فلذات أكبادنا في خطر"
نلتقي وإياكم في هذه المحاضرة من أجل فلذات أكبادنا الذين يتعرضون لحرب شرسة
فما هي طبيعة هذه الهجمة ؟؟ هجمة الكفر بثقافته على أبناء وبنات المسلمين من خلال البرامج التي تنفذها
المؤسسات الغربية الكافرة ؟ وما هي أبرز الوسائل والأساليب التي تستعمل في هذه الحرب ؟؟؟
وما الذي يترتب على تنشئة أبنائنا على أيدي هذه المؤسسات ؟؟؟؟؟وما هو الموقف الذي يجب أن يتخذه الآباء وأولياء الأمور تجاه هذه الهجمة ؟؟؟؟ .
وما هو موقف الإسلام من تسليم أبنائنا لهذه المؤسسات والدور الذي عينه الشرع على الآباء تجاه أبنائهم
وكيف نجعل من أبنائنا قلوبا تنبض بالإسلام ودماءا تسري في عروق الأمة بدلا من أن يصبحوا ذوي ثقافة مشوهة تفصلهم عن الأمة.
وما هو الحل الجذري لهذه المعضلة ؟؟؟
أيها الحضور الكريم :-
إن الأمة الإسلامية تعيش فترة عصيبة... لعلها غير مسبوقة في تاريخها الطويل...فحرب الكفار الشرقيين والغربيين على الإسلام والمسلمين...حرب شرسة ضروس لا تهدأ... وتأخذ أشكالا ووجوهاً وأساليب مختلفة
ومتعددة... غاية في الحقد والمكر والخبث والدهاء... يجمعها أمر واحد... وهو القيام بكل ما من شأنه...أن يبعد المسلمين عن الإسلام.....والإسلام عن التطبيق في واقع الحياة... واتباع نظمهم وثقافتهم وطريقة
عيشهم... فالكيد عظيم... والحرب شديدة... والمؤآمرة ضخمة... والوسائل عديدة ومتنوعة...
وإن دول الكفر تعمل على هدم الإسلام في نفوس أبنائنا وتحويلهم إلى العلمانية الكافرة ولفصل دينهم عن حياتهم ؛ ولا يعني هذا بالضرورة أن يكفروا بالله- تعالى- أي ينكروا وجود الله وهو أحد أصناف الكفر, بل
يعني أن يفصلوا الدين عن حياة أبناء المسلمين – وإن صاموا وصلوا – فلا يحكمونه في كل ما يواجههم في حياتهم ولا يجعلونه مقياسا يقيسون به كل فكر , بل يحكمون مفاهيم الديمقراطية الغربية والحريات الغربية
ويجعلونها حكما على شرع الله 0
وأبناؤنا فلذات أكبادنا هم جزء هام يعقد الكافرعليه الآمال في حرفهم عن دينهم وتمييع شخصياتهم وعلى ضرب المفاهيم الأساسية وعلى ضرب مرتكزات تصور الإسلام وفهمه وتطبيقه بحيث لو نجح – لا سمح الله – أن يحمل
أبناؤكم ما أراد لهم الكافر المستعمر ولانتهى الأمر بهم إلى الكفر وهم يظنون أنفسهم مسلمين خاصة أنه يعمل في تخريب عقول أبنائنا في ستة أمور إن نجح فيها ضمن خراب بقية الإسلام وهي :-
طمس صحة العقيدة ،
وتغيير الإنتماء والهوية باستبدال رابطة العقيدة ،
والدعوة إلى الديمقراطية كنظام بديل عن الإسلام ،
والعمل على هدم النظام الاجتماعي واستبدال نظام علماني به ،
وترسيخ مقياس النفعية ،
والدعوة إلى الحريات العلمانية 0
أيها الحضور الكريم: -
إن من أخطر أشكال ووجوه وأساليب هذه الحرب الشرسة على الإسلام والمسلمين...ما يقوم به أعداء الإسلام....اليهود والنصارى وحلفاؤهم.... من حرب خبيثة ماكرة... لا تقل خطرا وشدة عن الحرب العسكرية... بل هي أخطر
وأشد فتكا منها... تتمثل في وجود أعداد كبيرة من المؤسسات الأجنبية... التي تعمل في بلاد الإسلام وبين المسلمين... والتي تتبع في إدارتها وعملها لدول الكفر... بشكل مباشر أو غير مباشر... وينفق عليها
الأموال الطائلة...
