لتقوية الذاكرة والذكاء وسرعة الحفظ
ويليه ماجاء فيما يورث النسيان
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أمابعد:
موضوع ضعف الذاكرة وقلة الذكاء وقلة الإستيعاب موضوع عان منه الكثير من التلاميذ والطلاب والكثير من الناس، حيث تجدهم يبحثون عن كيفية امتلاك سرعة البديهة وقوة الإنتباه، لذلك قمت بجمع بعض
النصائح والمعلومات الثمينة لطرحها في المنتدى لتعم الفائدة بإذن الله تعالى سائلا المولى -عز وجل- أن يرزقنا من العمل أخلصه وأصوبه، أمين.
نبدأ بعون الله تعالى:
يشكو الكثير من الناس من ضعف حافظتهم وذاكرتهم ومن كثرة نسيانهم للعديد من المعلومات والمفردات التي يحتاجونها في حياتهم، والبعض منهم يخشون أن يكون هذا النسيان لديهم يعزى لمرض ( الزهايمر ) ،
ومعظمنا ينسى أين وضع المفتاح أو الأدوات اليومية من وقت لأخر، ولكن هذا ليس دلالة على مرض ( الزهايمر ) ، هناك مثل جيد يبين الفرق بين النسيان ومرض ( الزهايمر ) وهو كالأتي:
-إذا نسيت أين وضعت نظارتك فهذا يعد نسيان.
-أما إذا نسيت أنك ترتدي نظارة فهذا قد يكون علامة للمرض.
ولا ننسى بأن النسيان نعمة من نعم الله العظمى التي منَ الله بها علينا، وهو داء العلم، ولولا النسيان لما احتجنا إلى الأقلام والأوراق والكتب والمحفظات...، لكن يجب الحد من النسيان
المكروه أو المذموم والعمل على انقاصه، وسأتطرق إلى ذلك إن شاء الله تعالى بعونه وتيسيره، وقد نسي بعض الأنبياء والرسل عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى التسليم، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم -
ينسى كما أخبرنا بذلك بقوله: ( إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون ). متفق عليه ، وسمع - صلى الله عليه وسلم - رجلاً يقرأ في المسجد. فقال: ( رحمه الله، لقد أذكرني كذا وكذا آيةً أسقطتهنّ من سورة كذا وكذا
) . متفق عليه.(1).
والسبب الرئيسي - عزيزي القارئ - المسبب لضعف الذاكرة وكثرة النسيان يكمن في سوء التغذية وقلة الفوائد الحيوية والصحية للإنسان في حياته اليومية، فضعيف الذاكرة يحتاج إلى مادة
الزنك وفيتامين ب12 والبوتاسيوم والبورون والسيلينيوم ومواد أخرى مهمة لخلايا الذاكرة كفيتامين (هـ E ) وهو موجود بالزيوت وبالأخص زيت الزيتون وفيتامين (جc ) وهو موجود بالحمضيات و البندورة و
الجوافة و الكيوي و الفلفل بأشكاله ، وهذان الفيتامينان هما مضادان للتأكسد واللذان يحافظان على خلايا الذاكرة من التلف، كذلك فإن تناولنا لفيتامينات (ب6) و(ب12) وعناصر (الزنك، الحديد و الفوليك
أسيد) يضاعف من قدرة التذكر لدينا أربعة أضعاف القدرة العادية، و توجد سبعة فيتامينات مهمة خصيصا للمخ وهي فيتامينات ب المركب وهي ب1 وب2 وب3 وب5 وب6 والبيوتين، بالإضافة إلى فيتامين ج، وكلها ضرورية لتحويل
الكربوهيدرات إلى طاقة عقلية، وهي فيتامينات مهمة جدا من أجل إنتاج الناقلات العصبية، وهذا مايحتاجه الدماغ ليقوم بوظائفه بصفة خاصة، وبصفة عامة نحتاج إلى البروتينات والمغنزيوم والفوسفور والحديد... إلى
غير ذلك من عظائم الفوائد والمواد التي خلقها الله تعالى، لذلك فلنحرص على الأغدية الغنية بهذه الفوائد والمواد الصحية والضرورية للحياة البشرية، ولنتجنب المأكولات والأغدية الجاهزة السريعة والمنزوعة
الفوائد المدكورة،وتكاد المكونات الغذائية السليمة تنعدم في ما نتناوله يومياً ، فمع ايقاع الحياة العصرية وانتشار الوجبات السريعة والإبتعاد عن الغذاء المطبوخ جيداً بدأت الأعراض الصحية والعقلية في
الانتشار وقد خلصت دراسة أجراها مركز (مراقبة الأمراض والوقاية منها) بأن نقص أحماض أوميغا3 له دور أساسي في ضعف تغذية الدماغ وبالتالي ضعف الذاكرة بشكل عام ، وتتوفر هذه الأحماض بشكل مكثف في
أسماك السلمون والجوز والبيض ، وبشكل عام فإن الغذاء السليم والمتنوع له دور أساسي في الحفاظ على توازن الجسم بما في ذلك العقل. وهناك مقولة شهيرة تشجع على التداوي من الطبيعة وهي : ( ليكن غذاؤك دواؤك..
