجود الله أمر بدهى و طبيعى لأنّ الإنسان مجبول على خبراته و معارفه المادية التى ألفها فلا يُمكن تصوّر كائن يستطيع الوجود خارج إطار قوانين عقله التى تحكمه لذلك وضع الله بنا العقل و أثبت لنا من خلال المنطق البسيط حتمية الوجود من خلال الأثر للواجد أو الموجود بمعنى رؤيتك للنهار تجبرك على إثبات وجود الشمس حتّى بدون رؤيتها فكذلك وجود المخلوقات يُجبرك على إثبات وجود الخالق و من هنا يقف العقل على ضرورة وجود خالق أوّل خلق المخلوق العارض الذى ينعدم و يوجد من العدم و يبقى إلى أن يشاء الله أو ينعدم أو لنقل بصيغة أبسط المخلوق الذى يطرء على التغيير بالهدم و البناء .. فبثبوت وجود الله يثبت لدينا تفرّد الله عن كلّ شيئ عقلناه أو ألفناه حولنا فهذا الإلاه عظيم أعظم من عقولنا مُغاير لطبائعنا و علومنا و معارفنا فبالتبعية علمه ليس كعلمنا و حياته ليست كحياتنا و صفاته ليست كصفاتنا لإختلاف طبائعنا عن الله فصفة الحياة عندما يوصف بها الله هى صفة حقيقية له بكلّ ما تعنى الكلمة لكن عندما نوصف بها نحن فهى صفة تعبير عن القدرة على الحياة إلّا أنّها تختلف تمام الإختلاف عن صفة الحياة التى يتصف بها الله نظرًا للإختلاف التام بيننا نحن و بين الله الذى عجزنا عن تصوّره أو تخيّله فكلّ ما يسرى علينا من عوارض و مُتغيّرات هى مُستحيلة عليه سُبحانه تعالى لذلك الله تبارك و تعالى يقدر و يسمع و يرى و يعلم كلّ شيئ قبل أن يحدث بلا بداية و لا نهاية و لا أوّل و لا ءاخر لأنّه لا يسرى عليه الزمن و لا المكان بل الزمن و المكان يسريان علينا نحن فقط و بالتبعية لا يصحّ أبدًا أن نصف الله بصفات المخلوقات فكلّ صفة لمخلوق هى على الله مُستحيلة فالله لا يوصف بالمكان كفوق و تحت و لا يوصف بالزمان كقبل و بعد و لا يوصف بالأدوات كعين و لسان و لا يوصف بالكيفيات كذاهب و طالع و نازل و لا يوصف بالأعضاء و جوارح الجسم كيد و ساق و دماغ و لا يوصف بالحاجات و الشعوريات كيجوع و يعطش و يغضب و يثور و لا يوصف بالعدد و النسب و المقادير و المعاير كواحد و اثنان و كلّ و جزء و أكبر و أصغر و ما شابه ذلك من وصف له إلّا إذا كان الوصف على سبيل التصوير التقريبى للسامع و الباحث عن الله للتعرّف عليه و الإدراك لحقيقته بأكبر قدر ممكن مع التنزيه التام عن كلّ نقص أو جارحة أو حد أو غاية أو عضو أو جهة أو ركن أو أداة إذ لو كان الله تبارك و تعالى يوصف بتلك الصفات مثلنا لفقد صفات الكمال و اعتراه النقصان بالحاجة و الإحتياج للمكان و الزمان و خلافه ممّا سبق تبيانه ..
تحديث للسؤال برقم 1
القسم الثانى القسم النقلى .. ================= يقول الله تبارك و تعالى ((لا تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار و هو اللطيف الخبير قد جاءكم بصائر من ربّكم فمن أبصر فلنفسه و من عمى فعليها و ما أنا عليكم بحفيظ)) فهذه الآية تُنبّه و بشدّة على كلّ عقل راجح أن يعى هنا بكلّ بداهة أنّ الله تبارك و تعالى مُغاير لكلّ ما عهدناه من أشياء حولنا رءيناها أو تخيّلناها أو حتّى توهّمناها فالعقل يُحيلك لحتمية تنزيه الله تبارك و تعالى عن كلّ تصوّر تشبيهى أو تمثيلى و ذلك بالطبع يتوافق مع قوله تعالى ((ليس كمثله شيئ)) فالكاف كاف التشبيه و المثل للمثلية و كلاهما منفى عن الله إذ أخبرك بحتمية العجز عن إدراكه بكلّ سُبل البصر الحقيقى أو التصوّر الوهمى و الخيالى فهو القائل عن نفسه ((قُل هو الله أحد الله الصمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوًا أحد)) فليس لنا فى معرفة صفاته إلّا ما أخبرنا به عن نفسه و بذلك تقرّرت عقيدة المُسلمين بأنّ الله تبارك و تعالى كما جاء على لسان الإمام الطحاوى الحنفى ((تعالى الله عن الحدود و الغايات و الأركان و الأعضاء و الأدوات لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات)) .. !! فمن استشكل عليه شيئًا من ألفاظ الظاهر فى الكتاب و السنّة التى قد تبدو فى ظاهرها إنقاصًا أو تجسيمًا لله بتلبيس الشيطان أمامه ليس أمامه سوى اللجوء لإختيار أمر من بين أمرين أو إختيارهما معًا فكلاهما صواب .. 1- إثبات اللفظ كما هو دون تحريف و إمراره كما جاء بدون التفكير فيه مفوّضًا معناه لله مع تنزيه الله عن كلّ نقص أو شبه أو مثلية لشيئ من صفات المخلوقين من حدود و غايات و أعضاء و خلافه ممّا سبق تبيانه .. !! 2- إثبات اللفظ كما هو دون تحريف مع تأويل معناه حسب كلّ نصّ على حدة بحسب مقصد المُتكلّم فلا يُقال اليدّ تعنى كذا أو الساق تعنى كذا على إطلاقها بل تؤوّل الكلمة حسب كلّ نصّ على حدة حسب المقصود منها مع تنزيه الله عن كلّ نقص أو شبه أو مثلية لشيئ من صفات المخلوقين من حدود و غايات و أعضاء و خلافه ممّا سبق تبيانه .. !!
...