الوسواس القهري
,,
(أسبابه وعلاجه)
الوسواس القهري: هو عبارة عن أفكار لامنطقية وغير واقعية، تتسلط على الفرد وتحدث له قلقا وتوترا ، وتلزمه بفعل ما تمليه عليه أفكاره القهرية فيفعلها ليرتاح ولكن الأمر يزداد سؤا بتكرار ها ، والمصاب
بالوسواس القهري يدرك أن ما يفعله ليس صحيحا وليس منطقيا ، ولكنه عندما يحاول منع نفسه عن فعل ما تأمره به يصاب بالتوتر والقلق 0
ومثال ذلك تكرار الوضوء والمكث في الحمام ساعات طويلة من وقت صلاة المغرب إلى وقت صلاة العشاء كلما انتهى المريض من الوضوء تخيل أن أحد أعضائه لم يمسه الماء أو أن هناك قطرات من البول لاتزال عالقة بثوبه
ربما ينزع ثوبه ويغسله وقد يتطور الأمربه إلى غسل الحمام كله وهكذا ، ومصدر الوسواس القهري الخوف الشديد من النار لأن المريض يتصور أنه إذا كان وضؤه غير صحيح فصلاته غير صحيحة وإذا كانت صلاته غير صحيحة فهو
كافر و إذا كان كافرا فإنه سيدخل النار ، حتى أن بعض المرضى يمكث في الحمام ساعات طويلة ليتطهر وقد يصيح في الحمام من الخوف بأن وضوه غير صحيح وهو لامحاله سيدخل النار 0
هناك فرق أيضا بين المريض بالوسواس القهري والشخصية الو سواسية الشخصية الوسواسية ليست مريضة ولكنها حاملة للمرض وربما مع الزمن تتحول إلى مريضه أعرف شخصا كان يعمل معنا في وزارة التربية والتعليم يأتي
قبلنا في الصياح ويدخل إلى كل مكتب ويقوم بترتيب المكتب وجعل الأدوات الكتابية في مكان معين ، وينظف سطح المكتب من الأوراق ، ويتضايق كثيرا إذا رأى ورقة ملقاة على الأرض هذا الشخص هو صاحب الشخصية الوسواسية
التي ربما تتحول إلى المرض النفسي المعروف بالوسواس القهري ومثال آخر للمصاب بالوسواس القهري أن بعض الأشخاص إذا سلم على أحد من الناس ذهب مسرعا للمغسلة وغسل يديه بالماء والصابون وعقمها بالديتول خوفا من
العدوى 0
بعض الناس تستولي عليه أفكار وسواسيه قد تخرجه من الملة كأن يقول في نفسه أين الله ؟ من خلق الله ؟؟ هل يوجد نار أوجنة ؟ هل يحاسب الإنسان على أفعاله بعد الموت ومن هذه الفئة الملا حدة والدهريون ، وهذه هي
الأفكار الوسواسية 0
ما أسباب الوسواس القهري ؟
بعض العلماء يرى أن الوسواس القهري مصدره الوراثة وأن الوراثة تلعب دورها فيه ، ويستدل على ذلك بوجوده في العائلة بأن شخصا أو شخصين أصيبا به وبعض الدراسات تفيد أنه إذا أصيب به أحد التوائم أصيب الآخر به ،
ولكن يبدو أن تأثير الجانب الوراثي في الأمراض العصابية ( النفسية ) ضعيف، وهناك من العلماء من يرجح أن أسباب الوسواس القهري بيئية متعلمة من البيئة كأن يكون الأب وسواسيا أو الأم كذلك فينتقل المرض
بالتقليد والتعلم وهناك من يقول إن سببه التربية المتزمتة القائمة على القمع والتسلط وكل شيء عيب والحرص الشديد على النظافة والتطهر 0
الفرق بين الأفعال القهرية والأفكار الو سواسية
إن السلوك يصدر عن فكر والفكر يتحول إلى شعور والشعور يتحول إلى سلوك ، مظاهر السلوك الثلاثة الإدراك والشعور والنزوع ومثال ذلك عندما يفاجأ الإنسان بحادث سيارة في الطريق فينزل من سيارته إذا كان راكبا
سيارة أو يقف إذا كان ماشيا فيشاهد الحادث فمشاهدته هذه إدراك وألمه وتوجعه على المصابين شعور وأما البدء بمساعدتهم ونقلهم للمستشفى فهو نزوع أو سلوك ، والأفعال القهرية لابد أن تمر بهذه المظاهر الثلاثة
فالشخص عندما يدرك أن وضؤه غير كامل أو أنه لايزال نجسا هذا إدراك أما شعوره بالخوف من النار إذ أنه توضأ وضؤا غير كامل أو صلى وهو نجس هذا شعور أو وجدان أما ذهابه لإعادة الوضوء وتكرار ذلك فهو نزوع وهو
فعل وسلوك قهري ، لأن المصاب بالوسواس القهري يعاني من أفكار قسرية تجبره على فعل أشياء غير معقولة، وغير منطقية وهو يدرك ذلك لكنه لايستطيع أن يتخلص من هذه الأفكار مهما حاول وإذا عزم على عدم تنفيذ ما
توصيه به نفسه أصيب بالتوتر والقلق مما يجعله يفعل هذه الأشياء غير المعقولة رغما عنه ، أما الشخصية الو سواسية فقد يحس بها الشخص العادي ولا يكون مريضا بالوسواس القهري وإنما تكون شخصيته وسواسيه، وحامل
المرض ليس بمريض فالأشخاص الذين عندهم حرص زائد أو يحتاطون كثيرا ، أو أنهم مغرمون بالترتيب والتنظيم والمبالغة في ذلك مع أن الشخصية الو سواسية يمكن أن تتحول إلى شخصية مريضة بالوسواس القهري في المستقبل
إذا كان لديه الاستعداد للمرض، وتعرض لظروف وضغوط بيئية للمرض،0
كيفيةالعلاج:
يتم علاج الوسواس القهري بالدواء وبالعلاج السلوكي المعرفي ،والاسترخاء والعلاج العقلاني بمهاجمة الأفكار غير العقلانية واحلال أفكار أخرى عقلانية بديلا عنها ويمثل العلاج الدوائي ثلث العلاج أما ثلاثة
أرباع العلاج فيكون عن طريق العلاج السلوكي المعرفي ، والجمع بين عدة طرق للعلاج النفسي يسمى بالعلاج التكاملي .
ممكن أن أطرح هذا المثال كتطبيق للعلاج السلوكي (طريقة ال 15دقيقة ) فإذا كان الشخص يكرر صلاته لاعتقاده أنها غير صحيحة أو ناقصة فممكن أن نقول له عندما تصلي الصلاة الأولي وتحس بحاجة ملحه تجبرك على
إعادتها فامتنع عن هذه الإعادة لمدة ربع ساعة ومن ثم صلها مرة أخرى واستمر على هذا العمل مدة أسبوع وفي الأسبوع الثاني إذا حدثتك نفسك على إعادة الصلاة فامتنع لمدة نصف ساعة ولمدة أسبوع آخر ، أما الأسبوع
الثالث فلا تكرر الصلاة إلا بعد مضي 45 دقيقه وفي الأسبوع الرابع بعد ساعة وهكذا سوف تلاحظ أن التوتر سوف يزداد أكثر مما كان في الأسبوع الأول والثاني وسيبدأ يخف شيئا فشيئا حتى يتلاشى كلما استمريت