عن حليب الام
حقائق جديدة تثبت صدق كلام الله وكذب كلام الملحد
الملحد يحاول جاهدا أن يتجاهل نور الله الذي يبهر عينيه
قكعادتهم دائماً يتابع الملحدون انتقادهم لأي شيء يصادفهم في كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، ويسوقون الحجج الواهية على أن القرآن يناقض العلم والحقائق العلمية. وإن الذي يتعمق في شخصية
"الملحدين" يرى بأنهم يحاولون أن يخطِّئوا أي بحث في الإعجاز العلمي ويستخدمون الوسيلة ذاتها وهي إما أن ينكروا الحقيقة العلمية، أو ينكروا التفسير العلمي للآية أو الحديث.
وعندما فتشوا في كتاب الله وجدوا أن القرآن يحرِّم الزواج من الإخوة في الرضاعة، أي أن الأم التي ترضع ولداً غير أبنائها، يصبح كبقية أبنائها أخاً لهم. ووجدوا وسيلة للتشكيك في كتاب الله، فقالوا إن محمداً
صلى الله عليه وسلم حرَّم أخوة الرضاعة لأنه رضع من غير أمه، وأنه لا فرق بين من يرضع من أمه أو من غيرها، وأن هذه الآية تناقض العلم!
وقد ظهرت مؤخراً بعض الأبحاث الطبية التي تؤكد أن حليب الأم يؤثر على الجهاز المناعي للطفل، فهو يحوي مضادات حيوية تقي الطفل شر الأمراض وبخاصة أمراض الجهاز الهضمي، ولكن هذه الأبحاث لم تكن كافية للملحدين
ليقتنعوا أن حليب الأم له خصوصية، وأنه يختلف عن الحليب العادي. وقالوا إن هذه المضادات الحيوية غير كافية لتجعل من هذا الطفل أخاً في الرضاعة.
الحقيقة يا أحبتي أن هؤلاء يحاولون التشكيك بهدف التشكيك، ويجادلون بهدف المجادلة فقط، ولذلك لا يمكن الوصول معهم إلى نتيجة، ولكن لا يعني ذلك ألا نناقشهم ونقيم عليهم الحجة، لأن بعض إخوتنا من المسلمين
وبخاصة الذين لا يمتلكون قاعدة علمية وإيمانية قوية يتأثرون بكلامهم، لذلك أنصح كل أخ مؤمن أن يطلع على الإعجاز العلمي جيداً ثم يطلع على انتقادات الملحدين لها، وسيرى ويحكم بنفسه أنها انتقادات ضعيفة جداً
وغير مقنعة.
لقد اجتهد بعض علمائنا في إثبات الإعجاز العلمي لهذه الرضاعة، ولكن الملحدين سخروا من هذا الأمر، وطلبوا الدليل العلمي والمرجع واسم العالم "الغربي" واسم الجامعة التي تم فيها هذا البحث، وهذه عادتهم كما
أسلفنا. ولكن وكما نعلم فإن أي اكتشاف يبدأ بشكل نظرية ثم يصبح حقيقة مع الزمن، والبحث الجديد الذي قدمه الدكتور Mark Cregan عالم البيولوجيا الجزيئية من جامعة غرب أستراليا، هو اكتشاف يعرض لأول مرة كما
يقول (فبراير 2008)، وقد أثبت من خلاله أن حليب الأم يؤثر على الطفل الذي رضع منها بشكل مذهل لم يكن معروفاً من قبل، لنقرأ.
يؤكد الأطباء حتى هذه اللحظة أنهم يجهلون التركيب الدقيق لحليب الأم. ولكن الدكتور سيرغان يقول في بحثه:
إننا وللمرة الأولى ندرك أن حليب الأم يحوي خلايا جذعية (جنينية)، وهذه الخلايا معقدة لدرجة كبيرة لا نزال نجهلها. وهي تؤثر على الطفل الذي يرضع حليب أمه بشكل كبير.
إن الخلايا الجذعية الموجودة في حليب الأم تشبه بل تطابق تماماً خلايا الجنين الذي تحمله في بطنها! أي أن الطفل الذي يرضع من ثدي امرأة غير أمه يكتسب خصائص تشبه خصائص إخوته.
بل إن الدكتور Mark Cregan يقول وبالحرف الواحد:
إن الخلايا الجنينية الموجودة في حليب الأم تحوي برنامجاً يؤثر على من يتناول هذا الحليب، وتساهم في بناء الأنسجة في جسده، بل وتؤثر على سلوك هذا الطفل في المستقبل ويستمر تأثيرها إلى ما بعد مرحلة
البلوغ!
صورة للخلايا الجذعية في حليب الأم وهي الخلايا الصغيرة باللون الأحمر والأزرق، أما الخلايا ذات اللون الأخضر فهي خلايا الأم الموجودة في حليبها، وهذه الصورة تثبت أن حليب الأم يحوي نفس خلايا أبنائها، أي
أن الطفل الذي يرضع من امرأة يكتسب صفات أمه وإخوته في الرضاعة!
ولكي لا يشكك ملحد مستكبر بهذه الحقائق يمكن الرجوع لهذا البحث وعنوانه (Breast milk contains stem cells,) وهو موجود على الرابط:
http://www.sciencealert.com.au/news/20081102-16879.htmlويؤكد البحث الجديد
بشدة أن لبن الأم لا يشبه أبداً أي لبن على وجه الأرض، بل هناك اختلاف كبير بين الحليب العادي وحليب الأم، ولكن شركات تصنيع الحليب المجفف صورت إنتاجها على أنه يضاهي حليب الأم وهذا الكلام غير صحيح، وهذا
القول للدكتور سيرغان.ويحاول الدكتور سيرغان استغلال هذه الخلايا في علاج الأمراض المستعصية، مثل السكري وغيره، ويؤكد بثقة تامة أن حليب الأم ليس مجرد غذاء، بل يؤثر على الطفل الذي يتناوله، لأنه يستهلك
كمية من خلايا مرضعته لتصبح مثل أمه!! ويقول إن اكتشافه هذا سيكون بداية لسلسلة من المفاجآت!
