الصيد بالصقور.. الرياضة الأقدم عند العرب
حمزة عم الرسول أشهر الصقارين والفراعنة مارسوها قبل 7 آلاف سنة
اهتم العرب بالصقور منذ القدم، وما زال الصقر يحتفظ في ايامنا الحالية بمكانة مرموقة عندهم حيث يتفاخرون به ويولونه العناية والاهتمام الكبير، ويكفي ان نعرف ان رياضة الصيد بالصقور هي اقدم رياضة عرفها
العربي.
وتاريخيا، استخدم الفراعنة الصقور المدربة منذ اكثر من سبعة آلاف سنة في صيد الغزلان والطيور البرية، وكانوا ينظمون الرحلات الكبيرة الى الصحارى لممارسة رياضة الصيد بالصقور، كما كانوا يقيمون المسابقات
للاعتناء بالصقور.
ولقد سجل فنانوهم هذه الرحلات الهامة بالرسوم على آثارهم الخالدة، التي ما زالت باقية حتى اليوم على جدران كهوف الفراعنة شاهدة على اقدم رياضة عرفها العالم، والتي اصبحت بمضي الزمن اقدم رياضة عرفها
العرب.
وكان من ابرع من اشتهر من العرب في هذه الرياضة.. هو حمزة عم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وكان صيادا ماهرا واشتهر ببراعته في هذا النوع من الصيد.
وقد ذكر هذا النوع من الصيد في القرآن الكريم في قول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: (وما علمتم من الجوارح مكبلين تعلمونهم مما علمكم الله فكلوا مما امسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه) (صدق الله
العظيم).
والى وقت قريب انتشر في اكثر الدول العربية هواة كثيرون يمارسون رياضة الصيد بالصقور.. وكان هؤلاء الهواة من ابناء الصحراء حيث اشتهرت قبائل عديدة بممارسة هذه الرياضة ومنها على سبيل المثال قبائل اولاد
عامر وكانوا يستخدمونها لصيد الغزلان في الصحراء الغربية بمساعدة بعض الكلاب السلوقية الشهيرة التي استطاع بعضهم الحصول عليها من الخارج.
ولكن يبدو ان عدم الاحتفاظ بنسل هذه الصقور او عدم تكاثرها كان السبب في تقلص هواية الصيد بالصقور او اختفائها تقريبا في بعض المناطق التي اشتهرت بممارسة هذه الرياضة في الفترة الماضية، وتعتبر رياضة الصيد
بالصقور من الهويات المحببة للاسر المالكة في معظم الدول العربية، ويتفاخر شيوخ العرب باقتنائهم لافضل الصقور وفي مقدمة الذين يشتهرون بهذه الرياضة والهواية معظم دول الخليج العربي ومنهم امراء المملكة
العربية السعودية والبحرين والامارات العربية المتحدة.
وفي بعض الدول العربية تنظم لها المسابقات وتخصص لها الجوائز الضخمة.. ومن أشهر هذه الدول التي تنظم المسابقات دولتا الامارات العربية المتحدة والبحرين.
الشاهين.. أشهر الأنواع
يعتبر صقر الصيد الحر (الشاهين) من أشهر أنواع الصقور، وموطن هذه الأنواع الجارحة الضارية من الصقور يتركز في بلاد أوروبا وبالأخص أوروبا الوسطى، ويتم صيد هذه الصقور حين تأتي مهاجرة هاربة من الثلوج
الأوروبية الى مصر والدول العربية في شتائها الدافىء ويتم الصيد بواسطة الشراك.
وللعلم، فإن بعض العرب كانوا يصطادون الصقور بعد الاختباء في الاماكن التي ترتادها، ثم يربطون حمامة بواسطة حبل يمسكه رجل مختبىء الى جانب حفرة مغطاة بطريقة تمويهية، فإذا ما انقض الصقر الجائع المراد صيده
على الحمامة، سحب الرجل الحمامة بخفة ثم قام بإمساك الصقر حيث يضع غطاء من الجلد على وجه الصقر الأسير، ولكن لهذه الطريقة مخاطرها إذ قد يشعر الصقر احياناً بالخطر فينشب مخالبه القوية بالرجل ممزقاً ذراعه
أو وجهه.
اما الطريقة الآمنة المتبعة الآن في صيد الصقور فتعتمد على نصب الشباك القوية اللغافة التي ما ان يقع فيها الصقر حتى تشل حركته وبعدها يتم استئناس الصقر ويقوم احد المشايخ بتدريبه بعد ان يعقد معه الصداقة
والإلفة.
والجدير ذكره ان الصقور تعيش على وجبات الحمام الشهية، ويطلق على الصقور المدربة اسماء خاصة منها »سلطان، منصور، صياد« وهي بعد الاستئناس والتدريب تخرج في رحلات الصيد وتعود الى صاحبها بمجرد ان يصيح
منادياً باسمها.