صائح لوجبة سحور صحية تبعد العطش وتمد الجسم بالطاقة
مع حلول شهر رمضان الفضيل، تتغير عادات تناول الشخص للطعام لتشهد تحولا جذريا؛ فبدلا من تناول ثلاث وجبات يومية، يعمد الصائم إلى تناول وجبتين رئيسيتين، مما يؤثر على جسم الإنسان وخصوصا في الأيام الأولى من
الصيام.
ويتزامن مجيء رمضان هذا العام مع فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، ما يجعل ساعات الصيام طويلة ومتعبة، ومن هنا وجب على المرء التركيز على وجبة السحور التي تزود الجسم بالطاقة وعلى المواد الغذائية التي
تجعله قادرا على الصيام وتلافي أي أضرار صحية.
اختصاصية التغذية السريرية آية مراد تنصح بضرورة التركيز على وجبة السحور وعدم إهمالها طوال أيام الشهر الفضيل؛ لأنها توازي بأهميتها وجبة الإفطار، مؤكدة أن أفضل وقت لتناول السحور هو قبيل أذان الفجر
بساعة.
وتشير آية إلى ضرورة تقسيم وجبة السحور إلى مرحلتين؛ الأولى عند الثالثة والنصف فجرا والثانية عند الرابعة، وتنصح بالتركيز على الأطعمة التي تمد الجسم بالطاقة ويستغرق هضمها وقتا طويلا حتى لا يشعر الفرد
بالجوع، مع مراعاة أن تكون الأصناف غير دسمة.
ومن أفضل الأطعمة التي ينصح بتناولها على السحور، وفق آية، الفول بعد التخلص من الماء الزائد فيه للتخلص من ملوحته التي تسبب العطش طوال النهار، وهو من الأطباق ذات المصدر المهم للمواد الكربوهيدراتية
والبروتينات والمعادن والفيتامينات.
كما يساعد الفول على خفض الكوليسترول، ويفيد في حالة ضغط الدم المرتفع، وفي الوقاية من الإمساك والبواسير، وهو غذاء مفيد لمرضى السكري، ويقي من أمراض القلب والشرايين، ويساعد على تنظيم وظائف القولون،
مع تجنب الإكثار من كمية زيت الزيتون المضافة إلى الفول؛ لأنه يلبك المعدة ويتعبها.
كبار السن، وفق آية، يحتاجون إلى تغذية خاصة خلال وجبة السحور، وأهم طبق عليهم بتناوله هو الشوربة؛ لأنهم يحتاجون إلى مواد تزودهم بالسوائل ولا تتعب معدتهم، على أن تكون غنية بعناصرها الغذائية؛ مثل شوربة
الكوسا والجزر، والفريكة والعدس، فضلا عن تناول البقوليات؛ مثل الحمص، والسندويشات الخفيفة، على أن تكون من الخبز الأسمر لا الأبيض.
وما يجب تجنبه من الأطباق بالنسبة لمرضى السكري وكبار السن هو الأطعمة التي تسبب لهم العطش؛ مثل المخللات والمقالي والبرغر والمعجنات والحلاوة والمربيات المختلفة والأطعمة المالحة.
أما الأطفال والشباب، فهم يحتاجون إلى تغذية مختلفة؛ فخياراتهم متنوعة مقارنة مع كبار السن، على أن يتم تجنب تناولهم للخبز الأبيض.
ويعد اللبن والحليب والبيض واللبنة من أهم الأطباق التي يمكن تناولها خلال وجبة السحور للأطفال؛ لأنها تتطلب وقتا طويلا لهضمها.
كما أن اللبن يعطي الإحساس بالشبع لساعات طويلة ويرطب القناة الهضمية ويبرد الجسم، فضلا عن أنه غني بالبروتينات الحيوانية والكالسيوم، إضافة إلى أنه من الأغذية المقوية للجهاز المناعي.
ومن الأطباق التي تساعد على الشعور بالشبع لفترات طويلة ولا تسبب العطش، الشوفان مع القليل من اللبن، ويعد "وجبة مثالية" للأطفال.
تناول الخضراوات والفواكه أمر مهم خلال وجبة السحور؛ مثل البندورة والخيار؛ لأنهما يوفران للجسم كمية من السوائل والفيتامينات مع الابتعاد عن المعجنات المقلية بالزيت كونها تسبب الإمساك وآلاما في
المعدة.
شرب البابونج خلال وجبة السحور يساعد على توفير السوائل في الجسم ويمنعه من فقدانها بسرعة، فضلا عن ترطيبه، ما يقلل من الشعور بالعطش خلال ساعات النهار الطويلة، إلى جانب شرب الهيل الذي يساعد على الهضم من
دون تعب.
وتنصح آية بضرورة الإكثار من السوائل، لا سيما الماء، لافتة إلى أن شرب الماء ممزوجا بماء الزهر أو شرائح الليمون أو أوراق النعناع يزيد من قدرة الجسم على امتصاص الماء وتخزينه وعدم الشعور بالعطش لفترات
طويلة، كما أنه يرطب الجسم.
وتنصح مراد بتجنب السكريات السهلة سريعة الامتصاص؛ مثل المربيات، مع تجنب زيادة كمية العسل المتناولة؛ لأنها تسبب الشعور بالعطش السريع، والاستعاضة عنه بالفواكه لترطيب الأمعاء وزيادة كمية امتصاص الماء
فيها.