تعمل على إدخال أفكار الكفر كالديموقراطية والقومية والوطنية ...والترويج للإختلاط والرذيلة .عبر المخيمات الصيفية المختلطة مثلا ..وتدعو لتحرير المرأة وأضرار الزواج المبكر – على حد زعمهم -... وأضرار كثرة
الإنجاب.. ونشر الحريات... وإزالة الحواجز بين الجنسين.... وحقوق الطفل والإنسان....ولا ننسى أنها تعمل على إحباط وإجهاض كل عمل يفيد وينهض الأمة الإسلامية... حتى تبقى الأمة الإسلامية وبلاد المسلمين تبعا
للكفار.
قال تعالى ) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَاللّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ (98) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ مَنْ آمَنَ
تَبْغُونَهَا عِوَجاً وَأَنتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (99)(آل عمران (
لقد اتخذ هؤلاء الكفار خطة استراتيجية خبيثة جدا بأن يتخذوا لهدفهم رسولا منا ( بمعنى أن يقطع الشجرة أحد أعضائها ) 0
وتحت ستار المساعدات للطلاب هاجم الكافر عقول أبنائنا وبناتنا من خلال البرامج التي تنفذها المؤسسات الغربية الكافرة عبر أعمال ومشلريع تنفذ في المدارس. فهم يريدون تربية أبناءنا على ثقافتهم الغربية
القائمة على فصل الدين عن الحياة 0
أيها الحضور الكريم :-
هنا لا بد أن نقف ونسأل أنفسنا هل هذا التمويل الأجنبي للثقافة دعم محايد أم أجندة سياسية؟
وما الذي يترتب على تنشئة ابنائنا على أيدي هذه المؤسسات؟
لا يترتب عى هذا الأمر إلا إفساد دينهم وفكرهم وميولهم.
ترسلونهم لتصلحوا أمر دينهم ودنياهم فإذا بهم يتعلمون من خلال هذه الؤسسات الحرية الشخصية وحرية التدين وحرية التملك وحرية الرأي وأن هذه الحريات خاصة الشخصية هي حريات مقدسة خالية فيجب الحرص عليها ويجب
انتزاعها والأهل الذين لا يعطون هذه الحريات لأبنائهم وبناتهم متسلطون غير ديمقراطيين ينتمون الى "النمط التقليدي القديم" وأن المجتمعات الحديثة اليوم تقوم على الحريات ويتعلمون أن من هذه الحريات المقدسة
حرية الفرد في تغيير دينه أي في الارتداد عن الإسلام.
ويتعلمون أن الديموقراطية هي الدين الجديد للبشرية وأنها هي النمط الحديث وأن غيرها هو نمط قديم تقليدي يجب نبذه وأنها البلسم الشافي لكل الأدواء وهي التي تعزز الشعور بالمسؤولية وهي التي تقوي الإنتماء وهي
التي تحل المشاكل ويتعلمون أن التشريع للبشر وأنه لم يعد مقبولاً فرض رأي الأغلبية السياسية أو الدينية (يقصدون المسلمين لأنهم هم الأغلبية) على الاقلية في المجتمع.
