الهجرة دروس وعبر
إلى من تمكنت الدنيا من قلوبهم
فقيدتهم بقيودها فاقعدتهم عن السير فى طريق الهجرة هجرة الذنوب والمعاصى فلم يلحقوا بالركب
إلى من نام عن صلاة الفجر وقيام الليل نام عليا مضحيا بنفسه فى ليلة الهجرة فشتان بين نومة ونومة
الهجرة نأخذ منها العبرة والعظة بعد مرور أربعة عشر قرنا على هذا الحدث
ماتت الاشخاص ولكن الحدث باقى شاهد عليهم على عطائهم وتضحيتهم ويقينهم فى الله وثباتهم عند المحن والشدائد
لعلنا إ ذا تدبرنا فى هذا الحدث العظيم اقتدينا بهم فى حياتنا وكنا معهم على الطريق طريق الهجرة إلى الله
تعالوا لنقتفى أثرهم ونتبع الخطوات لنرى أن كل خطوة رسمت علامة على الطريق إلى الله ولنهاجر بقلوبنا معهم
مع أول درس من الدروس والعبر
الهجرة تضحية : قال تعالى : " والذين هاجروا فى الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم فى الدنيا حسنة ولأجر الاخرة أكبر لو كانوا يعلمون (43) الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون
(44) "
سورة النحل
ها هو موقف صهيب الرومى
لما أراد الهجرة إلى يثرب امتثالا لأمر رسول الله صلى الله علبه وسلم حاول الكفار منعه وقالوا له :" أتيتنا صعلوكا حقيرا فكثر مالك عندنا ثم تريد أن تخرج بمالك ونفسك!
والله لا يكون ذلك".
فقال لهم صهيب: " أرايتم إن جعلت لكم مالي أتخلوني سبيلي؟
قالوا: نعم.
فدلهم على ماله وخلوا سبيله.
ولما علم الرسول القائد صلى الله علبه وسلم بالأمر قال: " ربح صهيب ربح صهيب...".
هكذا ساوم صهيب الكفار بكل ما يملك من مال على أن يخلوا سبيله ويتمكن من الهجرة في سبيل الله ورسوله وليبرهن على أن حبه لدينه أعظم من حبه لماله.
وها هو موقف اسرة ابو سلمة وزوجته تحكى ام سلمة رضى الله عنها القصة على لسانها
لما أجمع أبو سلمة الخروج الى المدينة رحّل بعيراً له ، وحملني وحمل معي ابني سلمة ، ثم خرج يقود بعيره ، فلما رآه رجال بني المغيرة قاموا إليه فقالوا
هذه نفسك غلبتنا عليها ، أرأيت صاحبتنا هذه ، على مَ نتركك تسير بها في البلاد ؟)000ونزعوا خطام البعير من يده ،
وأخذوني ، فغضب عند ذلك بنو عبد الأسد ، وأهووا الى سلمة وقالوا والله لا نترك ابننا عندها ، إذا نزعتموها من صاحبنا )000فتجاذبوا ابني سلمة حتى خلعوا يده ، وانطلق به بنو عبد الأسد ،
ورهط أبي سلمة ، وحبسني بنو المغيرة عندهم ، وانطلق زوجي أبو سلمة حتى لحق بالمدينة ، ففرق بيني وبين زوجي وابني000 فكنت أخرج كلّ غداة ، وأجلس بالأبطح ، فما أزال أبكي حتى أمسي سبعاً
أو قريبها ، حتى مرّ بي رجل من بني عمي فرأى ما في وجهي ، فقال لبني المغيرة ألا تخرجون من هذه المسكينة فرَّقتم بينها وبين زوجها وبين ابنها ؟)000فقالوا الحقي بزوجك إن شئت )000وردّ علي بنو
عبد الأسد عند ذلك ابني000 فرحلت ببعيري ، ووضعت ابني في حجري وخرجت تريد المدينة رحلة تبلغ حوالى خمسمائة كيلو مترات بين شواهق الجبال من اجل ماذا وتخيل ماذا يمكنان يحدث لها كما قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم " من كان هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كان هجرته الى دنيا يصيبها أو امرة ينكحها فهجرته إلى ماهاجر اليه " هذه المراة لم يكن معها الا الله قال تعالى " أليس
الله بكاف عبده " سورة الزمر فليقف كل منا عند نيته قبل أن يتحرك فى حياته هذان مثالان لتضحية الصحابة من اجل ماذا ؟ انه ايمان عميق تمكن من قلوبهم جعل
منهم من يضحى بماله ومنهم من ضحى باسرته فيا فتيات وشباب المسلمين لابد لنا من تضحية من أجل ارضاء الله فهل ضحيت بساعات من اجل قيام الليل بين يدى الله عزوجل
هل تركت وضع المكياج خارج البيت من اجل ارضاء
هل تركت علاقة حرام مع زميل لك من اجل أرضاء الله أم ماذا تركت ليقول لك رسول الله صلى الله عليه وسلم " ربح البيع ربح البيع "
قال تعالى " ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله والله روؤف بالعباد "
وهانحن أمام تضحية سيدنا على رضى الله عنه يوم أن بات فى فراش النبى صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاثة عشر عام كيف جرا على ذلك الفعل ليضحى
بنفسه ولنسال اين ابنائنا من ذلك الفتى اننا نرى الصبى يكبر ويدخل الجامعة وهو لا زال يستطيع تحمل المسئولية وحتى بعد أن يتخرج ويعمل لا يستطيع ان يتحمل مسئولية بيته فكيف بمن يتحمل مسؤلية الاسلام
الهجرة ورد الامانات :
