http://musbah1984.blogspot.com/2011/02/blog-post_12.html
بسم الله وحمداً لله على النعم الظاهرة والباطنة كما يليق بجلاله, وصلاة وسلاما على رسوله خير النبيين وأشرف المرسلين , ومن تمسك بسنته , وعض عليها بالنواجذ , واهتدى بهديه من أصحابه وأهل بيته وأتباعه إلى
يوم الدين, وبعد :
قبل أن نخوض في بيان مدى شرعية الاحتفال بالمولد النبوي أدعوك أخي المسلم أختي المسلمة لتدّبر قول الله عز وجل: (وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا
يعقلون شيئا ولا يهتدون) البقرة:170 , فلا تكن ممن يقدّمون عادات الآباء والأجداد علي حكم الله ورسوله, وتأمل قوله تعالي: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم) آل عمران:31 , فكن
ممّن يحبون الله ورسوله ولا تكن ممّن يدّعي ذلك ولا يناصر إلا رأيه وهواه.
تاريخ ابتداع فكرة الاحتفال بالمولد النبوي
من المعروف أن الاحتفال بالمولد النبوي لم يفعله النبي صلي الله عليه وسلم, ولا صحابته الأبرار بعد وفاته عليه الصلاة والسلام, وهم أشد حباً وتعظيماً له صلي الله عليه وسلم, ولو كان في الاحتفال بالمولد خير
لدلّنا عليه صلي الله عليه وسلم ولسبقنا إلي ذلك سلفنا الصالح رضوان الله عليهم.
فمتي ظهرت فكرة الاحتفال بالمولد النبوي؟
ظهرت فكرة الاحتفال بالمولد النبوي لأول مرة في القرن السادس والسابع هجري.
من ابتدع فكرة الاحتفال بالمولد النبوي؟
أول من ابتدع فكرة الاحتفال بالمولد النبوي هم "الفاطميّون", فقد كان للدولة الفاطمية اهتماما بالغاً بالاحتفالات والمواكب وقد تأثروا وقتها كثيراً بالفلسفة اليونانية, وكانت من أسباب ابتداعهم للاحتفال
بالمولد النبوي هو التسامح الديني بزعمهم الذي كانوا يدعون إليه, فكانوا يقيمون الاحتفالات والمواسم إسلامية كانت أم نصرانية, يريدون بزعمهم إظهار الدين الإسلامي بمقام يليق به بين الأديان ومنافسة النصارى
في احتفالهم برأس السنة النصرانية, ومنها انتشرت هذه البدعة إلي ساحل أفريقيا وأسبانيا وإلي العراق وإلي الهند.
وأول من أحدث هذه البدعة عند الفاطميين هو رجل يُدعي ب"أبوسعيد كوكبوري" وهو ملك من ملوك الدولة الفاطمية في آخر القرن السادس هجري وكان ملك لمدينة "أربيل" وكان له ميل شديد للصوفيّة, كما ذكر المؤرخون
ومنهم ابن كثير, وابن خلكان, وغيرهم.
قال المؤرخ المقريزي في كتابه (الخطط) 01\490: (وكان للخلفاء الفاطميين في طول السنة أعياد ومواسم هي مواسم رأس السنة ومواسم رأس العام ويوم عاشوراء ومولد الرسول صلي الله عليه وسلم).
قال الحافظ ابن كثير في (البداية والنهاية) 13\137: (وكان يُعمل المولد النبوي في ربيع الأول ويُحتفل به احتفالا هائلاً) إلي أن قال: (ويعمل الصوفية سماعاً من الظهر إلي الفجر ويرقص بنفسه معهم). السماع: هو
الغناء الصوفي مصاحب بالدفوف ولوازم العزف.
من هم الفاطميّون؟
الفاطميون هم سلالة شيعية رافضية تُنسب للفرقة الإسماعيلية من الشيعة الروافض حكمت مصر وتونس والشام وعلي فترات في ليبيا والجزائر والمغرب بين عامي 297هجري و567 هجري.
