هذه الظواهر الطبيعية تجري وفق سنن كونية أرادها الله الذي لا راد لأمره، و لا شك أنها تؤدي أدوارا هي في الأصل لفائدة الإنسان لما نعلمه من أن الله سخر له ما في
الأرض جميعا... و قد يصحب هذه الظواهر آثار مدمرة، لكن لا أحد يستطيع، إلا الله، أن يعلم هل هي حين تقترن بالدمار و التخريب عذاب إلهي ؟ أم محض ابتلاء؟
كل ما استطاع العلماء المسلمون ان يجزموا به هنا أنهم قالوا : ننظر في الذين نزل بهم هذا المصاب، فإن كانوا قوما أهل مجاهرة بالمعصية، كان الراجح أن ذلك من الله عذاب و غضب, و إذا كان القوم الذين نزل بهم
هذا البلاء أهل توحيد و إيمان و التزام بشعائر الله، فالأرجح أنه ابتلاء و امتحان...
ونحن نرى الزلازل تضرب المسلمين و غيرهم، فهل يصح التعميم بأن هذا عقاب إلهي ؟؟ و كيف يكون كذلك ، و الله يقول : و ما كان الله ليعذبهم و انت فيهم... وما كان الله ليعذبهم و هم يستغفرون .
فلا بد إذن أن نسلم بأن هذه الظواهر الكونية يمكن أن تتحرك لتخدم سننا شرعية، كسنة إهلاك الأقوام إذا هم طغوا و تجبروا... لكن ذلك لا يدفعنا إلى تفسير كل ظاهرة من هذه الظواهر ارتبطت بالتدمير و الإبادة
بانها غضب إلهي. و الله تعالى أعلى و أعلم.