آخر المستجدات في اختراع التليفون
هذا، ومن خلال مواصلة "بيل" إجراء تجاربه في برانتفورد سعى "بيل" لإحضار نموذج عملي لتليفونه. وفي يوم 3 أغسطس 1876، ومن مكتب التلغراف بمدينة ماونت بليزانت (Mount Pleasant) التي تبعد عن برانتفورد بخمسة
أميال (أي ما يعادل 8 كيلومتر)، أرسل "بيل" تلغرافًا تجريبيًا دلالةً على أنه على أتم استعداد لبدء العمل. كما احتشد العديد من الأفراد كمشاهدين في مكتبه جاءوا يهتفون له حتى سُمِعَ دَوِيّ أصواتهم. وفي
الليلة التالية، أدهش "بيل" الضيوف وعائلته بسماعهم رسالة تم استقبالها في المنزل من مدينة برانتفورد التي تبعد عنه بأربعة أميال (6 كيلو متر) وذلك من خلال سلك تم ربطه بخطوط التلغراف وأسواره وتم وضعه عبر
قنواته. وفي هذا الوقت سمع الضيوف بوضوح في المنزل العديد من الأفراد في برانتفورد يقرءون ويرددون الهتافات والأغاني. وعلاوة على ذلك، أثبتت التجارب بوضوح أن التليفون بإمكانه العمل لمسافات طويلة.[60] كما
عرض "بيل" وشريكاه، "هوبارد" و"ساندرز" بيع براءة الاختراع مباشرةً إلى شركة ويسترن يونيون في مقابل 100000 دولار أمريكي. ولكن رئيس شركة ويسترن يونيون رفض ذلك قائلاً إن التليفون لا يمثل شيءًا ذا أهمية
سوى أنه يعد دمية. وبعد عامين، أخبر زملاءه بأنه لو تمكن من الحصول على براءة الاختراع هذه مقابل 25 مليون دولار أمريكي، فإنه بذلك سيعتبرها صفقة من أهم صفقاته. وفي هذا الحين، لم تعد شركة "بيل" ترغب في
بيع براءة الاختراع.[61] أصبح ممولو "بيل" من أصحاب الثروات التي تقدر بالملايين بينما حقق "بيل" نجاحًا هائلاً من الوحدات المتبقية، ونتيجة لذلك فإنه امتلك أصولاً تقدر قيمتها تقريبًا بمليون دولار.[62]
بدأ "بيل" سلسلة من النظريات والتجارب العملية والمحاضرات لكي يقدم اختراعه الجديد للمجتمع العلمي خاصةً ولجميع الأفراد عامةً. وبعد مرور يوم واحد فقط على محاضرته الأولى عن النموذج الأصلي للتليفون في
المعرض الدولي المئوي (Centennial Exposition) الذي أقيم بفيلادلفيا (Philadelphia) عام 1876، أدى هذا الأمر إلى تصدر اختراع التليفون العناوين الرئيسية في مقالات الصحف في جميع أنحاء العالم.[63] شملت
أعداد الزوار القادمين إلى المعرض شخصيات مهمة منها إمبراطور البرازيل "بيدرو الثاني" (Emperor Pedro II of Brazil) ثم بعد ذلك أتيحت لـ "بيل" الفرصة لإلقاء محاضرة بنفسه عن اختراعه أمام "ويليام تومسون"
(William Thomson) العالم الاسكتلندي البارز والملكة فيكتوريا التي طلبت سماعها خاصة في أوسبورن هاوس (Osborne House)، جزيرة وايت (Isle of Wight)، وصرحت بأن هذه المحاضرة كانت هي الأكثر روعة من غيرها.
