أغلب محتوى البراز عبارة عن ماء .. فتصل نسبته فى البراز المتوسط الى 75% وأغلب هذا الماء لا نراه ؛ لأنه موجود داخل الخلايا النباتية
غير المهضومة . وداخل أعداد البكتريا الغفيرة بالبراز ، والتى تكثل حوالى نصف الى ثلثى البراز وبعضها فى صورة حية وبعضها الأخر فى صورة ميتة .. أما الكمية الباقية فأغلبها من فضلات النبات غير المهضومة ( أو
الألياف الغذائية ) . كما يحتوى البراز على انواع مختلفة من المركبات العضوية الناتجة عن نشاط البكتريا ( ولذا فإنه يفيد فى تخصيب وتسميد التربة ) .
ان الاصل او مصدر الروائح الكريهة من البراز هو البكتيريا الهاضمة الموجودة في الجهاز الهضمي،حيث ان فلورا البطن gut flora (هي عضيات دقيقة تعيش عادة في السبيل الهضمي للبشر والحيوانات) تقوم بانتاج مركبات
مثل الأندول ، skatole ، و thiols (المركبات المحتوية على الكبريت) ، فضلا عن كبريتيد الهيدروجين غير العضوية. هذه هي نفس المركبات المسؤولة عن رائحة الغازات الكريهة المنبثقة من البراز، والغازات.وهناك من
يقول انه من الحكمة الخلقة ان تكون رائحة البراز هكذا ليتجنب الانسان ان يلمسه او يقوم وخاصة الاطفال بلمسه حيث له اضرار كبيرة التي قد تؤدي الى الامراض والاتهابات عدة.
ومسالة ادراك الرائحة بشكل عام تختلف من شخص لاخر، ومسألة رائحة واختلاف رائحة البراز تختلف حسب نوعية الطعام الذي يتناوله الفرد. فتناول الاغذية التي تحتوي على البهارات والتوابل و التي تؤدي الى عسر
الهضم تزيد من رائحة البراز الكريهة .بالاضافة الى ان الرائحة الكرية الاكثر نفاذية تنتج عن فضلات الطعام الغني بالبروتينات الحيوانية .
وبتالي كما سبق وقلت سبب التفاوت في الرائحة يعتمد على طبيعة غذاء الفرد، ولكن تغير رائحة البراز قد تكون بسبب وجود بكتيريا ، أو طفيليات ، أو فيروسات في البراز , وهذه يمكن الكشف عنها بعمل فحص للبراز
للتأكد من وجود أحد هذه الميكروبات أو الطفيليات ، ويمكن تناول العلاج بحسب التشخيص , كما أن البعض ممن يعانون من القولون العصبي قد يشتكون من هذه المشكلة ، وكذلك من يعانون من مشاكل في هضم منتجات الحليب
أيضاً قد يشتكون من هذه الظاهرة ، والعلاج يكون بتجنب منتجات الحليب بكميات كبيرة ، وأما القولون العصبي فيحتاج إلى تجنب بعض الأطعمة ، واستخدام العقاقير المناسبة بعد استشارة الطبيب.
وفي النهاية فيما يختص برائحة البراز اذا كان النظام الغذائي صحيا دوما واذا كان معدل البكتريا المفيدة فى البطن متوازنا فالرائحة التى تنبعث أثناء التبرز لن تدوم طولا ولن تتطلب إجراءات طارئة لتنقية الجو
مما تسببت به.أما اذا فاحت رائحة كريهة جدا وأصبح من الصعب دخول أى شخص الحمام بعدك فهذا يشير الى وجود مشكلة ما. اذا بقى البراز فترة طويلة فى القولون دون اخراج فهذا وسط ممتاز لتكاثر البكتريا غير المفيدة
التى تتكاثر بشدة وبسرعة وتطلق أيضا كمية من السموم. وعندما تزداد هذه السموم تتسرب الفضلات السمة عبر جداء الأمعاء إلى الدورة الدموية وهذا يشبه تسربا لنفايات الصناعية الكيميائية فى أحد المصانع إلى مياه
الشرب.
بالاضافة الى ذلك هناك طبيعة ولون البراز هي من تحدد هل هناك اضطراب او مرض وليست الرائحة فقط ، حيث ان الوضع المثالي هو براز او غائط ذو لون بني غير داكن. واضح التكتل وكتل غير قاسية تخرج بدون مجهود تنقسم
عندما تلامس الماء وتشطف بسهولة.
- اذا كنت تستعمل كبسولات الحديد أو سولفات الحديد لا تقلق عندما يكون لون البراز غامق اللون وأحيانا اسود لأن الجسم لا يمتص الحديد الحديد بشكل جيد.
- اذا أكلت حلويات تحتوى على عرق سوس ربما تعطى البراز لونا اسودا أيضا.
- قد يدل اللون الأسود فى البراز على وجود نزيف فى المعدة.
- اذا وجدت البراز لونه بنفسجي فقد تكون قد أكلت ثمار التوت أو الشمندر.
- البراز البرتقالي أو الاخضر يشير الى وجود فيتامين ب2 ولا داعي للقلق.
- قد يشير اللون الأخضر أو الاصفر الى طبق مطهو بالكارى مثلا وقد يشير أيضا للأسف إلى وجود مشكلة ما فى المرارة أو الكبد أو الى اسهال ناتج عن عدوى أو أثر جانبي للمضادات الحيوية.
- انتبه للون الأسمر أو الرمادي (خطر) إذ يعنى أن قناة المرارة مسدودة أو وجود مشاكل فى البنكرياس أو سوء امتصاص الدهون.
- يشير اللون الأحمر القاني إلى نزيف فى الامعاء الغليظة ما يشكل مؤشرا مبكرا على الاصابة عافاكم الله بسرطان القولون.
- أما اللون الاحمر الفاتح فربما يشير الى جرح فى الشرج أو اصابة بالبواسير.
- في حالة وجود مخاط أو قيح فى البراز فقد يشير الى التهاب في بطانة الأمعاء الغليظة أو التهاب أو دمل يرتبط بسرطان المعده والأمعاء