ماذا لو عاد صلاح الدين
ناديته قم لنا نحتاجك الآن ففي غيابك فاض النهر أحزانا
ربوعنا أجدبت واصفر برعمنا وفي ربانا تنامى الشوك ألوانا
وأقفر الروض وارتاعت بلابله أنى نظرنا نرى بوما وغربانا
مرارة الذل ملت من بلادتنا وهل يحس بطعم الذل من هانا
عاف الحياء وجوه لا تفارقنا هي العقاب على شتى خطايانا
أثواب عزتنا في الوحل نغسلها يزداد من عجزنا المخذول خذلانا
ناديته قم لنا نحتاجك الآن نحتاج خالدا والقعقاع فرسانا
فقال: هب انني لبيت صائحكم وجئت اقطع تاريخا وأزمانا
وقمت من مرقدي حتى أعاونكم لكي نعيد من الأمجاد ما كانا
هل تقبلون مجيئي في بلادكموا وهل أعود كما قد كنت سلطانا
أجهز الجند بدءا من عقيدتهم واشحذ العزم إخلاصا وأيمانا
أثير في الناس طاقات معطلة وانصب العدل بين الناس ميزانا
حب الشهادة في الأعماق اغرسه ليصبح الفرد في الميدان بركانا
أوسد الحكم للأطهار مقتديا ولا أقيم على الأغنام ذؤبانا
اختار حاشية بالله مؤمنة فلست فرعونا كي احتاج هامانا
وقال لي والأسى يكسو ملامحه ولا يطيق لهول الخطب كتمانا
قل لي بربك أن أصبحت بينكموا أذاع عن عودتي التلفاز إعلانا
من في الملوك سيعطيني دويلتة ومن سيسعى للم الشمل معوانا
وان أبوا وامتطى كل حماقته قالوا ملكنا وقالوا الشعب زكانا
هل يملك الشعب أن يختار حاكمة أم أصبح الأمر ميراثا وطغيانا
ولو تمسك بي من بينكم نفر وجمعوا في سبيل الله أقرانا
هل يسمحون بحزب لو على مضض إذا اتخذتم صلاح الدين عنوانا
وقال لي: أنكم بعتم قضيتكم باسم السلام استحال الكل فئرانا
سيفي سيؤخذ مني إن اتيتكمو أما حصاني فلن يرتاد ميدانا
قد يشتريه ثري..... ربما دفعوا إلى السباق به لا نحو أقصانا
وقد يموت اكتئابا في مزارعكم العجز يفتك بالأحرار أحيانا
أما أنا ربما قامت صحائفكم بحملة تزدري عهدي الذي كانا
وربما الصقوا بي أي منقصة صرت بعد الذي قد كنت خوانا
وربما الأمن بعد البحث صنفني واثبتوا أنني كم زرت ايرانا
وسجلوا لي اعترافا حسبما رغبوا وصدق الناس بالإلحاح بهتانا
وربما قال أهل الحكم في ثقة أني انتميت لمن يدعون إخوانا
وغاية الأمر بالقانون تنصب لي محاكمات بها نزداد نقصانا
فهل تريد صلاح الدين يا ولدي حتى يقدم للإعدام قربانا
كل الفوارس في التاريخ تعلنها تبا لدنياكموا دعنا بمثوانا