اشتهر صديق للشاعر أبي نواس يدعى الفضل بالبخل, وزاره أبو نواس ذات يوم وهو يأكل سمكا ,
فارتبك وكاد يصاب بحالة من الرعب, وحاول إخفاء الطعام تحت الخوان, لكن رائحة السمك لا تخفى , فضحك ابو نواس وقال له : لا بأس عليك اتمم غداءك فإني صائم, فأخرج الفضل الطعام ليتابع الغداء لكنه في اليوم
التالي أصبح مثار سخرية عند أصحابه, فقد نظم أبو نواس قصيدة قال فيها :
رأيت الفضل متكئاً يناغي الخبز والسمكا
فقطّب حين أبصرني ونكس رأسه وبكى
فلما إن حلفت له بأني صائمٌ ضحكا
فخر ومديح
قيل لبشار بن برد قلت تفخر بقومك:
أذا ما غضبنا غضبة مضرية هتكنا حجاب الشمس أو تمطر الدما
أذا ما أعرنا سيدا من قبيلة ذرا منبر صلى علينا و سلما
إذا بك تقول في جاريتك :
ربابة ربة البيت تصب الخل في الزيت
لها عشر دجاجات وديك حسن الصوت
فقال بشار لكل وجه موضع فالقول واحد, فالأول في قومي ليرهبهم غيرهم, والثاني في جاريتي لأني لا أكل البيض من السوق و ربابة لها عشر دجاجات وديك فهي تجمع لي البيض فقولي هذا عندها أحسن من معلقة أمرؤ
القيس.
ديك هزيل
من مداعبات الشاعر المصري محمود غنيم, ما جاء في ديوانه الثاني في ظلال الثورة, فقد خصص باباً أيضاً لدعاباته مع أصدقائه من الأدباء والعلماء والشعراء, ومنها أن أحد أصدقائه دعاه مرة إلى مأدبة في سفح
الهرم, وذبح ديكاً هزيلاً, فلم ينج هذا الصديق من مداعبات غنيم اللاذعة, فكتب قصيدة يقول فيها:
يا صاح مالك والكرم البخل طبعك من قدم
شهدت ببخلك ليلة قمراء في سفح الهرم
تباً لديكك يا أخي هضم الحديد وما انهضم
جلد يحيط بأعظم لا لحم فيه ولا دسم
سخرية رامي
عرِف صديق للشاعر أحمد رامي بطول لسانه وهجائه لإخوانه, ولكنه عرف بكرهه لذكر الموت, وذات يوم قابله رامي فأراد أن يزعجه وكان قد هجاه وحاول أن يبتعد, لكن رامي بش في وجهه وكان لم يره منذ مدة, فلما اقترب
منه قال له رامي:
يا شيخ ده أنا اتخضيت عليك من يومين ?
فقال الرجل : ليه?
فقال رامي : افتكرت أنك توفيت لأني سمعت جماعة كانوا بيمدحوا فيك ويذكروا محاسنك!
فاصفر وجه الرجل ومضى في طريقه بسرعة.