انا عندي الحل خذوه مني
قد كانت السنين الخمس الماضية (سماناً) بمقاييس كثيرة شهدنا خلالها ما تحقق لبلادنا من مكاسب على صُعُد كثيرة ، حضارياً وتنموياً وسياسياً ، نذكر منها ، للتمثيل لا للحصر ، ما يلي :
أولاً: عاشت بلادنا تجربة الحوار مع نفسها ومع (الآخر) حواراً تسكنه الشفافية في الطرح ، والصدقُ في الظن ، والولاءُ للثوابت ، وشاركت في هذه التجربة الرائدة شرائح تمثل أطيافاً مختلفة ، الديني منها
والرسمي والثقافي والتربوي والمهني ، وتناولت موضوعاتها شئوناً وشجوناً مما يفتن الضمير ، ويُشغل الخاطر من قضايا ذات مساس بنمو المجتمع ورفاهه ، في حاضره ومستقبله. كما اقترن ذلك بالانفتاح ثقافياً على
العالم عبر منبر (حوار الأديان) الذي دعت إليه المملكة ورعته حضُوراً ومشاركة .
وقد فتح الملك المفدى بهذه التجربة باباً من التلاحم الفاعل والفريد معاً تبادلاً للرأي والرأي الآخر بين الشرائح المثقفة وغير المثقفة بقصد إقامة جسور من الفهم والتفاهم بينها يلغي ركام الوهم والتجافي
والظن الذي ليس من الحق في شيء ، ويهدف للوصول إلى كلمة سواء في أمور كثيرة ، وفي الوقت نفسه ، (يُقصي) كل ما يمكن أن يُفضي إلى ( إقصاء ) الرأي الآخر أو يحرض عليه أو يستهزئ به ، عدا ما قد يمس ثوابت
المعتقد ورواسخه التي لا جدل فيها ولا فسوق ولا عصيان .
ثانياً: فتح سيد هذا الكيان حفظه الله الأبواب مشرعة دعماً للمعرفة ونشراً لها ، تعليماً وبحثاً وتحصيلاً ، وأستشهد في هذا الصدد بما يلي :
أ/ تم افتتاح المشروع العلمي العملاق ممثلاً بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية لتكون واحة مثمرة للعلم والعلماء ، وبوابة عبور عامة صوب العالم الأول ، ومن خلالها يتكرس عزم بلادنا وعزيمتها للحاق بركب
التقدم العلمي والتقني والصناعي ، وبها سيتحقق بإذن الله الكثير مما تطمح إليه المملكة في سعيها الحثيث نحو غد واعد بالخير والنماء للوطن بكل شرائحه وقطاعاته.
ب/ أنشئ صرح علمي جديد يعنى بالطاقة الذرية والطاقة المتجددة ويسعى إلى فتح الآفاق العلمية والعملية لتنويع مصادر الطاقة وتطبيقاتها كيلا تبقى بلادنا معتمدة على مصدر واحد ، هو النفط ومشتقاته ، وستمهد بإذن
الله ( مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة ) الدرب أمام بلادنا للدخول سلمياً في مجال الطاقة الذرية بحثاً وتنمية وإنتاجاً ، لما ينفع ولا يضر .
ج/ وسعت دوائر الابتعاث للدراسات الجامعية وما بعدها ، شملت عدداً من دول العالم ، شرقاً وغرباً ، وانطلقت من هذه الأرض المباركة قوافل من الشباب والشابات إلى عدد من أمصار العالم المتحضر ، بلغ تعدادهم حتى
الآن نحو ثمانين ألف مبتعث ومبتعثة ، وستكون هذه الوفود ، بعد عودتها متوجة بالنجاح إن شاء الله ، حزام أمن ومصدر طاقة لتحقيق طموحات البلاد العلمية والتنموية على يد أبنائها من الكفاءات المؤهلة للإسهام في
نهضتها من الداخل إسهاماً يغنيها أو يخفف إلى أجل ، اعتمادها على العمالة الخارجية المتخصصة علماً وتقنية وتطبيقاً.