وكان لهذا الحماس والإعجاب الشديد الذي أحاط العروض العامة التي قدمها "بيل" تأثير كبير حيث نم ذلك عن مدى القبول الدولي لاختراعه الذي أحدث ثورة في عالم تكنولوجيا الاتصالات.[64] كما أسس "بيل" شركة
للتليفونات (Bell Telephone Company) في عام 1877، وبحلول عام 1886، اقتنى ما يزيد عن 150000 فرد في الولايات المتحدة الأمريكية تليفونات خاصة بهم. كما قام مهندسو شركة "بيل" للتليفونات بعمل العديد من
التحسينات على التليفون الذي بدا وكأنه واحد من أضل المنتجات التي حققت نجاحًا وتميزًا على الإطلاق. وفي 1879، قامت شركة "بيل" بشراء براءات اختراع العالم "إديسون" الخاصة بالميكروفون الكربوني من شركة
ويسترن يونيون. مما أدى إلى جعل التليفون صالحًا للعمل للمسافات الطويلة ولم يعد من الضروري التحدث بصوت عالٍ للغاية لكي يتم سماعه في التليفون المتلقي للاتصال.
وفي يوم 25 يناير 1915، أجرى "بيل" أول مكالمة هاتفية عبر القارة. حيث أجرى "بيل" الاتصال من 15 شارع داي ستريت في مدينة نيويورك وسمعه"توماس واطسون" في 333 شارع جرانت أفينيو في سان فرانسيسكو. ذكرت صحيفة
نيويورك تايمز:
On October 9, 1876, Alexander Graham Bell and Thomas A. Watson talked by telephone to each other over a two-mile (3 km) wire stretched between Cambridge and Boston. It was the first wire conversation
ever held. Yesterday afternoon [on January 25, 1915] the same two men talked by telephone to each other over a 3,400-ميل (5,500 كم) wire between New York and San Francisco. Dr. Bell, the veteran
inventor of the telephone, was in New York, and Mr. Watson, his former associate, was on the other side of the continent. They heard each other much more distinctly than they did in their first talk
thirty-eight years ago.[65]
[عدل] المنافسون
وكما هو شائع من حين لآخر في مجال الاكتشافات العلمية ظهور التطورات المتزامنة التي من الممكن أن تحدث في آنِ واحد فكان هو الحال مع عدد من المخترعين الذين عملوا على التليفون. وعلى مدار 18 عامًا، واجهت
شركة بيل للتليفونات ما يزيد عن 600 دعوى قضائية تطرح تحديات بشأن الحقوق المتعلقة باختراع التليفون ولكن لم ينجح أي منها في إثبات السبق لها على براءة اختراع "بيل" الأولى، [66] ولم تخسر شركة "بيل"
للتليفونات أية قضية من القضايا منذ أن تم رفعها إلى مرحلة النطق بالحكم فيها. تعد الملاحظات المعملية التي دونها "بيل" وخطاباته التي أرسلها إلى أسرته من أهم الأسباب الرئيسية التي دفعته إلى إجراء سلسلة
من التجارب يرجع نسبها إليه.[66] كما نجح محاميو شركة "بيل" للتليفونات في التصدي لعدد كبير من الدعاوى القضائية بدءًا من التحديات التي قادها "إليشا جراي" و"أموس دولبير" (Amos Dolbear). ووفقًا للمراسلات
الشخصية لـ "بيل"، فقد اعترف كل من "جراي" و"دولبير" بأنه كان له السبق في مجال العمل على التليفون؛ الأمر الذي قلل من صحة ادعاءاتهم ومزاعمهم فيما بعد.[67] وفي يوم 13 يناير 1887، تقدمت الحكومة الأمريكية
بقرار رسمي لإلغاء براءة الاختراع التي سبق ومنحتها إلى "بيل" وذلك وفقًا لأسباب تتعلق بالاحتيال وتحريف الحقائق المادية. وبعد إصدار سلسلة من القرارات وأحكام النقض، تمكنت شركة "بيل" من الحصول على حكم
