-يعتبر اللبن من الوجبة الغذائية واحد الاغذية القليلة التي تتوافر فيها كل مكونات الغذاء، ويرجع ذلك لاحتوائه على كافة العناصر الغذائية والفيتامينات اللازمة لنمو الجسم في
مراحل السن المختلفة، وبروتين اللبن يعتبر مادة مكملة لبروتينات الحبوب والخضروات التي يعتمد عليها اطفالنا في غذائهم، فهو يحتوي على الاحماض الامينية الاساسية التي تقل نسبتها بدرجة كبيرة في الحبوب،
لذلك فان اضافة اللبن الحليب الى هذه الحبوب المستخدمة في طعامنا يزيد من قيمة البروتين فيها، واللبن سائل كثيف مائل الى البياض، ذو رائحة خفيفة مقبولة وطعم حلو لذيذ، ويحتوي اللبن على 86% ماء، و 5% سكر، و
4% مواد دهنية، والباقي مواد بروتينية ومعدنية “كالكالسيوم وفوسفور” وفيتامينات “أ، ب 12، د” وبقدر ما لتركيب اللبن من قيمة غذائية عالية اعطته هذه الميزة بين سائر الاغذية، فان هذا التركيب هو نفسه السبب
في كون اللبن بيئة صالحة لنمو الميكروبات المرغوب فيها، والضار منها على السواء، وتعتبر اشهر الصيف بسبب ارتفاع درجة الحرارة من انسب الظروف لانتقال ونمو وتكاثر الميكروبات الملوثة للبن، لذلك فان شرب اللبن
بدون تعقيم سواء بالغلي او البسترة يكون وسيلة من وسائل نقل الامراض المعدية مثل حمى التيفود والباراتيفود والاسهالات المعوية المختلفة، والدوسنتاريا الاميبية والتسمم الغذائي والكوليرا والالتهاب الكبدي
الوبائي والدرن والدفتريا والحمى المالطية، ولا يقتصر الامر على اللبن الملوث، بل يمتد ايضاً الى منتجاته من الجبن والزبادي والأيس كريم وغيرها، والعدوى من هذه الامراض قد يكون مصدرها الانسان او الحيوان
نفسه، فالحمى المالطية على سبيل المثال، والتي تسمى ايضاً البروسيلا، هي في الحقيقة مجموعة من الحميات تصيب الحيوانات، وتنقل العدوى للانسان عن طريق تسرب لبنها بدون غليان او بسترة، او عن طريق الاختلاط
بهذه الحيوانات، لذلك فان غلي اللبن، وعملية البسترة خير وسيلة للقضاء على هذه الامراض. ويعتقد الاطباء ان المواد الحافظة سلاح ذو حدين، فاذا استخدمت بالنسب المسموح بها وللغرض المخصص لها، فلا خوف منها،
اما اذا زادت عن النسبة المسموح بها، او استخدمت لغرض آخر، فهنا مكمن الخطر على صحة الانسان، ومن اشهر المواد الحافظة، والتي تستخدم في الالبان ماء الاوكسجين “فوق اكسيد الايدروجين”: ويستخدم لحفظ اللبن من
التخمر وتطهيره من الميكروبات التي يعيش فيه، فمن المفروض اضافة 1ر0% ماء اوكسجين الى اللبن السائل لعدة دقائق حتى اتمام التعقيم، ثم يضاف انزيم الكتاليز، حتى يحلل باقي الاوكسجين النشط والمائي، ثم يعامل
بالحرارة، وتؤدي هذه الطريقة الى تقليل الحد الكلي للميكروبات العضوية، بالاضافة الى القضاء على الميكروبات اللاهوائية المتجرثمة ومجموعة القولون، وهي لازمة لتكوين فيتامين “ب”، رغم انها ميكروبات، والقضاء
على هذه الميكروبات يسبب نقصها في فيتامين “ب”، أي ان هذه المادة ضارة حتى بمقاديرها الصغيرة.
وذكر الاطباء المختصون ان الغالبية العظمى من الاطفال الاصحاء تنشط بامعائهم خميرة اللاكتيز طوال مدة رضاعتهم من لبن الام، الا ان هناك ظاهرة طبيعية، وهي انخفاض نشاط الخميرة تدريجياً بعد فطام الطفل من
أمه، وتختلف هذه الظاهرة من شعب الى آخر، ومن طفل الى آخر، فنجد ان نشاط الخميرة يظل مرتفعاً في فترات الصبا وحتى البلوغ في شعوب البلاد باردة الطقس، وقد علل سبب ذلك بأن سكر اللاكتوز يزيد من امتصاص عنصر
الكالسيوم، وبالتالي يساعد على بناء العظام، هذا وقد تم انتاج خمائر مماثلة للخمائر المحللة لسكر اللبن الموجودة بالامعاء، حتى يمكن اضافتها الى اللبن اثناء عملية البسترة، وبذلك نتحلل مكونات اللبن من سكر
اللاكتوز، وبالتالي يمكن للاطفال الذين لديهم نقص في هذه الخميرة بالامعاء ان يستعملوا هذه الالبان في أمان؟ مع الاخذ في الاعتبار ان يكون الكبد سليماً، فالكبد يحول الجلوكوز الى لاكتوز، وفي حالة حدوث خلل
فيه يتخزن به، ويسبب حدوث مياه بيضاء في العين، اما من يعانون من الانتفاخ، او آلام المعدة او الاسهال بعد تناول الالبان، فقد يكونون مصابين بحالة من سوء هضم مادة اللاكتوز”سكر اللبن”، وهؤلاء يمكنهم تناول
كميات قليلة من منتجات الالبان تزداد تدريجياً.
واخيراً اود ان اشير الى ان اللبن مفيد ايضا لكبار السن لاحتوائه على بروتين سهل الهضم، خاصة وانه يحتوي على الكالسيوم الذي يفي من هشاشة العظام، كما يعتبر اللبن ضابط ايقاع للحالة الجسمانية والغذائية
لكبار السن، ولذلك يجب على كبار السن تناول كوب لبن يومياً للحصول على احتياجاتهم اليومية من الكالسيوم، كما ان اللبن يمنع حدوث الامساك لديهم، بالاضافة الى احتوائه على الفيتامينات اللازمة لهم.