د/ يتم الآن تنفيذ صرح علمي جبار في مدينة الرياض سيضم شتات كليات البنات المتفرقة تحت سقف واحد يحمل أسم (جامعة الأمير نورة بنت عبدالرحمن) وفي هذا استثمار سخي لمواهب المرأة السعودية وإثراء لاعتبارها ،
وتكثيف لقدراتها لخدمة وطنها .
ثالثاً: ارتفع سقف الإنفاق على مقاصد التنمية وبرامجها ، وأسهم ارتفاع أسعار النفط الخام ومشتقاته في دعم قدرة الدولة وإرادتها في هذا السبيل ، مستهدية بما أبرزته خطط التنمية من تصاعد في توقعات النهضة نحو
رفاه المواطنين على كل الصعد .
ليس هذا فحسب ، بل استثمرت أجهزة التنمية ، وبتوجيه كريم العوائد الفائضة من ميزانياتها السنوية للصرف منها على مشروعاتها المتعثرة تمويلاً أو المتعطلة تنفيذاً لسبب من الأسباب .
وبعد . . فقد عرض السرد السابق من هذا الحديث وباقتضاب شديد ، أمثلة لمظاهر الانتفاضة التنموية التي تشهدها بلادنا الغالية في عهد أبي متعب الملك الإنسان ، خلال فترة خمس سنوات فقط منذ تسلمه سرج القيادة
وصناعة القرار ، وغني عن القول أن المملكة قد بلغت ، محلياً ودولياً ، خلال هذه الفترة القصيرة كما والمترعة إنجازاً مستوى رفيعاً من الصيت المطرز بالإنجاز السياسي والتنموي ، بحيث باتت بلادنا بفضل من الله
مركز ثقل وواحة للعقل والرأي السديدين يستهدي بهما ويستنير من أراد البصيرة تغلباً على أمر من الأمور ، ونشأ نتيجة لذلك حضور فاعل لها ولقادتها في كثير من المحافل ، الإقليمية والدولية .
أسأل الله أن يحفظ لبلادنا عزها ورخاءها وسمو شأنها في ظل القيادة الحصيفة لسيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وعضده الأمين ، وسمو النائب الثاني ، أيدهم الله جميعاً بنصره وأزره وتوفيقه.
نموذج يحتذى
فيما عد وكيل جامعة الملك عبدالعزيز للأعمال والإبداع المعرفي الدكتور احمد حامد نقادي الذكرى الخامسة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه- نموذجا يحتذى به
على كافة الأصعدة ، حيث جعل خادم الحرمين الشريفين من المملكة محط أنظار وقلوب ملايين البشر على اختلاف جنسياتهم ، وأصبح ينظر العالم في عهد الملك عبدالله إلى إنجازات المملكة غير المسبوقة في المجالات
العلمية والتقنية فقد احدث -حفظه الله- نقلة نوعية كبيرة في التعليم عامة وبالتعليم العالي خاصة.
وقال نقادي بمناسبة ذكرى البيعة الخامسة إن الملك المفدى يعتبر مؤسس التعليم العالي الحديث وذلك بما تحقق من إنشاء عدد كبير من الجامعات الجديدة والكليات بكافة مناطق المملكة حتى أضحت الآن أربع وعشرين
جامعة إضافة إلى الجامعات والكليات الأهلية.
وأضاف أن من مكرمات خادم الحرمين الشريفين فتح باب الابتعاث الخارجي على مصراعيه للطلاب والطالبات حيث تجاوز عددهم تسعون ألف طالب وطالبة وتشجيعا منه - أيده الله - رفع رواتب الطلبة المبتعثين كعامل إضافي
لتحقيق هذه النقلة في التعليم.
وأكد أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود سبق عصره حيث رأى أهمية الموهبة والإبداع للانتقال إلى مجتمع المعرفة وإنتاج ابتكارات واختراعات تؤسس صناعات معرفيه متعددة فأسس -حفظه الله - مؤسسة الملك
عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع وترأسها ودعمها من فكرة إلى أن أصبحت موهبة متميزة محلياً وعالمياً ، وأصبحت المملكة حاضنة كبيرة للإبداع والمبدعين.