لصالحها من المحكمة العليا على الرغم من أن هناك عدد قليل من الدعاوى القضائية التي أقيمت بالمحاكم الابتدائية لم يتم الفصل فيها حينذاك. [1] [68]) [69]) وعندما عانت المحكمة على مدار تسعة أعوام من المعارك
القضائية، توفي النائب العام الأمريكي ويوجد اثنتان من براءات اختراع "بيل" غير ساريتا المفعول على الرغم من أن القضاة الذين كان يترأسون الجلسة وافقوا على استمرار الإجراءات نتيجة للأهمية التي تحظى بها
القضية باعتبار أنها "سابقة قانونية" هي الأولى من نوعها. ومع تغير الإدارة وظهور تهم تضارب المصالح (على مستوى الجانبين) الناجمة عن المحاكمة الأولى، أرجأ النائب العام الأمريكي دعوة قضائية في يوم 30
نوفمبر 1897 دون الحكم في العديد من القضايا الموضوعية. [70] [71] وخلال الشهادة الرسمية التي أدلى بها أمام ساحة القضاء في عام 1887، ادعى أيضًا المخترع الإيطالي "أنطونيو ميوتشي" (Antonio Meucci) أنه
ابتكر النموذج العملي الأول للتليفون في إيطاليا عام 1834. وفي عام 1886، وفي القضية الأولى من القضايا الثلاثة التي كان "ميوتشي" طرفًا فيها، أقسم اليمين وأدلى بشهادته بوصفه شاهدًا آملاً في أن يحصل على
أسبقية اختراعه. وقد تم دحض الحجة التي أتى بها "ميوتشي" في هذه القضية وذلك استنادًا إلى عدم كفاية الأدلة المادية التي قدمها عن اختراعه مثل كونه قام بتصميم نماذج عملية مقدمًا إياها في تقارير قد تم
فقدها في معمل شركة ويسترن يونيون. واعتمد عمل "ميوتشي"، مثل عمل معظم المخترعين الآخرين في هذه الحقبة الزمنية، على المبادئ الصوتية السابقة، وعلى الرغم من أنه كان لديه دليلاً على تجاربه المبكرة فإن
القضية الأخيرة التي كان "ميوتشي" طرفًا فيها قد سقطت بموت "ميوتشي".[72] ومع ذلك، فبفضل جهود عضو الكونجرس "فيتو فوسيلا" (Vito Fossella)، أصدر مجلس النواب الأمريكي في يوم 11 يونيو لعام 2002 قرارًا بأن
"عمل "ميوتشي" في اختراع التليفون يجب الاعتراف به"، رغم أن ذلك لن يضع نهاية للجدل المثار حول هذه المسألة. [73][74]: لم يوافق عدد من الدارسين حديثي العهد على الادعاءات التي تقول إن عمل "بيل" على
التليفون قد تأثر باختراعات "ميوتشي". لقد تم الاعتراف بأهمية براءة اختراع "بيل" في جميع أنحاء العالم كما تم إجراء العديد من الأساليب التطبيقية العملية على هذه البراءة في معظم دول العالم الكبرى، ولكن
عندما قام "بيل" بتأجيل تطبيق براءة الاختراع الألماني كانت تتم إدارة الشركة الكهربائية سيمنز لـ (S&H) Siemens & Halske لتأسيس مصنع منافس لشركة "بيل" للتليفونات بموجب براءة الاختراع الخاصة بهم.
قامت شركة سيمينز (Siemens) بإنتاج العديد من النماذج التي تشبه إلى حد كبير تليفون "بيل" دون التزامها بدفع أي رسوم لحقوق براءة الاختراع. هناك سلسلة من الاتفاقيات التي تنص عليها الدول الأخرى في الآونة
الأخيرة والتي قامت بتوحيد العمليات الدولية للتليفون. وقد نتج عن الضغط الواقع على "بيل" من خلال سلوكياته النمطية التي بدت عليه وهو في المحكمة وهذا ما كانت تقتضيه المعارك القضائية في نهاية المطاف
تقديمه استقالته من الشركة.[75]
[عدل] حياته الأسرية
ألكسندر جراهام بيل وزوجته مابيل جاردينر هوبارد وبنتيهما؛ إلسي (التي تجلس إلى يساره) وماريانوفي يوم 11 يوليو 1877، وبعد م