اتى جبريل جبريل إلى النبى صلى الله عليه وسلم ليخبره بأمر الهجرة وقال له لاتبت على فراشك الذى
كنت تبت عليه فكان أول ما فكر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أن يوصى على رضى الله عنه برد الامانات إلى اهلها المشركين اعداءه كانوا قد وضعوها عنده فأى اخلاق هذه التى يتعامل
بها النبى الكريم انه صاحب رسالة حتى النهاية ولا ينتصر لنفسه وكيف ذالك وهو من قال " لا إيمان لمن لا أمانه له ولا دين لمن لا عهد له " ونحن قد يكون من اصدقاءنا ممن تركوا عندنا امانات ولكن تبقى عندنا
شهور وسنين ولا نردها لاهلها
الهجرة اخذ بالاسباب : قال تعالى " ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شﺉ قدرا "
سورة الطلاق (3 )
عندما هاجر عمر بن الخطاب هاجر نهارا أمام اعين الناس وقال
" من أراد أن تثكله أمه و يوتم ولده و يرمل زوجته ، فليلقني وراء هذا الوادي "
أما الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فيتحرى الحذر والحيطة يخرج هو وصاحبه ليلا من الباب الخلفى وفى أتجاه الجنوب ويبعث من يمحوا أثار الاقدام ( عامر بن فهيرة ) مولاه وجعل من ينام
فى فراشه للتضليل ويمكث فى غار ثور ثلاثة ايام كل هذا التخطيط والله قادر على أن يجعلهالا رحلة كما كانت رحلة الاسراء والمعراج فى لمح البصر ولكن ليعلمنا درس أن الرسول صلى الله
عليه وسلم هو المشرع وهو رجل يهتدى به الناس وليعلمنا ضرورة التخطيط والاخذ بالاسباب والتوكل على الله فى النهاية وليس التواكل عن العمل لا أن نسير فى الدنيا عبثا دون اتجاه
قال تعالى " أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم الينا لا ترجعون " سورة المؤمنون
نعصى الله ونفعل كل ما فى هوى انفسنا دون أن ندرى اننا لابد لنا من يوم نقف فيه اما م الله يحاسبنا فيه فهل خططت لحياتك اسمع من يقول انا احب الله ورسوله
واصلى واصوم واقرا القرآن اليس هذا كاف فنقول له لا أن هذة هى الرسالة ولكن دون رؤيه واضحة فى الحياة أنت تحب الاسلام والمسلمين ولكن بماذا تريد ان تخدم دينك ؟ فلتخطط لحياتك فى اى شى انت بارع
لتستخدمه لله منا من تريد ان تنجب جيل صالح فهل خططت لذلك من اختيار زوج صالح وقراءة كتب فى تربية الاولاد ومنا من تريد كذا وكذا ..... فهل خططت لذلك قبل ان تفعل أم تحسب اننا خلقنا
هبا لا والله لم نخلق لهذا فهلم وخطط لحياتك لتلحق بالركب
الهجرة .... اخوة :
قال تعالى " الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين "
نحن اما مشهد تتجلى فيه الاخوة فى انقى معانيها هذا هو ابو بكر الصديق يهم بالهجرة فيطلب منه رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ينتظر وعندما جاءه
رسول الله متخفيا ليخبره انه اذن له بالهجرة فيكون اول شى من رد فعل ابو بكر رضى الله عنه " الصحبة يا رسول الله ط سبحان الله كل منهم حريص على صحبة الاخر ليعلمنا درس فى اهمية الصحبة
على الطريق الى الله صحبة صالحة قل تواجدها فى هذا الزمان الا من حرص عليها
ونجد مشهد أخر عند دخولهم الغار لما وصلوا الى الغار قال له ابو بكر والله لا تدخله حتى ادخله قبلك فان كان فيه شى اصابنى دونك فدخله فوجد فيه
ثقبا فشق إزاره وسد به الثقب ثم قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم أدخل فدخل فوضع راسه فى حجره ونام فلدغ أبو بكر فى رجله ولم يتحرك مخافة أ نينتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم فسقطت دموعه على وجه رسول
الله صلى الله عليه وسلم فاستيقظ فقال مالك يا ابو بكر قال لدغت فداك ابى وامى فذهب ما يجده و ننتقل إلى موقف المهاجرين والانصار الذين قال الله تعالى فيهم
" للفقراء المهاجرين الذين خرجوا من ديارهم واموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً، اولئك هم الصادقون(8) والذين تبوأوا والدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم،
ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا، ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه، فأُولئك هم المفلحون( 9)، والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل
في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا انك رؤوف رحيم(10)." سورة الحشر ها نحن
أمام مثال أخر للاخوة لم تعرف له الانسانية مثيل ولنتأمل سويا هذا الموقف بين سعد بن الربيع الانصارى وعبد الرحمن بن عوف من المهاجرين يقول سعد لعبد الرحمن بن عوف إنى أكثر الانصار مالا فأق