طبعاً الخلايا الجنينية أو الجذعية تتميز بأنها قادرة (بأمر الله) على التطور إلى أنواع مختلفة من الخلايا مثل خلايا الجلد وخلايا الأنسجة وغير ذلك، وبالتالي فإن الطفل الذي يرضع من امرأة، فإن خلايا هذه
المرأة تدخل إلى جسده وتتطور إلى أنواع أخرى من الخلايا، أي أنه يكتسب صفات من أمه، لأنه يحمل في جسده خلايا منها تماماً مثل أبنائها والذين سيصبحون مثل إخوته!
ولا ننسى أن حليب الأم يحوي خلايا مناعية وهذه تدخل إلى جوف الطفل وتساهم في بناء نظامه المناعي، وإعادة برمجة هذا النظام، ويؤكد الباحثون أن هناك خلايا أكثر تعقيداً لا تزال مجهولة في حليب الأم ويمكن أن
يكون لها أثر كبير على الطفل! ويؤكد هذا العالم بقوة أن حليب الأم يختلف عن الحليب البقري أو المجفف، بل لا يوجد أي تشابه بينهما، وأن حليب البقر أو المجفف هو مجرد غذاء، وأن حليب الأم أكثر من ذلك يكثير،
حيث يحوي أعقد أنواع الخلايا، والتي لا توجد في أي حليب آخر! وفي هذا رد على من يسخر من تعاليم القرآن والسنة، ويقول إذا شربنا حليب بقرة فهل تصبح أماً لنا؟! بالطبع لا لأن حليب البقر لا يحوي الخلايا التي
اكتشفها العلماء والتي تؤثر على مناعة الجسم وعلى نظام تطور الطفل وعلى بناء أنسجته!
ولو كان الأمر كذلك إذاً لماذا يحذر العلماء من ترك الإرضاع الطبيعي، ونجدهم في كل مؤتمراتهم يؤكدون على أهمية التغذية بحليب الأم (أو أي امرأة المهم أن يكون حليباً بشرياً)؟ فحليب البقر لا يحوي هذه
الخلايا وهذه الأجسام المناعية، ولا يحوي مضادات حيوية، ولا يحوي خلايا جنينية، ولو احتوى على ذلك لكان له نفس أثر حليب الأم. ولكن حليب البقر يؤثر على البقر نفسه فيزيد المناعة، وليس على البشر!ونقول سبحان
الله! هذه اعترافات صريحة وواضحة من أحد علماء الغرب، أن حليب الأم ليس مجرد غذاء، بل هو أكثر من ذلك، إنه إعادة بناء لخلايا الطفل بما يتفق مع خلايا المرأة التي أرضعته، وسؤالنا: أليس هذا ما أشار إليه
القرآن قبل أربعة عشر قرناً؟
وجه الإعجاز
- إن هذا الاكتشاف يؤكد أن الطفل يكتسب خصائص المرأة التي أرضعته وأبناءها، لأن الخلايا ذاتها (خلايا المرأة المرضعة وأبنائها) تدفقت إلى جسده وأحدثت تغييراً جذرياً. ولذلك قال: (وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ
الرَّضَاعَةِ) [النساء: 23].
- إن اكتساب خصائص جديدة للطفل لا يعني أنه يغير خصائصه الأصلية، فجسده يحوي خلايا أمه الحقيقية، ويحوي خلايا من المرأة التي أرضعته، ولذلك كانت هذه المرضعة بمثابة أم له، ولذلك قال تعالى (وَأُمَّهَاتُكُمُ
اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ) [النساء: 23]. وهذا سبق علمي للقرآن حيث سمَّى المرضعة بالأم لأنها بالفعل تعطي رضيعها نفس الخلايا التي قدمتها لأبنائها، ونفس الخلايا التي في جسدها.
- يؤكد البحث الجديد أن تأثير حليب الأم يستمر إلى ما بعد البلوغ، وقد يستمر حتى نهاية حياة الإنسان. وبالتالي فإن التغيير الذي حدث في بنية هذا الطفل أو الطفلة يستمر إلى ما بعد زواجه ويورثه لأبنائه،
ولذلك يحرم مثلاً الزواج ببنت الأخت من الرضاعة. ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يحرم من الرضاع ما يحرم من النسَب) [متفق عليه]. صدقت يا حبيبنا يا رسول الله!
والآن ربما ندرك الحكمة العلمية ولماذا اعتبر القرآن أن المرأة التي ترضع طفلاً تصبح أماً له في الرضاعة، وأبناؤها يصبحون إخوة له في الرضاعة، فالقرآن حريص على سلامتنا وصحتنا وسعادتنا. فكما نعلم زواج
الإخوة يؤدي إلى احتمال كبير أن يأتي الجنين مشوهاً، ولذلك حرم الله تعالى زواج الإخوة في الرضاعة، لحمايتنا من أي مشكلة أو خطر أو مرض.
ولكن الملحد طبعاً سيطلب الدليل على ذلك أيضاً، وسيقول: أثبتوا لنا أن زواج الإخوة من الرضاعة له أضرار، ونقول سوف تكشف الأبحاث إن شاء الله صدق كلام الله تعالى عاجلاً أم آجلاً، ولن تكون هناك حجة لملحد
على مؤمن، كيف ذلك والله تعالى هو القائل: (وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا) [النساء: 141]