وأضاف وكيل جامعة الملك عبدالعزيز للأعمال والإبداع أن المنجزات والمشاريع الكبرى التي تحققت في عهد الملك المفدى تؤكد وعيه بالمسؤولية التاريخية ، انطلاقاً من رؤى ومفاهيم كان أكبر الداعمين لها والداعين
لتحقيقها ، ومن هنا اهتم - حفظه الله - بالمواطن ودعم كافة المشاريع التي تخدم تقدمه ورقيه ورفاهيته.
وأشار الدكتور نقادي إلى أن الحديث عن منجزات هذا القائد الإنسان كثيرة وكبيرة ويفتخر بها كل مواطن، إلا أنه يمكن القول وبكل ثقة انه بالفعل رائد الإصلاح والتغيير الذي يمهد الطريق إلى وضع بلادنا على طريق
التقدم والازدهار والنمو ليصل - بمشيئة الله تعالى - إلى مصاف العالم الأول كما يتمنى لنا ويسعى بفكره وعطائه ومبادرته - حفظه الله -.
تحديث وتطوير
وأبرز رئيس الهيئة العامة للطيران المدني المهندس عبدالله بن محمد نور رحيمي ما تحقق للطيران المدني خلال الخمس سنوات الماضية من منجزات تجسد حرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي
عهده الأمين وإدراكهما العميق لأهمية الدور المتعاظم الذي يقوم به قطاع الطيران المدني .
جاء ذلك في مقال بعنوان (في الذكرى العطرة) بمناسبة الذكرى الخامسة للبيعة قال فيه:
في هذه الأيام العاطرة تحل على هذه البلاد الغالية الذكرى الخامسة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في المملكة خلفا لسلفه الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله. هذه السنوات
الخمس شهدت بلا ريب قفزات كبيرة على جبهات كثيرة تناولت معظم جوانب الحياة المعاصرة في المملكة العربية السعودية. فعلى الصعيد السياسي أثبتت قيادة المملكة أنها الربان الماهر في بحر مضطرب يغشاه الموج من كل
مكان، وتحيط به العواصف من كل اتجاه... حروب واضطرابات في دول مجاورة، وتهديدات موجهة إلى دول أخرى.
وعلى الصعيد الاقتصادي، كانت أزمة ولا مثيل لها هزت أركان الاقتصاد العالمي وضربت بنيته المالية بقوة، ولكن خرجنا منها ولله الحمد في حال نُحسد عليها، ووضع لم يتوقعه الكثيرون حتى من رجال الاقتصاد
ومفكريه.
وتمضي بنا سفينة الإصلاح بقيادة المليك المفدى عازمة على اكتساح كل مستنقع فاسد مهما اشتد عمقه وطال أمده. وكانت فواجع جدة مثلا، إذ صدرت القرارات الحاسمة لتطوي صفحة محزنة في تاريخ جدة العريق، ولتؤكد قوة
المنهج الإصلاحي الذي اختطته قيادتنا الرشيدة.
وأما التعليم بشقيه العام والجامعي، فقد حظي بهذا القدر الكبير من الدعم المفتوح المادي والمعنوي، إذ رُصدت مليارات كثيرة لتطوير التعليم العام وتحسين مدخلاته ومخرجاته، وتم افتتاح أكثر من عشر جامعات جديدة
غطت مساحات الوطن البعيدة والقريبة والكبيرة والصغيرة. وكان على رأسها الجامعة الفريدة.. جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية التي كانت حلما راود مخيلة خادم الحرمين طيلة ربع قرن. وقد كانت الميزانية
المرصودة لقطاع التعليم والتدريب هذا العام هي الأضخم في تاريخ المملكة. من جانب آخر، فُتح باب الابتعاث للخارج لعشرات الألوف من فتياننا وفتيا