إنها كلمة خالدة لموسى عليه السلام خلّدها القرآن لتبقى درسا لكل الأجيال و لكل المستضعفين في الأرض ! لقد عاش بنو إسرائيل تحت ظل القهر و الإستعباد ! إنه
فرعون و زبانيته ! ساموا الناس سوء العذاب فعاثوا في الأرض فسادا و ذبحوا و قتلوا ! وصدق الله إذ قال : " و في ذلكم بلاء من ربكم عظيم" ! إنهم علّقوا آمالهم في موسى عليه السلام ليخرجهم من وطأة العذاب !
فإذا بهم ينثرون من كنانة قلوبهم تشكّيا ( قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا و من بعد ما جئتنا) ! تصوّروا وقع هذه الكلمات على نفس موسى عليه السلام و هو ينظر إلى حالهم البئيس و في آن واحد يرقب وعد الله
بالنصر ! إنها لحظات امتزجت فيها ظلمة الواقع بنور المستقبل ! وهاهو يجيبهم جوابا تنخلع له النفوس ! ( قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم و يستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون) ! إنها كلمات تنتشلك من نشوة النصر
عند هلاك العدوّ إلى استشعار مسؤولية الإستخلاف و البناء ! ما أعجبه من كلام علام الغيوب ! اللهم افتح علينا من فيوضات كتابك !