وعالجوا كل مريض بنباتات أرضه فهي أجلب لشفائه ) ما أجملها من كلمة، والله سبحانه وتعالى لم يخلق الأشجار والنباتات - وما فيه من منافع لنا - عبثا، حاشاه سبحانه، بل في ذلك حكمة من عنده جل شأنه وهو الحكيم
الخبير، لكن منَا الأذكياء ومنَا غير ذلك، فالأذكياء والألباء يتداوون بما أوجده الله تعالى في الأرض وخلقه، والجاهلون يتداوون بما سمم وغش في تحضيره لأجل الجهلاء، مثل هذه الأدوية الكيماوية التي لا تكاد
تخلو بيوتنا منها فهي تشفي العرض ولا تشفي المرض كما قال اطباءنا العرب رحم الله تعالى منهم الموتى وحفظ الأحياء، أمين،
ولتحسين الذاكرة أو لتقويتها وجعلها تجلب المعلومة في الوقت الذي نحب هناك بعض النصائح الهامة في الموضوع مصحوبة بمفردات لأطعمة وأغذية متوفرة ومجربة ونفعها أعظم وأعظم ولتساعدنا على امتلاك
دماغ سليم من كثرة النسيان، واستعمل بعض السلف الصالح - رضي الله عنهم وأرضاهم - بعضا من هذه الأطعمة والأغذية ونصحونا بها وسيأتي كلامهم في هذا إن شاء الله تعالى، والحمد لله الذي خلق الأسباب وأعاننا على
الأخذ بها وأمرنا بذلك، وبيده سبحانه وتعالى التوفيق.
نبدأ بعون الله تعالى
نصائح تفيد الموضوع:
أولا : تقوى الله تعالى، قال الله تعالى: ( واتقوا الله ويعلمكم الله ، والله بكل شيئ عليم ) سورة البقرة، الأية 281 )
فالتقوى وسيلة لحصول العلم، والله سبحانه وتعالى ميز الإنسان بالعقل على سائر مخلوقاته وأكرمه به، لذلك أمره تعالى بتقواه، ليعلمه الكتاب والحكمة وخير العلوم والنافع منها، أما الإدمان على المعاصي وكثرتها
والعياذ بالله فهي تكسو القلب ظلمة وجهلا...، قال الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى - في مقولته الشهيرة.
شكوت إلى وكيع سوء حفظي // فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور // ونور الله لا يهدى لعاصي
ثانيا : ذكر الله تعالى، قال الله تعالى ( واذكر ربك إذا نسيت ) الكهف : ( 24 ). ففيها الأمر بذكره عند النسيان ، فإنه يزيله ، ويذكر العبد ما سها عنه، ذكره الشيخ السعدي -رحمه الله - في
تفسيره.(2)
ثالثا : الرجوع إلى المعلومات القديمة والمحفوظات بين فترة وأخرى وتعاهدها، فالتكرار يثبت المعلومات ويجددها، ولا يستغني عنه طالب العلم، وقد سئل الإمام البخاري - رحمه الله تعالى - عن دواء للنسيان ، فقال
: إدمان النظر في الكتب، أي : مداومة القراءة والمطالعة للكتب، وكان بعض المحدثين يكتب الحديث خمسين مرة ، من أجل تثبيت حفظه.
