{غير مسافحات} أي غير معلنات بالزنا ، {ولا متخذات أخدان} أي : ولا متسترات بالزنا مع أخدانهن .
وهذا تقسيم الواقع ؛ لأن الزانية إما أن تكون لا ترد يد لامس ، وإما أن تقتصر على واحد ، وعلى هذين النوعين كان زنا الجاهلية .
قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه : كان قوم يحرمون ما ظهر من الزنا ، ويستحلون ما خفي منه . والخدن : هو الصديق للمرأة يزني بها سراً ، فنهى الله تعالى عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن .
وقال الحسن البصري : المسافحة هي أن كل من دعاها تبعتْه ، وذات أخدان أي: تختص بواحد لا تزني إلا معه ، والعرب كانت تحرم الأولى وتجوّز الثانية .
وهو قول : أبي هريرة رضي الله عنه ، ومجاهد ، والشعبي ، والضحاك ، وعطاء الخراساني ، ويحيى بن أبي كثير ، ومقاتل بن حيان ، والسدي ، والزجاج ، والعز بن عبد السلام رحمهم الله جميعا .
إذن فإذا كان هناك (صديق) (يزني بالمرأة) (سرا) فهو خدن ، فإذا اختل أحد هذه الشروط الثلاثة انتفى مسمى الخدن .