بسم الله الرحمن الرحيم
إن أكثر أنواع أورام الرحم الحميدة شيوعاً لدى النساء هو تليف الرحم.. السبب الأول لعمليات استئصال الرحم هو تليف في عضلة الرحم.. وهى غالبا لا تسبب أي مشاكل صحية وقد يتم اكتشافها بالصدفة أثناء الفحص
الطبي لهن، بينما في أحيان أخرى هناك مجموعة من الأعراض تعاني منها المصابة و قد يؤدى كبر حجمها وموقعها بالرحم لبعض المشاكل عند بعض النساء كالألم والنزيف الشديد. هذه الأعراض غالبا ما تتحسن بعد بلوغ سن
اليأس . أي بعد انقطاع الدورة الشهرية وبلوغ سن اليأس يقل حجمها وتتلاشي ويمكننا معرفة وجود ألياف الرحم بعمل أشعة صوتية (تلفزيونية, سونار) للبطن. أيضا يمكن عمل رنين مغناطيسى للرحم.
و المشاكل التي تسببها ألياف الرحم :
زيادة كبيرة بالطمث (زيادة بالأيام وبكمية النزيف) أحيانا مع قطع دم. ممكن أن تؤدى لفقر الدم (أنيميا)
قد تتسبب في ألام بأسفل البطن أو الظهر .... آلام بالأفخاذ .... آلام بالجماع ..... كثرة التبول والإمساك
كبر حجم البطن إلى حدّ ما.
وفي كثيرا من الحالات ألياف الرحم لا تحتاج لعلاج حيث أنها لا تسبب أي أعراض أما إذا سببت أعراضا يكون العلاج بالأدوية من المسكنات للألم وحبوب منع الحمل أو بعض الهرمونات. وغالبا هذا يكفى ولاحتاج لعلاج
آخر. مع ملاحظة أن بعض الهرمونات تتسبب في أعراض جانبية مزعجة وقد ترجع مشاكل ألياف الرحم بعد توقيف الدواء. أما كبيرات السن كما ذكرنا يمكن أن يؤجل العلاج ما أمكن، نظراً لنقص حجم الورم حين انقطاع الدورة
الشهرية مع نقص نسبة هورمون الإستروجين في الجسم.
تتراوح أحجام ألياف الرحم من قطع صغيرة جدا إلى بعض الكيلوات . في بعض الحالات قد تجعل الرحم يكبر إلى حجم رحم بالحمل بالشهر الخامس أو أكثر.
والنزيف الرحمي من الأمراض الشائعة جدا بين السيدات وخاصة بعد سن الأربعين، ومعظم السيدات يعتقدن أن هذا النزيف يكون إشارة على بلوغ سن اليأس، وهو اعتقاد خاطئ تماما وإهمال متابعة هذا الأمر قد يكون له
عواقب خيمة وتعد أهم أسباب حدوث النزيف الرحمي في تلك المرحلة العمرية متمثلة في الآتي:
= الأورام الليفية، أي تليف الرحم (تضخم حجم الرحم) كما ذكرنا سابقا
= وجود لحميات في تجويف الرحم.
= النزيف الوظيفي المتكرر نتيجة اضطراب وظيفة الرحم واضطراب الهرمون.
ويتم علاج النزيف الرحمي عن طريق الأدوية التي تقوم بعملية تنظيم للدورة الشهرية، وكذلك إصلاح أي اضطراب هرموني، أما إذا كان السبب وجود مرض عضوي بالرحم فالحل هو العلاج الجراحي، وتكون الجراحة عن طريق
المناظير دون الحاجة لفتح البطن، حتى لو كانت الأمراض عبارة عن أورام ليفية أو تضخم في الرحم.
وجراحات المناظير أثبتت كفاءة في استئصال الرحم منذ سنوات ولا تقيم المريضة بالمستشفى سوى يوم واحد ثم تمارس بعده حياتها الطبيعية، كما تتسع مجالات استخدام المناظير الجراحية في علاج النزيف الرحمي الوظيفي
لتشمل إجراء عمليات استئصال البطانة الداخلية للرحم بدون استئصال باقي الرحم بواسطة المنظار الرحمي عن طريق المهبل وكذلك استخدام البالون الحراري الذي يتم إدخاله للرحم تحت مخدر موضعي بنفش طريقة تركيب
اللوالب ليتوقف بعدها النزيف الرحمي تماما وهذه الطريقة تناسب حالات النزيف الوظيفي غير المصحوب بأي تضخم في عضلات الرحم. .
وكذلك يمكن فتحة صغيرة فى الجلد لا تتجاوز بعض مليمترات وبسهولة كبيرة على المريض يدخل طبيب الأشعة التداخلية أنبوبة القسطرة من خلال شريان الفخذ وحتى يصل إلى شرايين الرحم ومن ثم يطلق مواد دقيقة تودي إلى
وقف الدم عن ألياف الرحم مما يتسبب بصغر حجم ألياف الرحم من غير إزالة للرحم. وهذا الإجراء لا يحتاج لتخدير عام بل فقط بعض المسكنات تماما كقسطرة القلب الشائعة. ويمكنها الخروج بعد وأخذ بعض المسكنات لمدة
أسبوع حيث تستطيع العودة لحياتها الطبيعية.
ويمكن علاج ألياف الرحم بالإنصمام Fibroid Embolization ؟
وقد أثبتت الدراسات نسبة نجاح أكثر من 90% زوال الأعراض أو تحسنها بشكل كبير. يمكن عمل الإنصمام بنجاح حتى مع وجود عدد كبير من ألياف الرحم و هذا العلاج يعتبر آمن جدا وهو ليس بجديد حيث كان الإنصمام يستخدم
لعلاج النزيف بعد الولادة لأكثر من عشرين سنة ولم يلاحظ وجود أي مشاكل من الأشعة .
حفظ الله الجميع من كل مكروه وشفي الله كل المرضى من المسلمين
والسلام عليكمhttp://akhawat.islamway.com/forum/index.php?showtopic=17246