تعد اللغة العربية واحدة من أهم اللغات العريقة التي تتصف دوماً بالجدية والحيوية والمرونة، وقد اختارها الله عز وجل لتكون لغة الإسلام ، ولغة القرآن الكريم. ومع انتشار الدعوة إلى الإسلام ، انتشرت اللغة
العربية في كثير من بلدان العالم التي وصلت إليها، ما أكسبها مزيداً من الثراء وأسهم في زيادة رقعتها، ربما على حساب كثير من اللغات التي اعتنق أهلها الإسلام.
في عصر الثورة المعلوماتية التي يشهدها العالم حالياً، ومع سيطرة الحواسيب الآلية ونظمها، وشبكة الإنترنت بمواقعها وبرامجها، لم تقف اللغة العربية عاجزة عن مجاراة هذا التطور الهائل بل استطاعت بخصائصها،
وبجهود رجالها وعلمائها المخلصين، أن تستوعب أكثر مظاهر التقنية وتتفاعل معها، مسخرة عدداً من الأدوات والأجهزة الحديثة لخدمتها، لتتعدد مظاهر تقنية المعلومات في هذا المجال ولتستفد منها اللغة في تطوير
تعلمها وتعليمها.
لقد انعكس هذا الأمر على نجاح عمليات تعريب نظم التشغيل العالمية، مثل أنظمة النوافذ قديمها وحديثها. كما ظهرت عدة برامج عربيه في مجال البرامج التطبيقية، لتنسيق النصوص العربية وطباعتها، وإضافة التأثيرات
العربية والإسلامية إليها. وتقدمت في الوقت نفسه برامج النسخ والكتابة الخاصة بالخطوط العربية وتنوعت فنونها، فضلاً عن برامج التدقيق الإملائي والنحوي وبرامج القراءة الآلية للنصوص العربية، وبرامج الترجمة
الآلية من العربية وإليها، مثلما تعددت، في الوقت نفسه، برامج تعليم اللغة العربية لأبنائها وللناطقين بغيرها.
أما في مجال النشر الإلكتروني، فالأمر مختلف بدرجة كبيرة، بل وبشكل مبشر، إذ تمت الاستفادة من قدرات الحاسب الآلي الهائلة في عمليات تخزين المعلومات، كوسيلة لنشر الكثير من المواد والكتب والدواوين
والموسوعات العربية. ولم يقتصر الأمر على توفير تلك المصادر والمراجع على أقراص مدمجة، بل تجاوزه إلى نشر عدد من تلك المواد على الشبكة العالمية، ما أتاح لملايين من محبي العربية فرص الإطلاع على التراث
العربي والإسلامي الضخم، وتصفح أوراقه، وطباعتها عند الحاجة، وتوفير إمكانية البحث السريع عن كلمة أو موضوع واحد في الآلاف المؤلفة من الصفحات العربية في أسرع وقت وأقل جهد.
وتبدو فوائد إنشاء موقع على الشبكة العنكبوتية، لخدمة اللغة العربية وتطوير تدريسها جلية، إذ يمكن الإشارة إلى بعضها في مواكبتها للتطور التقني وإثبات جدارتها ومرونتها في التعامل مع التقنيات، وتعزيز
الجهود الرامية إلى خدمة اللغة العربية ونشرها، للوصول بها إلى العالمية، ونشر المزيد من المعارف والخبرات المتعلقة بها، وإتاحتها للباحثين والدارسين والراغبين من شتى أنحاء العالم، وتجاوز العزلة المهنية
والتغلب على مشكلة التباعد الجغرافي، وتيسير سبل التعاون المشترك في مجالات التطوير والعمل الجماعي واللجان المتخصصة في حقل تدريس اللغة العربية، علاوة على تبادل المعلومات المتعلقة بالتجارب الميدانية
واستراتيجيات التدريس الفعالة ونتائج البحوث، وتيسير سبل الإعلان عن المؤتمرات والندوات وورش العمل، والدعوة إلى المشاركة الفاعلة فيها.