سبل التخلص من النفايات :
إن عملية جمع النفايات المنـزلية أو الطبية أو الخطرة تتم من قبل الجهات المعنية سواءً البلديات أو الجهات المنتجة لهذه النفايات ولا تشكل عملية الجمع أية صعوبة بالنسبة لهذه الجهات وإنما تكمن المشكلة في
التخلص من هذه النفايات بطريقة مأمونة وسليمة .
وفيما يلي شرح لأهم الطرق المستخدمة في التخلص من النفايات :
1 - الطمر الصحي :
أثبتت الدراسات أن عملية الطمر الصحي للنفايات هي أفضل وسائل التخلص النهائي من النفايات إذ أن السلبيات التي تؤثر على البيئة نتيجة استخدام هذه الطريقة هي أقل بكثير من سلبيات الوسائل الأخرى . ويمكن إيجاز
هذه العملية فيما يلي :
يجب أن يتم اختيار موقع الطمر الصحي بعناية فائقة مع مراعاة ما يلي :
- أن يكون الموقع منسجماً مع استخدامات الأرض الحالية والمستقبلية في المنطقة .
- أن يكون الوصول إليه سهلاً في جميع فصول السنة .
- أن تتوفر به التربة الكافية لتغطية النفايات .
- أن لا يتسبب في تلوث أي مصدر للمياه .
- أن لا يضر بأي موارد طبيعية هامة .
- أن يكون مقبولاً من السكان المجاورين .
- أن يكون ذو مساحة كافية لاستيعاب كميات النفايات المنتجة من المنطقة التي يخدمها لفترة طويلة .
- أن يكون ذو جدول اقتصادية .
طريقة الدفـن :
تعتبر المعلومات المتعلقة بتخطيط منطقة الدفن هي الجزء المكمل للأسس التي يبنى عليها تصميم المرمى وتشمل اختيار طريقة الدفن التي سيتم العمل بها ومواصفاتها وتحديد أبعاد الموقع الذي سيستخدم لدفن النفايات
والسمات الرئيسية لعمليات تشغيل المرمى .
إن العامل الرئيسي الذي يحدد كيفية وضع مخطط الموقع هو أسلوب الدفن الذي تحدده الخصائص الجيولوجية للموقع ، وهناك أسلوبان للدفن الصحي :
الأول : حفر موقع الدفن إذا كان قابلاً للحفر وتكويم التراب لاستخدامه لتغطية النفايات ، ويكون الموقع قابلاً للحفر إذا كان منسوب المياه الجوفية ذو بعد كافٍ من سطح الأرض وأن الطبقة الأولى من أرض الموقع
غير صخرية ويفضل أن تكون ذات تربة متماسكة مثل الطفل أو التربة الطينية .
الثاني : هو الدفن على سطح الأرض ، إذا كان الموقع غير قابل للحفر بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية به أو صعوبة حفره ، وهذا يتطلب جلب أتربة التغطية من موقع آخر .
2 - التخلص من النفايات بواسطة الكبس في بالات ثم طمرها :
يؤدي كبس النفايات في بالات إلى تقليل حجمها وتختلف كثافة وحجم البالة حسب ماكينة الكبس المستخدمة ، وتتراوح كثافة البالات من 600 إلى 1200كيلوجرام/للمتر المكعب ، ومتوسط حجم البالة حوالي 1.51متر مكعب
.
ومزايا هذه الطريقة بالمقارنة مع أسلوب الطمر التقليدي هي :
- تقليل مساحة موقع الطمر .
- سهولة المناولة والنقل .
- سهولة الدفن مع ضمان استقرار النفايات .
- تحتاج إلى كمية أقل من الأتربة للتغطية .
- تقلل فرص تكاثر الحشرات والقوارض وحدوث الحرائق .
3 - التخلص من النفايات بواسطة الحرق :
الأفران ذات الحرارة العالية (المحارق الآلية) : ويمكن استغلال الطاقة الناتجة عن الحرق في توفير طاقة حرارية أو في توليد الكهرباء وأيضاً يمكن حرق النفايات في محارق آلية دون الاستفادة من الطاقة .
وحرق النفايات في محارق عموماً يقلل حجم النفايات بما يعادل 90 - 95 % من حجمها الأصلي ، ولا بد من الاعتماد على الدفن في التخلص من ناتج الحرق (الرماد والمخلفات غير القابلة للحرق) ويجب عمل الاحتياطات
اللازمة لتنقية الغازات الناتجة من الحرق في المحارق الآلية قبل تصريفها في الجو لمنع تلوث البيئة وتستخدم المرسبات الالكتروستاتيكية لترسيب الغبار كما تعالج الغازات بمحلول الجير لمعادلة الأحماض التي توجد
في هذه الغازات .