وقد أسس الدولة الفاطميّة (عبيد الله المهدي) عام 297 هجري, وأسسّوا القاهرة واتخذوها عاصمةً لهم في عهد رابع الخلفاء الفاطمييّن (المعز لدين الله الفاطمي).
ويرجع لقب الفاطميون إلي "فاطمة بنت محمد صلي الله عليه وسلم" عن طريق إسماعيل بن جعفر الصادق, وكان الفاطميون يؤيدون بما يسمي بحرية الأديان حتى أن بعض الأقباط واليهود قد وصلوا إلي أرقي المناصب في البلاط
الفاطمي.
وهم معروفون بتحالفهم مع اليهود والنصارى منذ بداية تأسيس دولتهم, فمن هؤلاء كان الكثير من الوزراء وجُباة الضرائب والمستشارين في شئون السياسة والاقتصاد والطب يعملون تحت لواء الدولة الفاطميّة.
وفي فترة حكم الفاطمييّن لمدينة طرابلس وما حولها, فرضوا علي الناس الفِطر قبل رؤية الهلال وأجبروهم علي تحديد يوم العيد بالحساب, حتى أنهم قتلوا كل من أفتى بأنه لا فِطر إلا مع رؤية الهلال, كما فعلوا
بقاضي مدينة برقة "محمد بن الحُبلي" الذي صلبوه فمات عطشاً حين رفض الخروج لصلاة العيد, فقد جاء في سير أعلام النبلاء للذهبي ص374: (أتاه أمير برقة, فقال: غداً العيد, قال: حتى نرى الهلال ولا أفطر وأتقلّد
إثمهم, فأمر الأمير بالقبض علي القاضي وعُلّق في الشمس وصُلب على خشبة حتى مات).
ومن جرائم الدولة الفاطمية:
- الغلّوّ في أئمتهم كعبيد الله المهدي حتى أنه رُفع بمنزلة الإله وأنه يعلم الغيب وأنه نبي مرسل, كما جاء في الكثير من المصادر.
- إجبار الناس علي إتّباع المذهب الرافضي وإعدام كل من يخالف ذلك.
- سبّ الصحابة علناً كأبو بكر وعمر وزوجه عائشة رضي الله عنهم أجمعين, وكانوا يعّلقون رؤوس الأكباش والحمير علي أبواب الحوانيت والدوّاب وكتبوا عليها أسماء الصحابة رضي الله عنهم.
- تحريم الإفتاء علي مذهب الإمام مالك رحمه الله, واعتبروا ذلك جريمة يعاقب عليها القانون عقابها الإعدام, حيث كانوا يطوفون بالمقتول في الأسواق وينادى عليه : (هذا جزاء من يذهب مذهب مالك).
- إبطال السنن ورفع شأن البدع كالاحتفال بالموالد.
- منع أهل السنة من التدريس في المساجد.
- إجبار الناس علي الفِطر قبل رؤية الهلال وتحديد يوم العيد بالحساب.
- التسامح مع اليهود والمجوس والنصارى حتى اعتلوا أعلي المناصب في البلاط الفاطمي.
وغيرها من الجرائم...
فتوارث أجدادنا وآباءنا تقليداً وجهلاً لهذه البدعة المُستحدثة منذ فترة حكم الفاطميين لليبيا المذكورة آنفاً, والتي حرص فيها الفاطميون الشيعة زرع هذه الفكرة في عقول أجدادنا فأخذوها منهم.
كلام أهل العلم وفقهاء المالكية في حكم الاحتفال بالمولد النبوي
1-العلامة محمد ناصر الدين الألباني:
(المشروع هو الإتباع والاستسلام لحكم الله عزوجل: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} فرسول الله ما احتفل إذاً نحن لا نحتفل, إن قالوا ما احتفل لشخصه نقول ما احتفل الصحابة من بعده, فأين
تذهبون؟) مقالة "حكم الاحتفال بالمولد" للشيخ الألباني رحمه الله تعالي.
