إنه طلحة بن عبيد الله ـ رضي الله عنه وأرضاه ، وإليك خبره :
فعن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" من سرّه أن ينظر على شهيد يمشي على وجه الأرض ، فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله ! "
( أخرجه الترمذي وابن ماجه ، وغيرهما ن انظر : السلسلة الصحيحة للألباني 1/198 رقم 126 )
وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : إني لفي بيتي ، ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه بالفناء ، وبيني وبينهم الستر ، أقبل طلحة بن عبيد الله ، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" من سره أن
ينظر إلى رجل يمشي على الأرض وقد قضى نحبه ، فلينظر إلى طلحة "
( أخرجه ابن سعد في الطبقات وأبو يعلى في مسنده ، انظر : السلسلة الصحيحة 1/195 رقم 125 )
والنحب ؛ النذر ، كأنه ألزم نفسه أن يصدق أعداء الله في الحرب ، فوفى به ، وقيل : النحب ؛ الموت ، كأنه ألزم نفسه أن يقاتل حتى يموت . وقد قتل ـ رضي الله عنه ـ يوم الجمل ، فويل لمن قتل هذا البطل !!
ولسائل أن يسأل ؛ لماذا هذا بالذات ؟! وكيف نال هذه المرتبة ؟ وأدرك هذا الخير ؟!
وللإجابة على هذا السؤال ، أقول : هذا فضل الله يمتن به على من يشاء من عباده ، وهو ذو الفضل العظيم ، ثم إن لطلحة مناقب عظيمة وأعمال جليلة وفضائل لا تُعد ، مما لا يحويها جراب أو يحصيها كتاب ، ويكفيه ما
وقع منه في غزوة أحد ، فقد كان على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم أحد درعان ، فنهض إلى صخرة ، فلم يستطع ، فأقعَدَ تحتَهُ طلحة ـ رضي الله عنه ـ فصعد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى استوى على
الصخرة ، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" أوجبَ طلحة !! " أي ؛ وجبت له الجنة ، فيا لها مِن مِنَّة !!