وهذه البشرية هي التي يعمل ناس منها على حرمانها من منهج الله الهادي .
وهم الذين يسمون التطلع إلى هذا المنهج "رجعية ! "
ويحسبونه مجرد حنين إلى فترة ذاهبة من فترات التاريخ . .
وهم بجهالتهم هذه أو بسوء نيتهم يحرمون البشرية التطلع إلى المنهج الوحيد الذي يمكن أن يقود خطاها إلى السلام والطمأنينة , كما يقود خطاها إلى النمو والرقي . .
ونحن الذين نؤمن بهذا المنهج نعرف إلى ماذا ندعو .
إننا نرى واقع البشرية النكد
ونشم رائحة المستنقع الآسن الذي تتمرغ فيه .
ونرى . نرى هنالك على الأفق الصاعد راية النجاة تلوح للمكدودين في هجير الصحراء المحرق
والمرتقى الوضيء النظيف يلوح للغارقين في المستنقع
ونرى أن قيادة البشرية إن لم ترد إلى هذا المنهج فهي في طريقها إلى الارتكاس الشائن لكل تاريخ الإنسان
ولكل معنى من معاني الإنسان !
وأولى الخطوات في الطريق أن يتميز هذا المنهج يتفرد
ولا يتلقى أصحابه التوجيه من الجاهلية الطامة من حولهم . .
كيما يظل المنهج نظيفا سليما .
إلى أن يأذن الله بقيادته للبشرية مرة أخرى .
والله أرحم بعباده أن يدعهم لأعداء البشر
الداعين إلى الجاهلية من هنا ومن هناك ! . .
وهذا ما أراد الله سبحانه أن يلقنه للجماعة المسلمة الأولى في كتابه الكريم
وما حرص رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] أن يعلمها إياه في تعليمه القويم .
تحديث للسؤال برقم 1
... سيد قطب ...