نظرة المجتمع السعودي الدونية للعمل المهني
يعاني العاملون في المهن الحرفية في منطقة الحدود الشمالية من نظرة المجتمع الدونية للعاملين في هذه المهن، إذ تشهد هذه المهن تغييباً شبه كامل للسعودة، ما أدى إلى العزوف عنها بكافة تخصصاتها.
وتعد مهن الميكانيكا، والكهرباء، والخراطة، والسمكرة، والبناء، والنجارة من أبرز المهن التي تندرج ضمن ثقافة "العيب" إذ أوضح نائل محمد فراس أستاذ علم النفس المساعد في كلية المعلمين بعرعر أن لهذه الثقافة
دوراً في عزوف كثير من الشباب عن العمل المهني خشية نظرة المجتمع الدونية لهم على الرغم من ان هذه النظرة تختلف باختلاف المهنة والمنطقة.
وبين أن الكثير من أفراد المجتمع قد ترسخت ثقافتهم على الكثير من القيود والحواجز التي لم يعد لها قيمة في ظل التغيرات والتطورات السياسية والاجتماعية والثقافية، مبيناً انه يمكن بقليل من الجهد النفسي
التغلب على هذه القيود وإقناع الآخرين بما تحتمه التطورات والوضع الحالي، كما أن باستطاعة الشاب العامل كسر هذا الحاجز وتغيير هذه الاتجاهات السائدة عند بعض أفراد المجتمع عن طريق التوعية الثقافية
والاجتماعية، وذلك بتعاون الجهات المعنية من إدارات حكومية ووسائل الإعلام والجامعات ووزارة التربية والتعليم.
من جهته انتقد رئيس مجلس الغرفة التجارية الصناعية بمنطقة الحدود الشمالية ثاني بطي العنزي عزوف المؤسسات الحكومية في منطقة الحدود الشمالية عن دورها تجاه إيصال ثقافة الأعمال المهنية للشباب مستثنياً
المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني، مبيناً ان لإدارات التعليم دور مهم في التثقف، كما أن لها دوراً في توجيه مخرجات التعليم نحو العمل المهني وترسيخ ثقافة المجتمع نحوه.
ولفت العنزي إلى أن الغرفة التجارية تقوم بإعداد الدراسات لمن يرغب العمل المهني، إلا أن الإقبال يعد ضعيفاً في بعض المهن ومعدوم في بعضها الآخر، مبيناً أنه في السابق عندما أنشئت شركة "التابلاين" أقبل
السعوديون عليها وعملوا في جميع مجالات المهن ومنها البناء والدهانات والسباكة وغيرها من المهن الحرفية الأخرى، مضيفاً "بعد الطفرة التي شهدتها المملكة بدأ العمل في هذه المهن بالتراجع وأصبح أصحاب هذه
المهن مقاولون يستقدمون عمالة أجنبية ليعملوا لحسابهم".
وقد أبدى بعض الشباب عدم إمكانيتهم العمل في بعض المهن بسبب نظرة المجتمع الدونية للعاملين فيها، إلا أن الدور التوعوي للمعاهد الحرفية والكليات التقنية ساهم بشكل فعال في تقليص هذه النظرة.
ويقول الشابان عبدالله عثمان العنزي وسلمان مضحي أن كل من يرغب الدخول في هذا المجال عليه أن يكون لديه القناعة التامة به، كما أن المعاهد والكليات التقنية والحرفية وتوسعها في المجتمع ساهمت في تقليص
النظرة الدونية للعامل في هذه المهن، من خلال بعض ا لبرامج التوعوية.
أما سامي نافع فقد أوضح ان الاعمال المهنية لا يستطيع الكثيرون العمل فيها لأن نظرة المجتمع الشمالي للشاب السعودي العامل بهذه المهن غير مشجعة، وأن أغلب النظرات لهذه المهن مبنية على مبادئ اجتماعية لا
يمكن إزالتها.
في حين يرى الشاب أحمد عوض العنزي أن على الشاب النظر إلى عمله المهني بنظرة يحدوها التفاؤل بمستقبل مشرق، مبيناً أن المجال مفتوح أمام الراغبين في الالتحاق بالأعمال المهنية، كما أن سيطرة العامل الوافد لن
تستمر كما هو حاصل الآن، لافتاً إلى أن الرغبة للالتحاق في هذه المهن تزداد بشكل مستمر.
إلى ذلك أوضح رجل الأعمال هادي المفلح والذي بدأ حياته العملية بمهنة حرفية وهي "السمكرة" قبل حوالي 30عاماً، إن من الأولى أن يشد شباب المنطقة من أزرهم، فالأعمال المهنية صنعة في الأيدي وصنعة الأيدي لا
تموت، بل تحتاجها في أي وقت وفي كل مكان.
وطالب بتكاتف رجال الأعمال مع المؤسسات الحكومية المهنية في جهودهم لاستقطاب الشباب السعودي للعمل المهني، لأن ذلك فيه بث لطاقات الشاب المختزنة، وأنها بحاجة إلى من يثيرها
ارجو اني افدتكم