2-سماحة الوالد الشيخ عبدالعزيز بن باز:
(لا يجوز الاحتفال بالمولد ولا غيره, وذلك من البدع المُحدثة في الدين) مجموع مقالات وفتاوى الشيخ بن باز رحمه الله رحمة واسعة.
3-شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
(هذا لم يفعله السلف مع قيام المقتضي له وعدم المانع منه, ولو كان خيراً محضا أو راجحاً لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منّا, فغنهم كانوا أشد محبة لرسول الله صلي الله عليه وسلم وتعظيماً له) ابن تيمية في
كتابه اقتضاء الصراط المستقيم ص 307 .
4-ومن علماء المالكية الشيخ الإمام أبي حفص تاج الدين الفاكهاني- رحمه الله - :
(لا أعلم لهذا أصل في كتاب ولا سنة) كتابه المورد في حكم المولد.
5-ومن علماء المالكية الشيخ أبوعبدالله الحفار المالكي:
(ليلة المولد لم يكن السلف الصالح يجتمعون فيها للعبادة ولا يفعلون فيها زيادة علي سائر ليالي السنة) المعيار المعرب والجامع المغرب لفتاوى علماء أفريقيا والأندلس والمغرب [ 07/99 ].
6- الإمام عبد الله ابن الحاج المالكي – رحمه الله – :
(ومن جملة ما أحدثوه من البدع مع اعتقادهم أن ذلك من أكبر العبادات وأظهر الشعائر ما يفعلونه في شهر ربيع الأول من المولد وقد احتوى على بدع ومحرمات جملة )[ المدخل : 2/2 -10 ].
من مظاهر الاحتفال بالمولد في ليبيا
بعد أن عرفنا أصل فكرة الاحتفال بالمولد النبويوحكمه وأثبتنا أنها عادة دخيلة علي مجتمعنا خاصة أن ليبيا معروفة أنها سُنيّة علي مذهب الإمام مالك رحمه الله وليست شيعية ولله الحمد, فالقائل أنها عادات
وتقاليد, فنقول أي عادات تتمسك بها وقد عرفت أنها تقاليد وطقوس شيعية دخيلة علي مجتمعنا الليبي.
فالواجب هو مقاطعة هذه الاحتفالات بكافة مظاهرها أمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر فالجميع مسئولون وكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته...
ومن هذه المظاهر الاحتفالية:
· الاحتفالات الدينية بزعمهم بما فيها حلقات الذكر البدعيّة التي لا تخلوا من الشركيّات والغلوّ والتنطّع في بعض المساجد والزوايا والطواف في الشوارع بالدفوف والمعازف والمدائح البدعية: كل هذه مظاهر بدعية
لم ينزل بها الله من سلطان وجب مقاطعتها والتحذير منها.
· إطلاق الألعاب النارية وبما يسمي ب(الخط ولوح): يجب منع أطفالكم من شراءها أو تمكينهم من ذلك, فلا يشك عاقل أنها محرّمة لما فيها من خطر وضرر ولما فيها من إسراف وتبذير بغير حق.
· شراء البنادير وبما يسمي ب(الدربوكة) للفتيات الصغيرات استعدادا ليوم المولد: فالواجب هو تنبيه الأطفال على بدعيّة هذه المناسبة وإرشادهم وتربيتهم علي السُنّة, حتى يكبروا علي التمسّك بكتاب الله وسنة
رسوله صلي الله عليه وسلم وترك ما يخالفهما.
· إضاءة بما يسمي ب(الشجرة) وتزيينها:آلا يعلم من يشتريها أنها تقليد لشجرة عيد الميلاد النصرانية, قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (من تشبه بقوم فهو منهم), هؤلاء ما فعلوا إلا كما قال بعض القوم لرسول
الله صلي الله عليه وسلم في أحد غزواته عندما رأوا شجرة يعلق عليها المشركون أسلحتهم وشاراتهم يسمونها ذات أنواط كما في حديث أبي واقد الليثي, حيث قالوا: ( يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات
أنواط, فقال رسول ال