جعفر بن يحيى البرمكي
ينتسب إلى أسرة البرامكة، ويرجع أصل أسرة البرامكة إلى جدهم الأول برمك المجوسي، وكان من سدنة بيت النار وخدامه الكبار، ولا يذكر له إسلامًا، وترتيب هذه الأسرة كما يلي:
برمك المجوسي خالد بن برمك [من دعاة الدولة العباسية، وتولى الوزارة في عهد السفاح] يحيى بن خالد [أشهر شخصية في الأسرة، ووزير الرشيد وأبوه في الرضاعة] 1 ـ الفضل بن يحيى [خليفة أبيه والقائد
الكبير]،
2 ـ جعفر بن يحيى [نديم الرشيد وسبب النكبة]،
3 ـ موسى بن يحيى [القائد الحربي، أشجعهم على الإطلاق]،
4 ـ محمد بن يحيى [ليس له كبير ذكر، ولكنه من أسباب النكبة].
كان جعفر بن يحيى سبب النكبة وذلك أنه كان نديم الرشيد وخليله في المجالس، وله من الأعمال الكبيرة أيضًا؛ فهو الذي قضى على العصبية القبلية في الشام سنة 180 هـ، ثم جعل له ولاية خراسان والشام ومصر، وجعله
مسئولاً عن تربية ابنه المأمون. أما موسى الأخى الثالث فكان كل همه القتال والغزو بحكم شجاعته الفائقة، وتولى أمر الشام سنة 186هـ، وكانت هذه الشجاعة أحد أسباب نكبتهم؛ حيث غار منه بعض القواد الآخرين وسعوا
فيه عند الرشيد.
اختلف المؤرخون فيما بينهم في السبب الذي دفع الرشيد بالتخلص من الأسرة البرمكية على الرغم من أعمالهم العظيمة، واختلقت روايات كاذبة عن ذلك، أجمع المحققون على بطلانها، أمثال قصة العباسة أخت الرشيد مع
جعفر
ويقول بعض المؤرخين، أن سبب نكبة البرامكة ما يروى عن حادثة يحيى بن عبد الله الطالبي: الذي خرج إلى بلاد الديلم ودعا لنفسه هناك، وبايعه كثير من الناس، وقويت شوكته، وذلك سنة 176 هـ، فأرسل إليه الرشيد
الفضل بن يحيى، واستطاع الفضل أن يستنزل يحيى بالسلام على أمان له عند الرشيد، وذلك من غير أن تهراق نقطة دم، وعد ذلك من أفضل أعمال الفضل، وبعد فترة ظهر من يحيى ما أوجب عند الرشيد نقض الأمان، فأمر بحبسه
عند جعفر بن يحيى، وفي ذات ليلة اجتمع يحيى مع جعفر، وما زال به حتى أطلقه جعفر وزوده بالمال اللازم لخروجه من بغداد، فوصل الخبر للرشيد، وكان ذلك يعد خيانة عظمى عند العباسيين لشدة خوفهم من الطالبيين،
فخاف الرشيد من تآمر آل برمك مع الطالبيين من أجل إقصاء العباسيين، فأمر بقتل جعفر وحبس باقي الأسرة.
بينما يقول غيرهم من المؤرخين، أن الترف الشديد: كان يطعى على البرامكة إذ كانوا يعيشون في ترف شديد جدًا، حتى أنهم كانوا يبنون قصورهم ويضعون على الحوائط بلاط الذهب والفضة، وبنى جعفر بيتًا له كلفه عشرين
مليون درهم، وكان الرشيد في سفر ذات يوم، فلم يمر على قصر ولا إقليم ولا قرية إلا قيل له: هذا لجعفر، وعندما عاد الفضل من حربه في الديلم أطلق لمادحيه ثلاثة مليون درهم. وهذا السرف جعل الرشيد يتابعهم في
الدوواوين والكتابات، فأكتشف وجود خلل كبير في مصاريف الدولة.
ويقال أن الرشيد الذي شاتهر بنكبة البرامكة قد قتل جعفر بن يحيى البرمكي وسجن أباه وأقاربه بعد أن كانوا قد بلغوا رتبة لا مزيد عليها
أما البرامكة، فهم أسرة اعتبرت غرة على جبين الدولة العباسية، لما كان لهم من المآثر والفضائل والسخاء الشديد، والأعمال العظيمة في الدولة، وخاصة أيام الرشيد؛ فالأب يحيى بن خالد كان المسئول عن تربية
الرشيد، وزوجته أرضعت هارون الرشيد، وهو الذي حافظ لهارون على ولاية العهد عندما هم الخليفة الهادي بخلع أخيه الرشيد، وهو الذي قام على أمر وزارة الرشيد أفضل قيام حتى فوض الخليفة الرشيد له كل الأمور، أما
ابنه الفضل ـ وكان أكبر أخوته ـ كان أخو الرشيد في الرضاعة والمسئول عن تربية الأمين ابن الرشيد، واستطاع أن يقضي على فتنة يحيى بن عبد الله في بلاد الديلم، وولي خراسان وغيرها، واتخذ من جندها جيشًا كبيرًا
تعداده 50 ألف جندي، جعل ولاءهم له مباشرة، وسماهم 'العباسية'.
وعلى كل، فقد كان الفضل بن يحيى بن خالد البرمكي أخو جعفر، رضيع هارون الرشيد، وولاه الرشيد أعمالاً جليلة بخراسان وغيرها، كان أندى كفاً من أخيه جعفر إلا أنه كان فيه كبر شديد، توفي في السجن سنة (192)،
وقيل: (193) هـ.