ربابة ربة البيت .... لبشار بن برد
ربابة ربة ُ البيت **** تصب الخل في الزيت
لها عشر دجاجاتٍ **** وديك حسن الصوت
هل سمتم هذه الأبيات من قبل وتسألتم لمن هي ؟؟ وما قصتها ؟؟
إليكم التالي :
ربابة هي خادمة الشاعر العباسي المشهور بشار بن برد 69 - 168هـ التي قال عنها: إنها طلبت إليه أن يقول فيها شعراً، فداعبها بقوله:
ربابة ربة ُ البيت **** تصب الخل في الزيت
لها عشر دجاجاتٍ **** وديك حسن الصوت
ولم يزد عن وصفها بأنها ربة بيت وأن لها عشر دجاجات وديك له صوت ناعم حسن.
وقد رضيت بذلك بل ربما أنها طربت له وزادها نشاطاً في خدمته.
لم يكن بشار بن برد مخطئا كما ظن بعض من حوله الذين جائوا مستفسرين ومستهزئين لتلك الابيات التي قالها بشار بن برد بالجارية ربابة ... !
فكيف وفق عقولهم ان يكون هذا الشاعر الكبير ببلاغته ان يقول ابيات مثل هذه وهو القائل رغم انه اعمى منذ ان ولد :
كأن مثار النقع فوق رؤوسنا****واسيافنا ليل تهاوى كواكبه
فهذا المبدع الذي شبه تلك الحالة من ضراوة المعركة ومدى هولها بليل تتساقط كواكبه فياله من بيت اتضحت فيه بلاغة وعبقرية هذا الشاعر الذي
لم ير بيوم من الايام ليلا ولا كواكبا ولا اسيافا ولا غيره !
ومع ذلك يراه من حوله انه اصبح اضحوكة عند بعض الشعراء حينما قال ابياته بربابة والتي لاتحمل في طياتها اي بلاغة توصف !
لكن بشار بن برد ذلك الاعمى لم يكن اعمى ادراكا وفهما للحياة ومابها من بشر فلقد رد عليهم بجواب يعتبر بحد ذاته درس لكل صاحب خطاب
فبين لهم بانه حينما خاطب الامه وجماهيرها تكلم بكلام بليغ يصل لاذهان من يهتم بها من العلماء والفقهاء والبلغاء والخطباء
فكان لزاما عليه ان ياتي ببيت كأن مثار النقع !
بينما ربابة ليست الا جارية لاتهتم الا بما حولها من دجاج ومايهمها من اهتمامات منزليه
ولم يكن مخطئا بشار حينما قال : لو ذهبتم لربابة وسئلتموها اي الابيات لديها اجمل :
قفا نبكي على ذكرى حبيب ومنزل****بسقط اللوى بين الدخول فحومل
أم :
ربابة ربة ُ البيت **** تصب الخل في الزيت
لها عشر دجاجاتٍ **** وديك حسن الصوت
فانها لن تقول الا ربابة رب البيت !!