ذبح الأضاحي يوم النحر
كَثُر السؤال عن حكم قص الشعر والظفر لمَن أراد الأضحية، بدءًا من أول ذي الحجة إلى يوم العيد، فأحوج إلى سؤال أهل العلم والعودة إلى كتب الفقه المختصة، وعند العودة إليها، فقد وجدت الفقهاء قد بحثوا هذه
المسألة كما يلي:
1- عن أم سلمة- رضي الله عنها- أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا دخلت العشر، وأراد أحدكم أن يُضحي فلا يمس من شعره وبشره شيئًا" (رواه مسلم 4/119 مع النووي).
2- هذا وقد اختلف العلماء فيمَن أراد أن يضحي وأهلَّ عليه هلال ذي الحجة، فحُكم الأخذ من شعره وأظفاره على أقوال هي كما يلي:
القول الأول: قال سعيد بن المسيب وربيعة وأحمد وإسحاق وداود وابن حزم الظاهريان وأبو الحسن العبادي من الشافعية، إنه يحرم عليه أخذ شيء من شعره وأظفاره حتى يُضحي في وقت الأضحية. وانظر مذهب هؤلاء في
(المغني 9/436، المحلى 6/3، شرح النووي على صحيح مسلم 4/119، معجم فقه السلف 4/144).
القول الثاني: قال المالكية والشافعية وبعض الحنابلة يكره له ذلك كراهة تنزيه وليس بحرام. انظر مذهبهم فيه (الذخيرة 4/141، المجموع 8/391، الشرح الكبير 2/121، الحاوي 15/74، المغني 9/436، شرح الآبي على
صحيح مسلم 5/307، بذل المجهود 13/12).
القول الثالث: قال أبو حنيفة وأصحابه يباح ذلك وهو رواية عن مالك. انظر مذهبهم في (شرح معاني الآثار 2/182، شرح النووي على صحيح مسلم 4/119).
3- استدل القائلون بالتحريم بأن فيه نهي، والنهي محمول على التحريم.
4- واستدلوا القائلون بالكراهة بأن النهي محمول على كراهة التنزيه وليس ذلك بحرام، وإنما صرفه عن التحريم أدلة أخرى منها حديث عائشة- رضي الله عنها- قالت: "لقد كنت أفتل قلائد هدي رسول الله صلى الله عليه
وسلم فيبعث هديه إلى الكعبة فما يحرم عليه مما حلَّ للرجال من أهله حتى يرجع الناس" (رواه البخاري 4/295، صحيح مسلم بشرح النووي 3/439).
5- واحتج القائلون بالإباحة بحديث عائشة السابق وحملوه على الإباحة وقدموه على حديث أم سلمة.
وبعد هذا فإن الرأي الراجح عندي والذي أفتي به، هو قول الجمهور من أهل العلم القائلين بكراهة قص الشعر والظفر، كراهة تنزيهية لمَن أراد أن يُضحي، وذلك لقوة دليله، والله تعالى أعلم.