4 - تحويل النفايات إلى محسنات تربة :
تتم هذه العملية في مصانع خاصة حيث يتم فرز النفايات ومعالجتها وتحويلها إلى محسنات تربة (سماد عضوي) ويعتمد إنتاج السماد العضوي من النفايات على تحلل المواد العضوية الموجودة بها بواسطة البكتيريا
والفطريات والخمائر الهوائية ، وبما أن النفايات تحتوي عادة على مواد عضوية قد تقلها نسبتها إلى 40% فإنه يمكن التخلص والاستفادة من نسبة عالية من النفايات باستخدام هذه الطريقة مما يقلل من حجم النفايات
المطلوب التخلص منها بالدفن الصحي وبالتالي يقلل من مساحة الأرض المطلوبة للدفن الصحي وفي نفس الوقت يحقق هدفاً اقتصادياً .
5 - تدوير النفايات والحصول على المواد الخام منها :
أ - خردة الحديد : تنشأ مصانع لتقطيع وكبس السيارات والأدوات والأجهزة المعدنية بغرض إعادة استخدامها كمادة خام .
ب - فرز بعض مكونات النفايات مثل كسر الزجاج والورق والكرتون والنفايات الخشبية وخلافه وإعادة تصنيعها ويتم فرز هذه المكونات إما عن طريق الفصل في المصدر وذلك بوضع حاويات خاصة بمكون النفايات المطلوب في
الأماكن التي يكثر فيها إنتاجه، أو عن طريق فصل المواد مركزياً وهذه الطريقة تتطلب أجهزة خاصة .
6 - تحويل النفايات إلى غازات وسوائل ومواد صلبة بالتحلل الحراري :
يمكن تحويل المادة العضوية الموجودة في النفايات إلى غازات وسوائل بواسطة التقطير الاتلافي حسب المعادلة التالية :
المادة العضوية + حرارة + ضغط = غازات + سوائل + مواد صلبة
والغازات التي يتم الحصول عليها هي أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكربون والهيدروجين وبخار الماء ، والسوائل هي زيوت لها كثافة عالية ، أما المواد الصلبة فتشبه الفحم .
تأثير النفايات على صحة الإنسان والبيئة :
لقد أصبح من المعروف والمؤكد علمياً دون أي شك أن النفايات المنـزلية تحتوي على الجراثيم الممرضة من مختلف الأنواع ، وقد قامت التحاليل والفحوص العديدة المتنوعة على الفعالية الحيوية للجراثيم الممرضة في
النفايات ، ومنها فحوص الباحث (Hilgermann) التي أثبتت أن فعالية ونشاط بكتريا التيفوئيد تبقى في النفايات لمدة تزيد عن 40 يومياً ، وأن بكتريا الباراتيفوئيد _ B (الحمى نظيرة التيفية ب) وبكتريا
الديزنتيريا وكذلك الجمرة الخبيثة (الحمى الفحمية الراشحة) تبقى فعالة لمدة تزيد عن 80 يوماً .
والبرهان على أن الذباب يمكن أن يلتقط بكتريا التيفوس من الجوار المحيط بمرضى التيفوس ويحملها معه قد تم إثباته علمياً من الباحثَين (Klein , Bertorella) ، فقد توصلا إلى برهان وجود الجراثيم الممرضة في
الذباب ، وفي بيان علمي حديث للباحث (Sehmidt) بخصوص نقل السالمونيلا (الجرثوم المهيج لمرض التيفوئيد عند الإنسان والحيوان معاً) عن طريق الحيوانات يؤكد ما يلي : أن فعالية ذباب النفايات المنـزلية في تنشيط
السالمونيلا لمدة أطول قد أصبح معروفاً بشكلٍ كافٍ ، والباحثَين (Preuss , Gross) أثبتا عام 1950/1951م أن مكروب التيفوس ( Typhus Keime) قد تواجد على السطح الخارجي للذباب حتى مدة 10 أيام وذلك بعد عملية
التلويث بالنفايات .
ويمكن للسالمونيلا أن تعيش في فضلات الأمعاء وروث الحيوانات لمدة تصل إلى 20 يوماً Buczowokiالباحثون Miles , Wilson , Rosemau وكذلك Buczowoki يشيرون إلى أن الإجراءات الصحية غير الكافية لمعالجة موضوع
النفايات كالتخزين المتراكم يهيء للذباب الفرصة المناسبة لأن يلغب دوراً هاماً في نقل وتوسيع نشر مرض التيفوئيد وخصوصاً في المناطق الحارة (الاستوائية وما شابهها) ، ولكن يبقى هناك أمر مشكوك فيه فيما إذا
كان الذباب هو المسؤول الوحيد عن نشر المرض المذكور .
الباحث (Kister) استطاع أن يثبت بأن الذباب يمكن أن يلتقط بكتريا التيفوس من نفايات المطابخ ، وحسب رأيه : (( تشكل النفايات المنـزلية والمطبخية وكذلك نفايات التنظيف المجمعة عن المناطق السكنية والمناطق
الزراعية والتي تربى فيها الحيوانات الأهلية أخطاراً مؤكدة على الصحة البيئية الإنسانية والحيوانية سواءً أكان ذلك عن طريق النقل المباشر للجراثيم الممرضة (ملامسة والعبث بالنفايات) أو بنقلها عن طريق
الحيوانات .