بعد هذه النصائح المهمة إليكم الأغذية والأطعمة التي تغذي الدماغ ليعمل بوظائفه:
1/ ماء زمزم : لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( ماء زمزم لما شرب له ) . رواه أحمد وابن ماجه والبيهقي، وحسنه ابن القيم في زاد المعاد 4/393 ، وزاد ابن عباس رضي الله عنه ( إن شربته تستشفي شفاك الله، وإن
شربته لشبعك أشبعك الله وإن شربته لقطع ظمئك قطعه الله، وهي هزمة جبرائيل وسقيا الله إسماعيل ) أخرجه الدارقطني ، وقال بعض العلماء:إن شربته لضيق الصدر شرح الله صدرك وإن شربته لحسن خلق حسنه الله وإن شربته
لراحة أراحك الله وإن شربته لحاجة ما قضاها الله تعالى فهو بإختصار لما شرب له .
2/ العسل : وهو أولها وأهمها، وهو شفاء لكل الأمراض ومنها النسيان، كما قال تعالى ( فيه شفاء للناس ). سورة النحل: ( الآيتان 68 و69 ). وقال النبي عليه الصلاة والسلام : الشفاء في ثلاث : شربة عسل ، وشرطة
محجم ، وكية بنار ، وأنا أنهى امتي عن الكي " أخرجه البخاري في الطب (10/136)، وينصح بشربه على الريق، بتذويبه بالماء، والأكل بعده بساعة، وانظر لمزيد من فوائد العسل في الطب النبوي للإمام ابن القيم ،
والطب للموفق البغدادي ، والفتح للحافظ ابن حجر ( 10/140) وغيرهما .
3/ الحبة السوداء : أو حبة البركة وتسمى عندنا بالمغرب بـ ( السانوج ) ولها عدة أسماء وخلق الله في هذه الحبة المباركة مركبات لا يعلم سرها إلا هو سبحانه وتعالى، وأوصانا النبي - صلى الله عليه وسلم -
باستعمالها بقوله: (عليكم بهذه الحبة السوداء فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام ) رواه البخاري ومسلم.(3) السام : الموت.
4/ الزنجبيل : قال الله تعالى: (ويسُقَونَ فيها كأساً كان مِزاجها زَنَجَبِيلا).(4) . عن أبي سعيد الخدري قال : (أهدى ملك الروم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جرة زنجبيل فأطعم كل إنسان قطعةً،
وأطعمني قطعةً).(5) .و الزنجبيل أشهر من أن يعرف وفوائده أعظم من أن تدرك، وأودع الله تعالى فيه مركبات عديدة وعظيمة .
5/ اللبان الذكر : يسمى بالفارسية بـ ( الكندر )، ويعرف عند العطار بالإسمين معا( اللبان الذكر، و الكندر )، وهو غال الثمن بـ ( المغرب ) وهذا يدل على فوائده الكبيرة، (وصفه الخليفة الراشد الرابع علي بن
أبي طالب لرجل شكا إليه النسيان فقال له: عليك باللبان، فإنه يشجع القلب، ويذهب بالنسيان، ويذكر عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن شربه مع السكر على الريق جيد للبول والنسيان. ويذكر عن أنس رضي الله
عنه، أنه شكا إليه رجل النسيان، فقال: عليك بالكندر وانقعه من الليل، فإذا أصبحت، فخذ منه شربة على الريق، فإنه جيد للنسيان).(6)، ويحتوي هو الأخر على مواد ومركبات لا يعلم سرها إلا الله تعالى .
6/ الزبيب : أجود الزبيب ما كبر حجمه ورق قشره