ويتعلمون أن الزواج المبكر هو الانتهاك رقم واحد لحقوق الانسان ويتعلمون أن الأسرة السعيدة هي الأسرة الديموقراطية وأن القرارات في الأسرة يجب أن تكون بالأغلبية ويتعلمون أن العلاج السحري لانتهاكات حقوق
المرأة هو الاختلاط. ويتعلمون أنه يجب القضاء على أي مفهوم نمطي لدور الرجل والمرأة ويتعلمون أن المرأة والرجل متساويان تماماً عند عقد الزواج وأثناءه وعند انحلاله، وأن أي قيد أو تمييز قائم على الجنس مهما
كان فإنه يجب القضاء عليه أي يتعلمون أن كل الأحكام الشرعية الخاصة بالمرأة يجب هدمها والقضاء عليها ويتعلمون أن من حق المسلمة الزواج من كافر.
لا بد أن ندرك أن هذا هو التدمير بعينه , تدمير هذه الأجيال وجعلهم ينفصلون عن الأمة وعن قضاياها فضلا عن شعورهم بأفضلية الغرب وثقافته على الأمة وإسلامها
وهنا نتساءل ما هو موقف الآباء الحالي أمام هذه الهجمة ؟؟؟؟ , ولعل بعضهم يقول متذرعا أننا نحن بحاجة إلى هذه المشاريع وما هي إلا مساعدات ؟؟؟؟؟ ولا نأخذها إلا تحت ضغط الحاجة 0
أيها الإخوة
إن الإسلام يأمرنا بالحفاظ على أبنائنا وحمايتهم من كل شر , وأي شر بعد الشر
إن الإسلام يحتم عليكم عدم تسليم أبنائكم لهذه المؤسسات ويحدد دوركم الذي عينه عليكم تجاه أبنائكم 0
إنكم مسئولون عن أبنائكم؛ قال صلى الله عليه وسلم : (كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته )، وقد رأيتم الكفر الصراح الذي يراد لأبنائكم وقد وقع بعضه إن لم يكن جله تحت بصركم ، خاصة وأن المفاهيم العلمانية تبدأ
معهم في سن مبكرة 0
وهذه المفاهيم الدخيلة على ديننا تترك الأثر في الإنسان حتى إذا اشتد عوده وكبر صار من العسير نزعها منه 0
وختاما أيها الإخوة لا بد لا لنا أن نبني وأن نصنع شخصيات إسلامية تفكر على أساس الإسلام وأن نجعل من أبنائنا قلوبا تنبض بالإسلام ودماءا تسري في عروق الأمة بدل أن يصبحوا ذوي ثقافة مشوهة تفصلهم عن
الأمة.
إنكم قد عرفتم فالزموا ، ولا تسكتوا على هذه الحال ولا تقصروا ، وليكن نبراسكم قوله تعالى : ﴿يا ايها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما
أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ﴾. فهل تفعلون ؟!!
إن هذا الحل الذي نضعه بين ايديكم حل جزئي متعلق بضرر ومنكر يقع فلا بد من إزالته ، وهو ضرر يتعلق بالدين وبالأمانة التي أُنيطت بكل منكم في ابنائه .
ان الحل الجذري لهذه المشكلة وغيرها من مشاكل المسلمين لمشكلة التعليم وتثقيف ابنائكم بثقافة الاسلام وتعليمهم على اساس العقيدة الاسلامية لن يتم الا باقامة دولة الاسلام لأنها هي التي تقوم على اساس
العقيدة الاسلامية في كل شيء ، في قوانينها وادارتها وأجهزتها ومحاسبتها وكل ما يتعلق بها ، بل ان مشاكلكم جميعها الناجمة عن غياب تطبيق الاسلام لن تجد الحل الجذري لها الا بالحل الجذري لكل قضايا المسلمين
: استئناف الحياة الاسلامية باقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة قريبا باذنه تعالى ﴿ويومئذٍ بفرح المؤمنون ، بنصر الله﴾ فإلى العمل معنا لاستئناف الحياة الاسلامية باقامة دولة الخلافة
ندعوكم ، فبذلك تنالون عز الدنيا ونعيم الآخرة باذن الله .
{يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله ولرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أنّ الله يحول بين المرء وقلبه وإليه تُحشرون} الأنفال 24