- تعريف المنطق الرمزي Definition Of Symbolic Logic :
يسمى المنطق الرمزي Symbolic Logic بأسماء عديدة منها : لوجستيقا Logistic أو جبر المنطق Algebra Of Logic أو المنطق الرياضي Mathematical logic ، أو المنطق الصوري الحديث New Formal Logic. وكلها عبارات
مترادفة ويسمى المنطق الرمزي لأن لغته الرموز لا الكتابة والحديث ؛ وليس معنى هذا أنه يسمى رمزياً لمجرد استخدامه رموزاً ، فإن هناك علوماً تستخدم الرموز ولا نسميها المنطق الرمزي . كعلم الجبر مثلاً .
واستخدام الرموز شرط ضروري لإقامة هذا المنطق ، لكنه شرط غير كاف ليكون رمزياً ، بل يجب – إلى جانب استخدام الرموز – أن يدرس العلاقات المختلفة بين الحدود في قضية ما . والعلاقات المختلفة التي تربط بين عدة
قضايا . ووضع القواعد التي تجعل من القضايا التي يرتبط بعضها ببعض قضايا صادقة دائماً .
وترجع تسمية المنطق الرمزي باللوجستيقا إلى إتلسن Etelson ولالاند Lalande وكوتيرا Couturat في المؤتمر الدولي بباريس عام 1904 ، لكننا لاحظنا أن الكلمة كانت مستخدمة من قديم . فقد استخدمها الفيثاغوريون
للدلالة على جداول يجد فيها الحاسبون نتائج العمليات الحسابية دون جهد . وتذكرنا بجداول اللوغاريتمات اليوم ، وقد استخدم ليبنتز الكلمة المرادفة لعبارتي المنطق الرياضي وحساب البرهنة .
ونلاحظ أيضاً أن كلمة لوجستيقا لم تستخدم فقط للدلالة على المنطق الرمزي ؛ وإنما استخدمت أيضاً للدلالة على اتجاه رد التصورات الرياضية الأساسية إلى تصورات منطقية خالصة .
وفي القرن التاسع عشر سمى المنطق الرمزي أيضاً " جبر المنطق " ، وترجع هذه التسمية إلى جورج بول G.Boole الذي جعلها اسماً لنظريته في جبر الأصناف . ثم استخدمها بيرس وشرويدر للدلالة على نظريات المنطق
الرمزي كلها ، حيث صيغت جميعها على نموذج جبر الأصناف .
ويسمى المنطق الرمزي كذلك " المنطق الرياضي " وبيانو Piano هو أول من استخدم هذا التعبير ، وكان يعني به نوعين من البحث ، كان يعني أولاً صياغة المنطق الجديد تستخدم الرموز والأفكار الرياضية ، ويعني به
ثانياً البحث في رد الرياضيات إلى المنطق ؛ وكان يسمى هذا البحث الثاني أيضاً باسم ( فلسفة الرياضة ) .
وسمى المنطق الرمزي أخيراً بالمنطق الصوري ، حيث يُراد له أن يكون أكثر صورية مما أتى به أرسطو ، ونجد هذه التسمية بنوع خاص عند رسل حيث يقول في كتابه أصول الرياضيات : في تعريف المنطق الرمزي " المنطق
الرمزي أو الصوري ، وهما اصطلاحان سأستعملهما مترادفين ، هو دراسة مختلف الأنواع العامة للاستنباط . ولقد أطلقت كلمة رمزي على هذه الدراسة لخاصية عرضية ، لأن استخدام الرموز الرياضية في هذه الدراسة وفي
غيرها هو أمر مناسب من الناحية النظرية لا تمليه طبيعة الأشياء "
وللمنطق الرمزي عدة تعريفات أفضلها ما اشتمل على بيان موضوعه : وموضوع هذا المنطق هو الاستدلال .
والاستدلال هو الانتقال من قضية أو أكثر ونسميها مقدمة أو مقدمات إلى قضية أخرى ونسميها نتيجة . وترتبط المقدمات برباط معين بحيث إذا قبلنا المقدمات قبلنا النتيجة . والاستدلال ضربنا : استنباطي Deduction
واستقرائي Induction ، ويعنينا الأول وهو الذي ترتبط فيه المقدمات بالنتيجة بعلاقات منطقية أهمها علاقة التضمن Implcation .
وجدير بالذكر هنا أن نشير إلى بعض التعريفات التي قدمت في هذا الجانب من المنطق وهو المنطق الاستنباطي ، نورد منها على سبيل المثال لا الحصر :
· " بيرس " :
" تكمن الإشكالية الأساسية في علم المنطق في تصنيف البراهين إلى براهين سليمة وبراهين فاسدة " .
· " كوبي " :
" دراسة المنطق هي دراسة المناهج والمبادئ التي تستعمل للتمييز بين البراهين السليمة والبراهين الفاسدة " .
· " سامون " :
" المنطق هو العلم الذي يمدنا بأدوات تحليل البرهان " .
· " بيانو " :
" المنطق هو العلم الذي يدرس خصائص الإجراءات والعلاقات " .
· " رسل " :
" المنطق الرمزي مختص بالاستدلال بوجه عام ، ولذا فإن ما يبحث فيه هو القواعد العامة التي يجري عليه الاستدلال " .
· " عزمي إسلام " : المنطق هو الذي يبحث في صورة الفكر ، وصورة الفكر هي القالب أو الإطار الذي تترابط فيه التصورات والأفكار وفقاً لعلاقات معينة ، بغض النظر عن مضمون تلك التصورات نفسها " .